تمر على الإنسان في أوقات كثيرة أحداث قد تؤثر فيه سلباً أو إيجاباً، وفي هذه الظروف لا يستطيع هذا الإنسان بأغلب الأحيان أن يستفيد من قدراته المكنونة، بل إن هذا الإنسان قد يتقاعس عن تحقيق أهدافه كل ذلك سببه عدم معرفة هذا الإنسان لنفسه، أو لأنه لا يستطيع أن يغير طريقة تفكيره، وبالطبع لن يستطيع أن يغير سلوكه وكل ذلك قناعة هذا الإنسان بشكل جازم بأن ما هو عليه الآن من قدرات هو خلقة أودعها الله فيه، أو حكماً أبدياً ليس باستطاعته الفرار منه أو تغييره.
إذاً بداية التغيير أن يغير الفرد القناعة الخاطئة والسلبية، فالله تعالى لا يريد للأنسان سوى الخير، وحين خلق الله الإنسان أودع فيه الكثير من القدرات ليقوم بعمارة الأرض، ولكن هذا الإنسان لم يغتنم هذه القدرات المكنونة وظل يسير وفقاً لما اعتاد عليه ظاناً أن وضعه الحاضر هو كل ما يستطيع القيام به ولم يكلف نفسه مجرد التفكير في تغيير وضعه مع أن ذلك ليس مستحيلاً، ولكن الإنسان يحتاج لبعض الجهد الذي يستحق أن يبذله لينعم بالراحة ويحقق الغاية من خلقه.
وتكمن البداية في تحديد هدف، لأن الواحد منا مهما قام به من جهد دون أن يحدد وبدقة ما يريد فسيظل يدور في حلقه مفرغة ليس لها نهاية كل ما وصل إلى نقطة يعود من حيث بدأ لأنها لم تحقق له السعادة كما يجب.
علينا أن لا نجعل تفكيرنا محدوداً ولنمني أنفسنا للأفضل ولا نبخل عليها على أن تكون الآمال العظيمة في حدود امكاناتنا ولنبادر فقط بالتغيير مهما كان طفيفاً، وقبل كل ذلك يتوجب علينا مستعينين بالله على أنفسنا وعلى الشيطان الرجيم أن نزيل كل تفكير سلبي يقلل من قدراتنا ونستبدله بآخر إيجابي، وفي نفس الوقت نثق أن ما نفكر فيه هو ما سنصل إليه لأن عقلنا سيقودنا لكل تصرف يوصلنا إليه، كما أن جسدنا سيتناغم مع تفكيرنا، لذلك فلنرسل إلى عقلنا باستمرار رسائل إيجابية ولنكن متفائلين، ولا نجعل من الآخرين هو الحكم على شخصيتنا، فالمهم هو كيف ننظر نحن إلى أنفسنا لا كيف ينظر إلينا الآخرون، ولنتذكر أن الطاقة بداخلنا نائمة ولكنها تحتاج فقط لمن يوقظها ولا ننتظر ذلك الإيقاظ من غيرنا، فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا نحن والمفاتيح كلها بأمر الله الذي علمنا الأسماء كلها، بيدنا أن نحرص على استخدامها بالطريقة الصحيحة عبودية لله واستعانة به.
ولست أرى بعد قدرته تعالى
كقدرة ابن آدم إن أرادا
مواقع النشر (المفضلة)