حبيبتي لست أكتب لغدركِ وخديعتكِ وإنمـا سـأكتب عن الحب..
وعنكِ لأنكِ كنتِ الأجمل..في حياتي..
كل مافي الأمر إني إنسـان إحب الجمـال وأفتـن به كلمـا رأيته..
في صـورة الإنسـان..أو مطلع البـدر..أو مغرب الشمس..أو هجعة الليـل..
أو يقظة الفجـر..أو قمـم الجـبال..أو سفـوح التلال..أو شواطئ الأنهـار..
أو أمـواج البحـار..أو نغمة الغنـاء..أوصـوت الحــداء..أو مجتمـع الأطيـار..
أو منتثـر الأنهـار..أو رقــة الحـس ..أو عــذوبة النفـس..
أو بيت شعــر أو قطعة نثــر..
وكنـت ومـازلت إحبكِ يــــا..ولا أجــد بين مـراتع الحيـاه وشواطيهـا أجمل..
مـن مرتعكِ حبيبتي..
وشـاطئكِ..كنــت الهـائم بنسمــات ريحكِ كمـا يهيــم..
الشــاعر في نسمــات الأزهــار ورحيـق أغصـانهـا..ومـن بعـدكِ..
أصبحـت إنســاناً بـائسـاً لم يتـرك الدهـر سهمـاً من سهامهـ الموحشـهـ..
لـم يرمني بهـا ولاجـرعه من كـأس مصـائبـه ورزايـاه لـم يجرعنـي إيـاهـا..
ولقـيت من بعـدكِ بـأسـاء الحيـاهـ وضـرائهـا مـالم يـلق بشــر..
كـأني بحبكِ وهـو كـامن في مكـمنه رابـض في مجثمـه متلفـع..
بفضـل إزارهـ ينـظر إلـى آمـالي وأمـانيي نـظرة الإستهـزاء والسخـريه..
ويبتسم إبتسـامة الإستخـفـاف والإدراء..
ها أنا وها هو الحب..
وها هو قلبي الذي طار شوقاً بكِ..
ووجداً عليكِ..هاهو اليوم يعيش ألمـاً لبعدكِ وآهـاً لفراقكِ..
وليس هناك بعـد الآن سرور وأي سرور لمـن يعيش في حياة لاتزور..
الإبتسامه ثغراً من ثغوركِ..مـا أسمج وجه الحياه من بعدكِ..
وما أقبح صورة الكائنات في نظري..وما أشد ظلمة الحياة..
التي اعيشهـا بعد فراقكِ..
فقد كنتِ تطلعين في أرجـاء حياتي شمـسـاً مشرقه تضئ لي كل شئ..
أمـا اليوم فلا ترى عيني ممـا حولي أكثر ممـا ترى عين الميت في قبرهـ..
ليت الليل باقٍ حتى أرى وجه النهـار بل ليت النهـار يأتي فقد مللـت هذا الظلام..
عـائش في حيرهـ من امري..ومناقضـات لقولي وفعلي..
فيا الله لقلب قد لاقى فوق ما تلاقى القلوب واحتمل..
فوق ماتحمل من فوادح الخطوب..ويالله لقبٍ لا يسكن عن الخفقـان..
ولايفيق من الهموم والأحزان..فهـا أنا في الظلام الحالك الذي أعيشه..
والليل الأليل إناجيك أيها البازغ في أقبة السمـاء..
أيها القمر أنك أنرت الأرض وهـادهـا ونجـادهـا وسهلها ووعـرهـا..
وعامرهـا وغامرهـا فهـل لك أن تشرق في نفسي..
فتنير ظلمتهـا وتبدد مـا أظلمهـا من سحب الهموم والأحـزان..
أيها القمر بيني وبينك شجنـاً واتصـالاً..
أنت وحيداً في سمائك وأنا وحيداً في أرضي..
كلانـا يقطع شوطاً صامتاً هـادئاً منكسراً..
حزينـاً لايلوي على أحداً ولا أحد يلوي عليه..
وكلانا يبرز للآخر في ظلمة الليل فيسايره ويناجيه..
أيها القمر كان لي حبيباً يملأ نفسي نوراً وقلبي لذة وسروراً..
وطالما كنت أنا جيه ويناجيني بين مسمعك وبصرك..
وقد فرق الدهر بيني وبينه..فهل لك أيها القمر..
أن تحدثني عنه وتكشف لي عن مكان وجوده..
فربما كان ينظر إليك نظري ويناجيك مناجاتي..
ويرجوك رجائي..
أيها القمر كأني أراهـ يبكي من اجلي كما بكيت من اجله فأزداد شوقـاً إليه..
وحزناً عليه..
فأبق في مكانك طويلاً تطل وقفتنا ويدوم إجتماعنا..
مالي أراك ياقمر تنحدر قليلاً إلى مغربك كأنك تريد أن تفارقني..
قف قليلاً لاتغب عني لاتفارقني..لاتتركني وحيداً فإني لا أعرف غيرك..
وآنس لمخلوق سواك..
آآآآآهـ أيها القمر لما أستعجلت الرحيل..
أو أني أثقلتك بمـا بي..
أعلم إذاً وأنت راحل عني..
إني ذرفت من الوجد دموعـاً لايذرفهـا إلا من قل نصيبه في الحياهـ..
فألم من الوجد بهـا مـا لم أستطع معه صبراً..
وهـا أنا أعود لبكـاء قلمي ومنديـل صفحتي..
أكتب وسـأكتب لمـا بدأته بهـذهـ الكلمـات التى أكتبهـا..
ليس لأجدد عهـداً..
بكِ أو أخطب وداً إليكِ لأنكِ أهون علي من ذلك..
وأنمـا لتعلمي أن قلبي أصبح إسمـكِ في برهه من بـرهـ الزمــن..
إحســآس خــآلــــــد..
مواقع النشر (المفضلة)