بعد عودة ابنتي من المدرسة رأيتها متأثرة فسألتها فقالت إن زميلتي في هذا اليوم كئيبة حزينة تطأطئ رأسها تحاور الدمعة. وسألتها عن السبب فقالت: الحذاء ونظرت إلى حذائها ولم ألحظ عليه شيئاً، فقلت لها: حذاؤك مطابق شكلاً ولوناً.. ومن نبرات الحزن قالت: آسفة إنني أقصد قصة الحذاء؟! إن والدي يضرب والدتي بالحذاء دائماً وأمام عيون أبنائها صغيرهم وكبيرهم ولأتفه الأسباب! البارحة ونحن جالسون قال لها بالكلمة العامية (هيش) ولم تسمعه ومن ثم بدأ بالصراخ والشتم والسب وعندما قالت له والدتي (ارحم نفسك) أخذ الحذاء وبدأ يضربها أمام عيوننا وهي تبكي وتقول (اتق الله) ويزيدها ضرباً. ذهبنا نحن الأبناء إلى الغرفة ونحن في حالة يرثى لها بكاء وصراخ وحزن وألم.
إنه موقف لا نحسد عليه والدتنا تضرب بالحذاء أمام عيوننا ونحن لا نستطيع أن نعمل شيئاً! وهكذا دائماً الموقف يتكرر!! والدتي تحولت من بدينة إلى نحيلة أصبحت مكسورة الخاطر الحزن بعينها والألم في قلبها.
والدي أمامها شيخ مخيف، أوامره كثيرة تحولت من زوجة إلى خادمة عملها ما بين المطبخ والصالة. حقوقها الشرعية والاجتماعية والعرفية ساقطة جوالها وفواتيره من حساب أخيها ونغماته برقم والدي كصوت النجدة!!والدتي تأثرت نفسياً.. وحالتها بحاجة إلى طبيب نفساني أو قارئ ولكن والدي يرفض ذلك مردداً عبارة هي علينا (ممثلة) حياتنا يا زميلتي ألم وحزن واكتئاب وها أنا ذا أريد أن أترك الدراسة، لأن حالتي النفسية لا تسمح بالاستمرار وكما قال الشاعر (بتصرف):
تلاقي من عذابه ما تلاقي
وتصبر صبر من يرجو الطلاقي
الرحمة من قلب والدنا منزوعة. ولا نعرف طريقاً للنجاة. اللهم إلا رفع أيدينا تضرعاً إلى ربنا بطلب الفرج القريب: إنه سميع مجيب!!
هكذا انتهى حديث ابنتي
مواقع النشر (المفضلة)