استطاع العالم أن يحقق معجزات في ميدان التكنولوجيا، ولكنه لم يستطع أن يحرز تقدما يذكر في مجال العلاقات الإنسانية، بل ربما تراجع فيه بحيث أصبح الناس يعيشون في جزر منعزلة. وحتى لا ينشأ أطفالكم بعيدا عن مجتمعهم والبيئة المحيطة بهم، علموهم أن العالم لا يدور حولهم، وأن عليهم أن يحترموا الآخرين ويتواصلوا معهم، وأن يقوموا بعمل مفيد ليصبحوا قادرين على مواجهة التحديات وخدمة مجتمعهم. ولتحقيق ذلك يجب ربط الاطفال منذ الصغر ببيئتهم من خلال ثلاثة محاور تربوية:
المحور الأسري
ينبغي أن يعرف الطفل وهو في الشهر التاسع من عمره أنه لا يجوز له أن يشد شعر أمه وأن عليه ان يحترمها.
وفي السنة الأولى والثانية من عمره عليه أن يتعلم أنه لا يجوز له أن يحطم متعمدا أغراضه الخاصة أو أغراض الآخرين.
وعند العامين يصبح في وسعه مساعدة أمه في ترتيب غرفته.
وفي الثالثة أو الرابعة اسندوا إليه بعض الأعمال المنزلية الروتينية كإفراغ سلة المهملات.
وعلى الوالدين محاولة ربط الأطفال ببيئتهم عن طريق الحوار والمحادثات العائلية التي تدار مع الأطفال ليعرفوا المشكلات أو الأحداث التي تدور في المجتمع أو في العالم.
المحور المدرسي
أما المدرسة فهي البيئة الثانية التي تنمي في الأطفال الاحساس بالمسؤولية، وهنا لا يجب أن يكتفي التربويون بتدريس الأطفال تاريخ دولة ما أو انجازاتها، بل لابد أن يطلعوهم أيضا على أخطائها، وكيف قضوا عليها وطوروا مجتمعهم.
كما يجب تشجيع طلاب الجامعات والشباب أن يمضوا جزءا من وقتهم في تحليل المشكلات البيئية وكيف يمكنهم المساهمة في حلها.
المحور المجتمعي
لا بد أن يحرص المجتمع على الاستفادة من قطاع الشباب، ومحاولة دمجه، سواء بأجر أو من دون أجر، في أعمال تساهم في خدمة المجتمع والارتقاء به. مثلا تنظيف الشواطئ ينمي لدى الشباب الاحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، وبأنهم عامل أساسي في تطوره ورقيه.
4خطوات لتنمية إحساسه بالمسؤولية
1 نمي وعيه تدريجيا
الطفل من سن الخامسة يستطيع أن يلتزم بأوامر والديه، حتى إن كانا غائبين. وبعد سن السادسة يبدأ بإدراك الصواب والخطأ بطريقة أكثر عمقا من ذي قبل. وبامكان الأهل غرس المفاهيم الصحيحة في داخله عن طريق التوعية بأهمية العوامل البيئية المحيطة به، مثلا توعيته بأهمية الكهرباء والماء وكيف يجب أن نقتصد في استخدامهما، وعدم إهدار للطاقة التي منحنا الله لنا.
2 علميه الالتزام بالقوانين
جب تعليم الطفل أن القواعد والقوانين جزء طبيعي من الحياة وليست شيئا يريدون التخلص منه. ويساعدهم في استيعاب ذلك رؤية الجميع يعيشون في ظل هذه القواعد. فمن المهم أن يرى أطفالنا أننا نطبق القواعد والنظم، فلو أننا تصرفنا كأننا فوق القانون فإننا نعلمهم ألا يهتموا بالمواطنة الصالحة. ومن أكثر الطرق شيوعا التي يرانا فيها الأبناء نلتزم بالقوانين هي طريقة قيادتنا للسيارة ومدى محافظتنا على قواعد المرور. فليفكر كل أب أو أم كم عدد الساعات التي ظل الطفل يراقب فيها عادتهما في القيادة، وعندما يبلغ عمره 18 عاما، ستكون عادات والديه في القيادة محفورة في ذهنه.
3 شجعيه على تحمل المسؤولية
يجب أن تغرس في طفلك منذ سنواته الأولى انه مسؤول عن نظافة غرفته في البيت، ومسؤول في المدرسة عن أدواته من كرسي وطاولة فلا يعبث بها أو يتلفها، ومسؤول في المطعم بحيث يتصرف بطريقة لا يزعج الآخرين، ومسؤول في الملعب عن عدم إيذاء الآخرين واحترام دورهم في اللعب، وهذا السلوك المسؤول سيظل ملازما لهم مع مرور السنوات.
4 ـ كوني قدوة صحية
يحتاج أبناؤنا منذ مرحلة طفولتهم أن يرونا نعيش الحياة بأسلوب صحي (مثل تخصيص وقت لممارسة الرياضة، والحرص على الأكل المفيد، والابتعاد عن التدخين) ولو أدركنا أهمية هذا على أولادنا فسيكون لدينا دافع أكبر للحافظ على العادات الصحية. وهناك ارتباط قوي بين أسلوب الحياة الصحي وبين تقدير الذات. فكلما ازداد وعي المراهق بأهمية المحافظة على الحياة الصحية سيرتفع مستوى طاقته، ومن ثم سيشعر بالمزيد من المشاعر الايجايبة إزاء نفسه ومجتمعه.
مواقع النشر (المفضلة)