اثارت زيارة الداعية الإسلامي الشهير يوسف القرضاوي لبريطانيا جدلا واسعا بين المعارضة التي طالبت بمنع دخوله إلى البلاد، وبين الحكومة التي قال وزير داخليتها ديفيد بلانكيت أمس أنه ستخضع كل أحاديثه للمراقبة طوال تواجده في بريطانيا.
وقد وصل القرضاوي إلى بريطانيا يوم الاثنين الماضي للمشاركة في حدثين تنظمهما رابطة مسلمي بريطانيا وهي أهم منظمة مسلمة هناك، وتصنف على أنها معتدلة، وتعقد هذه الفعاليات التي يشارك فيها القرضاوي –ومن بينها اجتماع المجلس الأوربي للدعوة والإفتاء- في مقار قدمتها بلدية لندن.
وتستند الحملة الموجهة ضد الدكتور يوسف القرضاوي إلى فتاواه التي تؤيد العمليات التي يفجر فيها شبان فلسطينيون أنفسهم ضد أهداف إسرائيلية ويعتبرها ضربا من "الشهادة في سبيل الله"، وكانت هذه القضية محور سؤال وجهه مايكل هاورد زعيم المعارضة المحافظة إلى توني بلير في مجلس العموم خلال الاجتماع الأسبوعي الذي تطرح فيه أسئلة على رئيس الوزراء؛ حيث قال له: "هل توافقني الرأي بأن شخصا يؤيد فكرة أن يصبح أولاد انتحاريين وممنوع دخوله إلى الولايات المتحدة منذ عام 1999 بسبب علاقاته المفترضة مع منظمات إرهابية، يجب أن لا يسمح له بدخول هذا البلد؟".
وأجاب بلير أن وزير الداخلية ديفيد بلانكيت "سيدرس هذا الموضوع عن كثب. وهناك قواعد يجب تطبيقها وتلك القواعد ستطبق على هذا الشخص تحديدا". وأضاف "أننا مثل الجميع نعارض تماما أولئك الذين يأتون إلى هذا البلد ويستغلونه كمنبر لعرض آراء تدعم الإرهاب أو التطرف من أي نوع على الإطلاق. يجب أن نتثبت رغم ذلك من أنه إذا جرى إبعاد أحد ما من هذا البلد أن يتم إبعاده بصورة قانونية".
وبالمثل فقد حثت صحف وبرلمانيون من كل الأحزاب الحكومة على إبعاد القرضاوي ووصفوه بأنه يؤيد الإرهاب، ولكن آخرين وخاصة في صحيفة الجارديان البريطانية أشاروا إلى أن القرضاوي يتميز بمواقفه المعتدلة ورفضه الشديد للأعمال الإرهابية، وإدانته الكاملة للاعتداءات ضد مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة، وتفجيرات بالي التي طالت منتجعا سياحيا في إندونيسيا في العام 2002 باعتبارها أعمالا همجية، ودعوته المسلمين إلى حملات للتبرع بالدم لصالح مصابي مركز التجارة العالمي.
وتحت الضغوط التي يتعرض لها قال وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت أمس إن تعليقات القرضاوي خلال زيارته لبريطانيا لإلقاء بعض الدروس ستراقب لضبط أي مؤشرات على الحض على الكراهية العنصرية أو التعصب.
وفي تصريحات أدلى بها لراديو هيئة الإذاعة البريطانية BBC في نفس اليوم الذي قال فيه انه يخطط لسن تشريع لوقف الهجمات التي يتعرض لها الدين الإسلامي منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول قال بلانكيت "قطعا سنراقب ما سيقوله وما سيفعله".
ويحظى القرضاوي - المعروف بأنه شاعر وكاتب وخطيب مفوه- بالتوقير في كثير من بلدان العالم الإسلامي بسبب غزاره علمه وقدرته على تقديم فهم للإسلام يتماشى مع روح العصر، كما يشتهر بنفوره من المتطرفين، ولكن الغرب ينتقده بسبب فتاواه المؤيدة للعمليات التفجيرية في إسرائيل، وبسبب مناهضته للشذوذ الجنسي والحقوق التي يمنحها الغرب للشواذ.
وأدان مجلس مسلمي بريطانيا وهو مظلة شاملة تضم نحو 400 منظمة مختلفة هجوم وسائل الإعلام على القرضاوي ووصف الشيخ بأنه "صوت العقل والوعي ..
مواقع النشر (المفضلة)