جميعنا نكره أن نكون أسرى بين قضبان من حديد.. تلك القضبان التي تكبلنا عن رؤية من نحب والتوجه حيثما نريد..
لكن الأسوأ أن تكبل كل ذرة من جسدك وعقلك بقضبان من نوع آخر..
تأسرك بتعسف وتذل كل درجة اعتزاز تسمو بها في حياتك..
الفرق بين تلك والأخرى أنك في الأولى تمتلك عقلك وقلبك ولساناً تدعو الله به..
لكن الأخرى تفقدك كل قوى التفكير، وتبطل جميع سيطرتك على عقلك وقلبك..
هم يقولون: تناولها عندما يصفرُّ لون الدنيا لك، ويعبس طريقك الصعب في وجهك...
لكنهم كاذبون..
لأنك عندما تتناولها تتيه بك الجهات الأربع..وهذا هو المطلوب..
فإذا لم تعد تعرف وجهتك لن تستطيع أن تسلك طريقك الصعب الذي تريده؛ وبهذه الحالة وبزعمهم ترتاح..
لكنك في الحقيقة تصبح في ضياع أكثر من ذي قبل.. لأنك لم تعد تعرف حتى ماذا تريد..
يتغيب عقلك وتصبح بلا هوية.. إنسان مُغفَّل ذليلة كل معاني الإباء في داخلك.. تائه في وسط دائرة لا تشمل زوايا أو مستقيمات... يضيع هدفك ويمقتك شخصك الذي أنهكته في صحراء قاحلة لا يوجد بها سوى السراب...
ذلك السراب هو ما يسمَّى راحة التائهين في تلك القضبان... لكنه في الحقيقة تعذيب للنفس العطشى للوصول لفطرتها الآمنة...
أسأل الله الذي لا يسأل غيره... أسأل الواحد الأحد الفرد الصمد أن يحمي إخوتي المسلمين من المخدرات ويكف شر أصحابها عنا، ويسخر من أبناء الأمة من لا يترك لها أثراً، وأن يمن علينا بعفوه ويسخِّرنا لطاعته إنه ولي ذلك وحده، وعليه قدير...
ومضة..
بقدر ما نحب تلك الحياة بقدر ما ننسى أنها تحمل الكثير من الآلام والأخطار لنا.. وبقدر ما نحب كتاب الله وسنة رسوله بقدر ما نحصِّن أنفسنا من خيانتها.
مواقع النشر (المفضلة)