في أحيان كثيرة وعندما نرى ما يدور حولنا من معاملات ومن أحداث تشعرنا بالغربة حتى داخل مجتمعنا وبين أهلنا في أحيان كثيرة ونحن نقف على كل هذا الكم من عمليات النصب والخداع، وأكل أموال الناس بالباطل نتوقف مع أنفسنا بين الفينة والأخرى،،، نسترجع حساباتنا، فنحن جزء من مجتمع، نتعايش معه ويتعايش معنا، مجتمع من المفترض ان يكون المجتمع الصالح، المجتمع القدوة لسائر المجتمعات، كل هذه الإرهاصات تجعلنا نتساءل: هل فقدنا الإخلاص في مجتمعنا، أو هل فقد مجتمعنا الثقة في أفراده؟
قد يثور ثأر الآن ويقول إن الخير باق في هذه الأمة حتى قيام الساعة، وأنا أؤيده في قوله وان كنت لا اؤيده في ثورته، وأقول نعم كل ما ذكرته صحيح، ولكن كان المخلصون في مجتمعنا كثيراً، فلماذا أصبحوا قلة؟
لماذا أصبحوا تحت برواز (إلا من رحم الله) حتى برغم قلتهم؟
لماذا أصبحت النوايا السيئة تتبادر داخلنا تجاه كل أمر؟ ولماذا أصبحت إساءة الظن تسبق إحسانه في كثير من تعاملاتنا؟ أمور غريبة نلاحظها، ونتوجس منها خيفة، ونضع أيدينا على قلوبنا خوفا من مستقبل أكثر سوءا ليست نظرتي تشاؤمية،، ولكنها تساؤلات فرضت نفسها، هل فعلا فقدنا المجتمع القدوة، بل هل فقدنا قولا وفعلا الفرد القدوة؟
نعم نحتاج لذلك القدوة القائد،، ونحتاج للمخلصين في كل جوانب أمورنا،، رغم ان نظرتنا كمجتمع للمخلص أصبحت قاصرة، وأنه رجل لا يواكب الحياة، ونتهمه بالقوقعة حول نفسه أحيانا، وقد ينعته المثاليون فينا بالغباء ونردد: (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به)
هل أصبحنا أيها الأحبة نعاني من أزمة في الثقة؟
أزمة في الثقة في أنفسنا،، في بعضنا، في مجتمعنا، وكل الخوف أن نعاني حتى من أزمة في الثقة في قيمنا وعاداتنا ومبادئنا، وهذا ما بدأ يطبل به بعض المتآمرين وافراخ الغرب، ويظهر جليا واضحا في التشكيك الواضح والذي تجاوز حد التلميح إلى التصريح في قيمنا بل ومعتقداتنا والذي أصبح هو ديدن بعض الكتاب الذين لا هم لهم سوى الظهور حتى ولو بمنكر، فأصبحوا كالفراش الذي يتهافت على الضوء ولو تسبب ذلك الضوء بحرقه.
نحن أيها الأحبة نحتاج كمجتمع وقبله كأفراد نشكل بنيان هذا المجتمع أن نعيد ترميم ذواتنا، وإعادة تصميم ما اهترأ وتصدع من بنياننا القويم.
نحتاج بصدق أن نعيد ما سلب منا من ثقة بأنفسنا أولا ثم بمجتمعنا ثانيا.
ولن يكون ذلك إلا بالتكاتف والتمسك بجميل أخلاقنا وتطبيق مبادئ شريعتنا السمحة وديننا الحنيف فبذلك نستطيع ولاشك أن نعيد بناء المجتمع الفاضل ليصبح الكل فيه مخلصا الا من أشقاه ربي.
منقول
مواقع النشر (المفضلة)