في الواقع أن أولاد الحلال بالأمس هم أولاد الحرام اليوم، والعكس صحيح، للأسف الشديد. فالموظف الأمين المخلص لعمله الذي يطبق اللوائح والقوانين بحذافيرها نتهمه بأنه ابن حرام، ونقول «وقعنا في يد ابن حرام أخرّ معاملاتنا»، واذا كان الموظف متعاونا ومرتشيا نقول «الحمد لله رزقنا بابن حلال أنهى معاملاتنا بسهولة».
والمدرس المرتشي المتهاون الذي يشترى بالهدايا اصبح ابن حلال، بينما المدرس الأمين الدقيق في عمله نسمية «نحيس»، ومن يسرق الكحل من العين، كما يقولون، ويلعب بالبيضة والحجر لا نسيمه نصابا بل نعتبره فهلويا وذكيا وشاطرا وابن حلال يعرف كيف يضرب الحجر ويحوله الى ذهب، أما من ليس لديه استعداد للانحراف والسرقة فنعتبره «خبل» وجاهلا لا يعرف كيف يسيس أموره.. وهكذا اختلت مفاهيم كثيرة واختلفت، بناء عليها، المقاييس.
وهؤلاء العاملون في التفتيش أولاد حلال حقا.. لأن المفاهيم تغيرت ولم أعد أعرف بحق من هم أولاد الحلال ومن هم أولاد الحرام في زمن اختلفت فيه التعابير وتغيرت المفاهيم واختلت القيم.
الحرامي شاطر ومجتهد وعصامي.. والكاذب المنافق سياسي دبلوماسي محنك.. والمحترم صاحب الأخلاق معقد ومتخلف، والصادق ساذج.. والنصاب ذكي.. والأمين غبي.. ترى ما أسباب تغير تلك المفاهيم عند الكثير من الناس؟
مواقع النشر (المفضلة)