البقوم يتصدون للجيوش العثمانيه - الترك
--------------------------------------------------------------------------------
اخي الزائر الكريم انت امام بحث موثق عن موقف من مواقف الشجاعه والتضحيه والفداء ونموذج لاصرار ابناء الجزيره العربيه للدفاع عن معتقداتهم الاسلاميه السليمه وعن كلمة التوحيد الخالصه .. انت الان ايها الزائر الكريم المعتز بدينه وبانتمائه وبدولته امام موقف اخوة لك قدموا انفسهم شهداء قبل اكثر من مائتي سنه ووقفوا موقف الابطال في ساحات الوغى انهم ابناء قبيلة البقوم المجيده
ولك أخي الكريم وصف دقيق لحروب الترك والبقوم كما وجدناها في كتب التاريخ الاجنبيه والعربيه والتي تعد وبحق فخر لكل أبناء هذا الوطن الكريم ورمزا من رموز التضحيه والفداء في سبيل الاعتقاد الديني السليم وسأتركك أخي الكريم لتستمتع بمجد موثق وعز باق شاركت فيه جميع قبائل البقوم وكتبت صفحاته بمداد من نور 0
قال الزركلي : كان أهل تربه أسبق أهل الحجاز إلى موالاة نجد واتبعوا مذهب الحنابلة الذين سماهم الترك ثم الافرنج ( بالوهابية) ولأهل تربه مواقف معروفة فيما كان من الحروب بين النجديين والترك والهاشميين 0
قال بوركهارت المستشرق السويسري:-
ما الوهابية إذا جئنا نصفها غير الأسلام في طهارته الأولى
قال محمود فهمي المهندس في كتابة ( البحر الزاخر) مانصه :-
لم يحصل من قبائل العرب القاطنين قرب مكة مقاومة أشد مما إجراه عرب ( البقوم) في تربه وكان قد لجا إليها معظم عساكر الشريف غالب (يقصد الشريف راجح ومعه عشرون فارساً قد لجؤوا للبقوم ) وقال (بوركهارت ) في كتابة ( مواد لتاريخ الوهابيين ) على أن اعداء الاتراك حول مكة لم يبدوا تصميماً على محاربتهم مثل ما فعل عرب البقوم الذين يسكنون في تربه 0
الغزوة الأولى
هاجم مصطفى بك تربة بجيوشه العظيمة المدربة والمجهزة بالسلاح الفتاك من رشاشات ومدافع وذخائر أخرى وخيالة من بدو ليبيا ومرتزقه من بقايا جيش نابليون ومن أوروبا فحاصر تربه لمدة اثنا عشر يوماً تقريباً فحال البقوم عن دخولـه اياها وهزموه شرهزيمة وغنموا منه غنائم جمه وقتلوا اكثر جنده البالغ عددهم مايقارب خـمسة آلاف مقاتل 0
ذكر هذه الغزوة عن المصريين :-
في حوداث صفر 1229هـ قال مؤرخ مصر الجبرتي 00وفي ثانية وصل مصطفى بك أمير الركب ركب الحجاج إلى مصر وسبب حضور ه أنه ذهب بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى ناحية تربه 000 فحاربهم البقوم وانهزموا فحنق عليه الباشا وأمره بالذهاب إلى مصر مع المحمل 0
وقال الرافعي في تاريخة أن طوسون أرسل أحد قوادة مصطفى بك لمهاجمه تربة فانقض عليهم الوهابيون ( البقوم) 00فأعملوا في الجيش المصري قتلاً إلى أن وقعت الهزيمة وارتد المصريون بغير نظام إلى الطائف 0
الغزوه الثانيه
في عام 1229هـ جهز محمد علي باشا ( حاكم مصر) جيشاً بقيادة ابنه طوسون وزوده بالسلاح الفتاك من مدافع ورشاشات ومعه (6000) ستة آلاف مقاتل ووجهه إلى تربه فحاصرها ثلاثة أيام فهزمه البقوم شر هزيمة وقتلوا من جيشه ألف وثمانمائه (1800) قتيل وغنموا ذخائره وخيامه وجميع امتعته وهرب هو ومن بقي من جنده إلى الطائف 0
