الرجال يركزون على اللحية والشوارب
ما زالت بعض شعوب العالم، خاصة الشرقية، تعتبر أن شعر الوجه ومنطقــة الشوارب أو ما يسمي بـ «الشنب» للرجــال، ترمــز إلى قوة الشخصية وترتبط بالكرامة، وعلى النقيض إزالتها تعني الإهانــة، وأحيانــا تفسر بنقــص في الرجولــة.
وكانت عملية زرع الشعر بشكل عام مستحيلة إلى وقت قريب حتى راجت المراكز الطبية المتخصصة في زراعة الشعر لما تعود به الزراعة على الشخص الراغب فيها من نتائج تجعله أكثر جمالاً وجاذبية وتعيد له الثقة بنفسه، لكن الجديد في زراعة الشعر بحث البعض من الرجال والنساء وتوجههم لزراعة شعر الوجه «اللحية، الشوارب، الرموش، الحواجب».
وتؤكد اختصاصية التجميل في أحد المراكز التجميلية بجدة، زهور الداغستاني، على أنه يمكن زراعة شعر الوجه حاليا وهذا الإجراء مفيد جدا لأن له تأثيرا كبيرا على نفسية الشخص وثقته بنفسه، إضافة إلى إعطائه مظهرا أكثر جاذبية وشبابا، وتوجد تقنيات حديثة ومتقدمة ووسائل علمية مبتكرة للزراعة في هذه المنطقة.وتشير الداغستاني إلى أنه وبالذات في مجال التجميل يلجأ الكثير من الناس إلى ممارسات خاطئة لجعل شعر الوجه يظهر، وقد يكون ضررها أكبر من نفعها كاستخدام الزيوت لتغذية المنطقة ودلكها بالثوم أحيانا، وهذه الزيوت تباع في محلات العطارة وغيرها من المحلات الشعبية، وتكتسي بعض الصحف بإعلانات لتطويل وإنبات الشوارب وفراغات اللحية وأغلبها مجهولة المصدر أو غير صحيحة وغير مصرح لها من وزارة الصحة أو أي مصدر آخر.ويزعم أحد بائعي الأعشاب الطبية في محل عطارة في حي النسيم بالرياض، أن لديهم منتجا لإنبات شعر الشوارب واللحية، بحيث يدهن الوجه وخلال فترة من 20 إلى 25 يوما، سوف ينبت الشعر في المنطقة التي يوضع عليها الدهون، ويضيف البائع بأن هذه الطريقة جديدة وشعبية ابتكرها أحد الأطباء السعوديين، وذكر البائع بأن سعر الزيت 100 ريال للعلبة الواحدة، ووجد إقبالاً كبيراً من الرجال عليه، ويضيف بأن الزيت لم يرخص له كعلاج من قبل وزارة الصحة، لكنه مصنوع من قِبل دكتور متخصص بالأعشاب في مدينة الرياض، إلا أن بعض المترددين على محلات العطارة ذكروا أن هذا من الألاعيب الكثيرة لمثل هذه المحلات باسم الطبيعة أو الأعشاب، ويكفيهم أن يأتيهم الزبون مرة واحدة فقط ليحققوا أرباحهم من لا شيء، لكثرة الناس المتأثرين بدعاياتهم ومنتجاتهم مما يؤدي إلى إقبالهم على هذا النوع من العلاج الطبي في هذا العصر وتركيزهم على مقولة (أهمية العودة للطبيعة) من خلال هذه الممارسات في محلات العطارة.وأوضح استشاري الجراحة التجميلية وزراعة الشعر في عيادات ديرما بالرياض، الدكتور جمال بن حبيب الله جمعة، بأن زراعة شعر الوجه تعد اقل انتشارا من زراعة شعر الرأس، وطلب الرجال يتركز على اللحية والشوارب، أما النساء فغالبا ينصب اهتمامهن على زراعة الحواجب والرموش، وفي مجال الجراحة التجميلية تتم هذه الزراعة لإعادة الشعر إلى حالته الطبيعية.
ويشير الدكتور جمعة إلى أن المقبلين على زراعة شعر الوجه هم من فئة الشباب وأعمارهم ما بين 20 و25 سنة، وفي هذه السن من الحياة يكثر الاهتمام الشديد والمبكر بالشكل الخارجي، ودائما وقبل كل شيء ما يتم نصح هؤلاء الشباب بالتريث لكي تتحسن منطقة الوجه طبيعياً وينمو الشعر بصورته الطبيعية المعتادة.ويذكر الدكتور جمعة أن أسباب عدم خروج الشعر في منطقة الوجه عدة منها المرضية، مثل شرم الشفاه، أو حوادث الحروق والإصابات أو الاختلال الهورموني أو العامل الوراثي الذي يؤدي إلى خفة الشعر، وعادة ما يتم البدء بالعلاج الدوائي، إلا أنه في حالة عدم نجاحه فإن العلاج الجراحي يكون الحل المناسب، وفي هذه الحالة يجب مراعاة أنه لا يقبل الشخص الشعر إلا من نفسه، مضيفا أنه يراعى عند الزراعة العديد من النقاط الجمالية منها عدد الشعيرات بالبصيلة الواحدة وسرعة نمو الشعر الجديد، واتجاه زاوية خروج الشعر من الجلد، وتتم الزراعة بنقل البصيلات شعرة شعرة وهذا النوع من الزراعة أفضل من زراعة مجموعة شعرات دفعة واحدة.وعن نسبة المقبلين على زراعة شعر الوجه من الجنسين، قال الدكتور جمعة نسبتهم لا تتعدى 10 بالمائة من مجموع المقبلين على زراعة الشعر بشكل عام. بينما يعتبر الشاب أحمد أن حلق شاربيه موضة جديدة وعصرية وهذا توجه كثير من الشباب الجديد بالسعودية، ويراه بأنه شيء مريح إلى حد ما، كما يقول. وعما إذا كان أحمد سيواجه انتقادات من عائلته بسبب حلق شاربيه، يرد: »شكلي وأنا حر فيه».
مواقع النشر (المفضلة)