(1) (آلم)
الله اعلم بمراده بهذه الحروف فهي من المتشابه الذي يعلمه الله وحده.
(2) (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
هذا الكتاب العظيم حقيقة الذي لا يماثله كتاب في صدقه وبركته واعجازه، وهو لا شك فيه بل فيه اليقين التام، وهو المزيل لكل حيرة وشرك وشبهة، وهذا الكتاب مرشد لمن اهتدى به لخير الدارين، فهو يدله على الهدى، ويجنبه الردى، ولا ينتفع الا المؤمنون به، وهم من دنوا من رحمة الله بطاعته، وابتعدوا عن عذابه باجتناب معصيته.
(3) (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
هؤلاء المتقون يصدقون بما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من اخبار الغيب، كالقيامة، والجنة والنار، والاخبار الماضية والمستقبلة، ويؤدون الصلاة على اكمل وجه، ولم يقل: يصلون، بل يقيمون، أي: بخشوعها وبشروطها وسننها، فتنهاهم عن الفحشاء والمنكر، وهم ينفقون مما رزقهم الله في الزكاة والصدقة والصلة، ووجوه البر وانواع القربات ولا يدخرون شيئا في ذات الله، فالرزق من الله لا منهم، وينفقون منها لا كلها.
(4) (والذين يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون)
وهم الذين يصدقون بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ويصدقون بما نزل على الرسل قبله من الكتب –والمؤمنون يؤمنون بجميع الكتب، وجميع الرسل بلا تفرقة- وهم يعلمون علم يقين ان اليوم الآخر حق. وان الله يجمع الناس ليوم لا ريب فيه ليحاسبهم.
(5) (اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون)
هؤلاء على هدى عظيم من خالقهم ورازقهم، لانهم فعلوا ما أمر به، واجتنبوا ما نهى عنه، فلا هدى اعظم من هداهم، وهم فازوا بالمطلوب، ونجوا من المرهوب، لانهم سلكوا سبل النجاة وحادوا عن طريق الهلاك.
د. عائض القرني
مواقع النشر (المفضلة)