في ذكرى فارغة أكتب ..
مبعوثة عشق قد دُثرت وتلاشت بين الأحزان ..
يتشكل من ذكراها أنهار الألم
ومراحل وسطا للموتِ
تسبح في أمواج الدم
تتحرك دون الشريان ..
غريبٌ حبكِ حريةٌ قد خلقت بين القضبان ..
والأغرب أن تكتب ذكرى من غير مكان ..
ذكراكِ جراحٌ ..
ملامحها أكبر من ورقٍ أو حبر ٍأو نقشٍ بالتاريخ ..
أو أول حرف للاسم يتمثل فوق الجدران ..
فقلبك الشوكي علمني أن أصبح سجنٌ والسجان ..
وأن أتعلم أنه قد يبقى بعد الموت شعورٌ ..
ما أصعب أن أشعر بعد الموت أني مازلت أموت ..
وأن يعترف القلب أنكِ حلقات الوهم وسرابٌ وخيوط دخان ..
جاوزت في العمر قروناً مع أني مازلت فوق العقدان ..
أدركتُ معناكِ قديماً ..
دمعٌ مصنوعٌ من صوتي ..
والصوت ألوانٌ عمياءٌ تسكن في الريشة القدرية..
لترسم لوحات من زيت الخوف ..
ملعونٌ حبكِ علمني أن أحتضن الظلمة مرتجف الكفان ..
ملعونٌ حبكِ ألبسني أثواب الغضب الصوفية..
وجعل للنبض في داخل قلبي أنيابٌ ومخالب تجرح..
لتحرس قلب قد نام فوق وسادة من قطن النزف..
والصورة مازلت مهشمة تتسابق داخل أسراب خيالي..
قلبٌ مشنوقٌ بحبال الطيش..
مطعونٌ وجهكِ داخلهُ..
ما أصعب وجهكِ وأقساهُ..
قد مزق شريان الشمس في داخل ذاك الوجدان..
في وقتٍ أصبحتُ زاداً للعتمة..
وزئير الليل يعلمني ..
أن أدفن أشباحاً من نار الحُرقة..
برمال الصمت والكتمان ..
موعودةٌ عينكِ أن يحلق فوق جبينها ..
طيورٌ من طيفي الراحل..
بأجنحة من ريش الذكرى ..
تهيم في ماضيكِ الأحمق ..
ماضيكِ المعدوم الألوان ..
أحييت طقوس ذكراكِ ..
لا لتسعدي ..
أو تفخري..
أنكِ قد كنتِ يوماً في قصري ..
في داخل قلبي ..
لكن هو عقابٌ أسقيه لقلبي في كل عام..
ليتوب عن ذاك الخذلان ..
في الماضي كنتُ أذكركِ لتشتعل شموع الشوق..
واليوم أذكركِ لأصاب ببعض الغثيان ..
ما أغرب القدر بعينيه ينظر ويحدق بسخرية تقتل..
ليقول قد يتحول حبٌ للغثيان !!! ..
ويكرر أنه قد يولد من رحم الماء أجنة برؤؤس النيران..
بجحيمٍ من وجه الشيطان ..
أعترف ولأول مرة في غفوة كبريائي..
أنكِ في يومٍ أنزلتِ الدمعة..
ولكن فلتقفي برهة..
دمعي لم ينزل لكي حزناً..
بل كان مقشة تكنسكِ للأبد من داخل تلك العينان ..
مسكينٌ قلبكِ بلا نبض..
مشلول الإحساس قد مات داخلكِ ..
وأنتِ كنتِ الأكفان ..
مسكينةِ أنتِ محرومة لمعاني الحب ..
وما أصعب ذاك الحرمان ..
ما أصعب أن نصبح أجزاء مشتتة بلا معنى..
وكتلٌ صماءٌ تتيه في جوف الأزمان ..
اليوم أذكركِ فقط .. لأعيد الكرة..
وألقيكِ في آخر ساحات الذكرى ..
داخل مزبلة النسيان ..
وسأعود أذكركِ في عامي القادم ..
ذكرى ملعونة وطاعونٌ..
تخشاه حتى الجرذان ..
احســاس خــالــد..
مواقع النشر (المفضلة)