تعددت التفسيرات حول القرار السعودي بسحب السفير الدكتور غازي القصيبي من عمله كسفير للمملكة في
بريطانيا. فمن قائل ان قرار النقل تم بطلب امريكي وضغوطات انجليزية بسبب قصيدة القصيبي التي امتدح

فيها الفدائية آيات الاخرس وكانت هذه الشابة الفلسطينية -18 عاما- من مخيم الدهيشة للاجئين

الفلسطينيين بالقرب من بيت لحم قد نفذت عملية استشهادية فى احد الاسواق بالقدس الغربية ما ادى الى

مقتل شخصين . وقد تبنت كتائب شهداء الاقصى العملية... إلى قائل ان قرار النقل سببه الكتاب الجديد الذي

أصدره القصيبي بعنوان " امريكا والسعودية حملة اعلامية أم مواجهة سياسية ".. إلا أن المؤكد ان

موضوع القصيبي كان مثار جدل ومراسلات بين الادارة الامريكية والحكومة السعودية .

غازي القصيبي دبلوماسي عريق لكنه شاعر أيضا وغالباً ما تتغلب عاطفته الشعرية على متطلبات وواجبات

عمله الدبلوماسي او السياسي.

أثار القصيبي انتقادات كبيرة بسبب قصيدته التى اشاد فيها بآيات الأخرس وهي الفتاة الفلسطينية التي

فجرت نفسها في اليهود فقال في القصيدة :

يشهد الله أنكم شهداءُ *** يشهد الأنبياء والأولياءُ

مُتـّمُ كي تعزّ كِلمة ربي *** في ربوع أعزها الإسراء

إنتحرتم نحن الذين انتحرنا *** بحياةٍ أمواتها الأحياء

أيها القوم نحن متنا فهيّا *** نستمعْ ما يقول فينا الرثاء

قد عجزنا حتى شكا العجز منا *** وبكينا حتى ازدرانا البكاء

وركعنا حتى اشمأزّ ركوعٌ *** ورجونا حتى استغاث الرجاء

وشكونا إلى طواغيت بيت *** أبيض ٍ ملءُ قلبه الظلماء

ولثمنا حذاء شارون حتى *** صاح مهلاَ ً ! قطعتموني الحذاءُ

أيها القوم ! نحن متنا ولكن *** أنفتْ أن تضمنا الغبراء

قل لـ(آيات) : يا عروس العوالي *** كل حسن ٍ لمقلتيكِ الفداء

حين يُخصى الفحول صفوة ُ قومي *** تتصدى للمجرم الحسناءُ

تلثم الموت وهي تضحك بشراً *** ومن الموت يهرب الزعماء

فتحتْ بابها الجنان وحيّت *** وتلقـّتـْـكِ فاطمُ الزهراء

قل لمن دبّجوا الفتاوى : رويداً *** رُبّ فتوى ً تضجّ منها السماء

حين يدعو الجهاد يصمت حِبرٌ *** ويراعٌ والكتـْب والفقهاء

حين يدعو الجهاد لا استفتاء *** الفتاوى يوم الجهاد الدماء

وبعد هذه القصيدة بأشهر قال القصيبى ان الاحتلال الاسرائيلى المستمر منذ 35 عاما للضفة الغربية وقطاع

غزة أسوأ من اى شيء شهدته اوروبا فى عهد النازية. واغضبت تصريحاته الجالية اليهودية فى بريطانيا

التى شنت حملة ضده. وعنفته وزارة الخارجية البريطانية وادانت الولايات المتحدة تصريحاته. ودافع

القصيبى عن قصيدته واتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب.

ولم يرضخ السفير السعودي الدكتور غازي القصيبي وهو شاعر معروف للتهديدات البريطانية واليهودية

التي قد تؤدي الى عزله من منصبه ...فسارع الى نشر رسالة مفتوحة تحدى فيها السفير مجلس المفوضين

اليهود البريطانيين

السيد : نيفيل ناقلر

المدير العام لمجلس ممثلي اليهود البريطانيين

عزيزي السيد ناقلر

شكرا جزيلا على رسالتكم المؤرّخة أبريل/ نيسان الثاني والعشرون.

