يختلف البشر كثيراً في تحديد معنى الرجولة وفي الزمان السالف كانت الرجولة هي العنترية والشنبات المبرومة والصدر العريض، كانت الرجولة هي القوة، تلك القوة العضلية التي تميز الرجل عن المرأة لكن الأمور اختلفت في الزمن وصارت الرجولة هي الموقف فالرجل الموقف هو الرجل الأكثر وثوقاً به لأن ما يصدر عنه يصدر عنه رؤية عقلية وأخلاقية ولا يمكن بحال أن تختلف نظرة المجتمع له.. الرجل الموقف هو الذي تراه المرأة جديراً بكلمة رجولة لأنها قد ترى في الحياة رجلاً يحمل ذلك العنفوان وتلك العضلات القوية ثم تكتشف أنه أضعف ما فيه نفسه ونظراته للدنيا.. الرجل الموقف هو الرجل الكريم ليس بماله إنما بنظرته للحياة تلك النظرة السمحة والعريضة والرجعة. أن الرجل حين نصفه فهو ليس ذلك الذي له السمات الرجولية بدليل إن هناك امرأة في الحياة بمائة رجل وحين نقول عن امرأة أنها بمائة رجل فإننا نقصد أنها تحمل صفات (الجدعنة) والجدعنة هو مصطلح اتفق عليه في الحي الشعبي معناه الانتصار لقيمة الشهامة ومعناه الوقوف مع الحق معناه نبذ أي عنف وأي ازدراء وأي سلوك منحط أذكر أنني قابلت في أثينا الممثلة اليونانية العالمية (ميلينا ميركوري) وكانت في ذلك الوقت وزيرة الثقافة اليونانية اصطحبتني في سيارة إلى أحد مواقع الانتخابات لديها في العاصمة أثينا أذكر جيداً أن أكثر من واحد قال لي سنعطي أصواتنا للسيدة ميركوري ترجم لي صديقي هذه العبارة مرات حين سمعتهم يقولون للسيدة (ميركوري) فهمت أن هذه المرأة تتمتع بحب الرجال قبل النساء وأن أصواتهم لها وفهمت أيضا أن (ميركوري) تتصف بالجدعنة وبالقوة وبالوقوف معهم في السراء والضراء وفهمت ما هو أعمق فهمت أن ميركوري لا تميز في الجنس على الإطلاق بين رجل وامرأة. أقول إن هناك سمة إيجابية حين نصف امرأة أنثى بالرجولة ثم هناك سمة سلبية حين تتشبه امرأة أنثى بالرجولة فهي ليست في و اقع الأمر لا أنثى ولا رجل الحق أي الرجل الموقف له موقف محدد في الحياة، ظاهره مثل باطنه وباطنه مثل ظاهره وليس مزدوج الشخصية ولا يقول شيئاً لا يؤمن به.
إن هذا قليل في عالم الرجال ولا أظن أن الحياة في السياسة، أو الأدب أو الفن تجود بعدد كبير من الرجال الموقف وفي النهاية فإن الرجل الموقف هو الرجل الرجل كما تطلق صديقتي سعاد الصباح عليه حين تكرر حين تكتب لي إهداء الصديق الصديق فإن تكرار الكلمة يعني التركيز على ما فيها من قيمة الرجل الموقف في السياسة نادراً لأن السياسة تجعله يتشكل كثيراً ويتبدل كألوان الطيف.. الرجل الموقف قد لا يكون مثقفاً تلك الثقافة العالية ولكنه مثقف بمفهوم آخر ذلك أن الثقافة الحقيقية هي السلوك الإنساني.. الرجل الموقف في زماننا ضغطته الأيام وتكاد الانتهازية تسيطر عليه وضغطه الاقتصاد المريض.. الرجل الموقف يهتز كثيراً إذا استطاع ألا يحافظ على مواقفه في الحياة فإن الحياة موقف والكلمة موقف والرجل موقف ذلك ما كان يقوله »يحيى حقي« حين سئل مرة عن الإنسان الموقف فقال إنه الذي لا يحيد عن قيم الفضيلة والعدل فيا أيها الرجل الموقف عد بعد أن جاءت التكنولوجيا وأنهكت حياتك وجعلتك مشتت العقل مهما كان لها من مزايا.
أحاسيس
1 ــ لا أحب أن أرتبط بممثلة، لأنني سأشك دوماً في أحاسيسها وأشعر ببراعتها في التمثيل بالمشاعر.
2 ــ الأذن تكذب والصوت غير أمين في نقل المشاعر. أما العين فلا تكذب..!
3 ــ من »لا يغار« لا يحب. ومن يغار بجنون يعرف نار الغيرة!
مواقع النشر (المفضلة)