قال الجبرتي في حوادث جمادى الأولى 1229هـ وفي رابعة وصلت هجانه من ناحية الحجاز وأخبر المخبرون أن طوسون باشا وعابدين بك ركبا بعسكرهما على ناحية تربه 00فحاربهم البقوم ثمانية أيام ثم رجعوا منهزمين ولم يظفروا بطائـل
قال منير العجلاني :- بعد هزيمة مصطفى بك في تربه التي قدر عدد القتلى فيها من جنوده بما يقرب من الف قتيل أمر محمد علي ابنه طوسون أن يستولي على تربه ليمحوا عار الهزيمة التي الحقتها ( البقوم) بجيشه ففي أوئل نوفمبر 1831م ذي الحجة عام 1228هـ سافر طوسون باشا من الطائف ومعه 2000 نفس للغاره على (تربه) وأمر عساكره بالهجوم وكان العرب أي (قبيلة البقوم) محافظين على أسور المدينة بشجاعة فصدوا عساكره واضطر هؤلاء إلى ترك خيامهم وسلاحهم وقتل منهم في ارتدادهم نحو سبعمائة نفس ومات كثير منهم جوعاً وعطشاً وكانت النتيجة المنتظرة لهذا الفشل أن يموت جميع العساكر لولا أن (توماس كيث ) وهو بريطاني مع شرذمة من الخيالة استردوا مدفعاً وحفظوا به خط الرجعه وتعطلت بعد ذلك الإجراءات الحربية لشهور طويلة 0(امكنة باب الحجاز ونسب قبيلة البقوم ، رداد ابن ناصر البقمي )
وصف هذه المعركة عند بوركهارت (مواد لتاريخ الوهابين) ص142
( صمم محمد علي أخيراً أن يحاول القيام بهجوم آخر فأرسل طوسون من الطائف قرب نهاية اكتوبر وبداية نوفمبر 1813م مع ألفي رجل للاستيلاء على تربة فأمر جنودة بمها جمة البلده فوراً لكن العرب دافعوا عن أسوارها ببساله وأمر طوسون بهجوم آخر في اليوم التالي لكن جنودة رفضوا صراحة أن يحاربوا00 البقوم وأبدى له ضباطه وضع الجيش المنهك قائلين أنه في حالة صد هجومهم مرة ثانية سيموتون جميعاً من الجوع ولذلك حثوه على تغيير أوامره بالهجوم إلى أوامر بالانسحاب إلى الطائف وما أن بدأ بالانسحاب حتى خرج البدو( الذين وضعة الحرج علموا) من البلده وضغطوا على جنوده واستولوا على الممرات التي في طريقهم وها جموهم بعنف لدرجة أن الاتراك بدأو في نهاية الأمر يهربون تاركين امتعتهم وخيامهم ومؤنهم ومدافعهم 00 وهنا برز توماس كيث الذي سبق الثناء عليه ذلك أنه استطاع مع عدد قليل من الفرسان أن يستعيد أحد المدافع ثم صوبة بمهارة ضد العدو مما أعطى المنسحبين المنهزمين وقت ليعبروا ممراً ضيقاً كان من المحتمل جداً تحطيمهم جميعاً فيه لو لم يقم بما قام به 00وقد فقد في ذلك الانسحاب اكثر من سبعمائه رجل وتوفر لابناء الصحراء الرشيقين الأشداء مزايا كبيرة على مشاة جنود الاتراك الذين كانوا غير قادرين على تحمل كثيراً من التعب ) 00 يقول الشاعر سفر الخيال الرحماني البقمي والذي كان حاضراً هذا الغزو التركي لتربة بعد المعركة الأولى ومستبشراً ومبشراً قومه البقوم بالنصر في المعركة الثانية وواصفاً لنا رحمه الله هذه المعارك وصفاً لم ترقى إليه الكتب التاريخية التي كتبت عنها هذه القصيدة :-
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تباشـروا يالابتـي بوجـودهـا =لعـل قـواد السهـوم ايقـودهـا
دجنه بـلاد النـا وحنـا عمادهـا =والله خلقنا من صـلاب اجدودهـا
يانعنبوا ذا التـرك ماقـد خجـوا =من مثلهم ماعـاد كـان ايعودهـا
جو في طرف ريحان وبنوا خيامهم =وكل خيمة ركزت على عمودهـا