مناحيم بيغن كان مسؤول عن القتل الوحشي لحوالي 200 فلسطيني أبرياء، في الغالب نساء وأطفال في

دير ياسين. إسحاق شامير كان قاتل سيئ السمعة للأبرياء، وكان يمكن أن يشنق إذا مسكته حكومة الإنتداب

البريطانية. أريل شارون مذنب بالإبادة الجماعية. و تبيّن بأنه "مسؤول شخصياً" بلجنة كاهان لقتل 2000

فلسطيني أبرياء في صبرا وشاتيلا. وهو مسؤول عن قتل عدد مماثل من المدنيين الفلسطينين في الأراضي

الفلسطينيّة المحتلّة. دماره لجنين تجعل أتيلا هان فخورة.

ومتى ما كان عند مجلس ممثلي اليهود البريطانيين الشجاعة الأخلاقية للإشارة إلى هؤلاء الإرهابيين السيئو

السمعة كإرهابيون، والأعمال في جنين للحكومة الإسرائيلية كجرائم حرب، أنا سأكون مسرور جدا لتعديل

رأيي من المقاتلين من أجل الحرية الفلسطينيّين.

وبينما نحن على موضوع الإرهاب، أنا فضولي جدا لمعرفة رأيك بسامسن بكتاب العهد القديم. هل كان هو

إرهابي إنتحار؟

مع أطيب التمنيات،

السفير غازي القصيبي

ومنذ نشر القصيدة التي كتبت في لحظة من التدفق العاطفي الغاضب علي جرائم الاحتلال ضد ابناء مخيم

جنين، والصحافة البريطانية لم تتوان في نشر تعليقات تشير لتأييد الشاعر العمليات الاستشهادية، والتي

تري فيها أعمالاً إرهابية . واستدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير السعودي للاستيضاح حول قصيدته

والتأكيد علي اعتبار بريطانيا العمليات الاستشهادية إرهابا . ولقيت آراء القصيبي ترحيبا ودعما من العلماء

السعوديين،ومنهم الشيخ سعد البريك، الذي دافع في خطبة الجمعة عن القصيدة قائلا إنها تعبر عن مشاعر

كل مسلم .

وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية "نعتقد ان العمليات الانتحارية تشكل نوعا من الارهاب وننوى فى

الوقت المناسب عرض وجهة نظرنا امام السفير السعودي".

على صعيد اخر توقعت صحيفة بريطانية ان تشهد العلاقات الاميركية السعودية حالة من الانهيار على خلفية

قصيدة الدكتور غازي القصيبي سفير المملكة العربية السعودية لدى بلاط سان جيمس ، وقالت "اوبزرفر"

ان المديح الذي كاله السفير القصيبي "وهوشاعر عربي معروف وسفير في لندن منذ عشر سنوات للعمليات

الانتحارية في فلسطين قد يؤثر سلبيا على العلاقات بين الرياض وواشنطن".وركزت الصحيفة البريطانية

على مقاطع من قصيدة القصيبي وخصوصا تلك التي ينتقد فيها البيت الابيض حين يتهمهم بالصنمية في

قرارهم والظلامية في قلوبهم.واشارت "اوبزرفر" الى أن القصيبي اعتاد على القول إن "الشعر هو ديوان

العرب والمعبر عن روحهم"، وركزت على المقطع الذي يمتدح فيها منفذ العمليات وخصوصا حين قال

مخاطبا منفذي العمليات "انتم تموتون بشرف أمام الله في عملياتكم ونحن ننتحر في حياتنا

كالأموات".وأخيرا، تناولت "اوبزرفر" من جهة اخرى انتقادات السفير السعودي الشاعر القصيبي للقادة

العرب الذين يستجدون الدعم والعون من اصنام البيت الأبيض .