بنوا خيام ترهـب اللـي يشوفهـا =ولاينعرف بيضهـا مـن سودهـا
وتنابـغ البـارود منـا ومنـهـم =مثل الكنان اليا ارجفت برعودهـا
وياما طرح في نحونا من طيـب =لعيون من كن البـروق اخدودهـا
يقودهـم باشـه وعـود وخاشـه =يشـب نـار واحرقتـه اوقودهـا
وياما قعد في مطرحه مـن شفيـه =جنايـز سبـع الخـلا يـرودهـا
الذيب يأكـل والطيـور الحايمـه =لين اشبعـت واوجعتهـا كبودهـا
واسلاحهم وسط المعـاره طايـح =بيدين ربعـي وهومـن اشهودهـا
جهز عليهم فالضحا مـن بلادنـا =بـوارق مـا ينحصـن اجنودهـا
وخيل عليها من حساس اشيوخنـا =استيقض اللـي فالنخـل وبودهـا
حنـا ذرا دجنـه وهـي بلادنـا =وبلادنا ما ينطمـع فـي حدودهـا
دجنـه بـلاد النـا وحنـا اهلهـا =يحرم عليكـم يالطغـم ورودهـا [/poem]وقال شاعر اخر في هذه الاحداث :
حمر الطغم يوم انها وريلها **وبناصره وأهل التهم رفيلها **راحت قلايعهم شعاب اشتات
جدانا زيد حاربوا جدانهم **وابوانا زيد حاربوا ابوانهم **والله كريم مبدل الحزات
وقال الأب لويس شيخو في بحث نشرة في مجلة المشرق عام 1920م أن الوهابين البقوم في تربة خرجوا لمحاربة المصريين 0000 فأبلوا البلاء الحسن وكسروا المصريين وضبطوا كل اثقالهم واسلحتهم 0 وقد قتل في هذه المعركة من الجيش التركي ما يقرب من الف قتيل (تاريخ البلاد العربية السعودية الجزء الثالث ، عهد الإمام سعود الكبير )
ذكر هذه الغزوة عند (منير العجلاني) تاريخ البلاد العربية السعودية 00 سارطوسون إلى تربة على رأس جيش من ستة آلاف مقاتل وكان معه ستة مدافع وكان يرافقه عابدين بك الذي اشتهر باعتقاله للشريف غالب ويقول مانجان أن الشريف راجح سار أيضاً مع الحملة الطوسونية ( وقد هرب الشريف راجح بعد ذلك وانضم إلى الوهابيين البقوم ) ويقول الجبرتي أن طوسون حاصر تربة ثمانية أيام فلم يقدر عليها فتراجع عنها منهزماً 0ويقول ما نجان أن محمد على ارسل مفتشا من قبله للتحقيق في أسباب هزيمة تربه 00هذا وقد وقعت هذه المعارك في وادي السليم وبعد امتلاء الوادي بالجثث أطلق عليه اسم (ريحان) ويقع ريحان غرب تربه وشرقي جبل حضن
وقد ذكر ريحان في قصائد عديدة منها :-
قال الشاعر/ حباب بن منصور البقمي :-
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عينت حتى الترك في عطف ريحان =ذبحوا وراها مثل ذبـح الضحيـة [/poem]
وقال الشاعر/ حمد ابن كايد البقمي :-
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,5,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فإن ريحان ضاري بالجمايل =كل عام نعيد له بعيد [/poem]
وقال احد البقوم :-
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حنا البقوم اللي عريـب جدنـا =حرابنا يفنى وهـو بغـلا يلـه
ريحان سميناه من ريحة الجيف =والذيب يلطع في عطوف مسايله [/poem]
وقال على بن خاتم البقمي :-
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فعا يلنا القديمة يوم جتنا دولـة السلطـان =تبي هدب الغروس اللي مشيدت مبانيها
ذبحناهم كما ذبح الغنم في منى مع الحجان =ثمان سنين في ريحان سايلت مناديها
ولا أحد زيد تهمقى حد ديرتنا من العدوان =اقع من يبغي الكيه على راسه نعرقيها [/poem]
يتبع
مواقع النشر (المفضلة)