ما حكم الأكل من اللحوم التي تذبح في المجازر الآلية خارج حدود الوطن ولا يذكر عليها اسم الله؟
يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: الحيوان أو الطير الذي يؤكل لحمه لا يجوز الأكل منه إلا بالذبح الشرعي، وهو يكون بكل آلة تصلح لذلك كالسكاكين وما يشبهها ففي الحديث الصحيح: “ما أنهر الدم.. أي ما أسال الدم وذكر اسم الله عليه فكل”.
والذبح الشرعي والزكاة الشرعية يجب فيها شروط من أهمها: أن يكون الذابح عاقلا سواء أكان ذكرا أم أنثى مسلما أم كتابيا أما ذبيحة عبدة الأوثان أو من لا دين لهم فإنه لا يحل الأكل منها وقال الله تعالى في شأن أهل الكتاب: “وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم” (المائدة: 5).
وذبيحة أهل الكتاب من اليهود والنصارى يجوز الأكل منها متى ذكر الكتابي عند ذبحه اسم الله تعالى بأن قال عند ذبحه باسم الله، أما إذا لم يذكر عند ذبحه للذبيحة اسم الله، فلا يجوز الأكل منها.
أن تكون الآلة التي تذبح بها الذبيحة محدة بحيث تقطع الحلقوم والمريء كالسكين، وما يشبهها، ففي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته أي: سكنيه، وليرح ذبيحته”.
التسمية بأن يقول الذابح عند الذبح بسم الله والله أكبر وهذه التسمية لازمة عند المالكية والحنابلة. وقال الأحناف: إن تركت التسمية عمدا عند الذبح لا تحل الذبيحة وإن تركت نسيانا جاز الأكل من الذبيحة. وقال الشافعية: يجوز الأكل من الذبيحة التي تركت التسمية عليها عند ذبحها عمدا أو سهوا متى كان الذابح مسلما وأهلا للذبح والتسمية سنة ينبغي على الذابح النطق بها، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم ولا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “سموا عليه أنتم وكلوا”.
ويكره كسر عنق الحيوان أو سلخه قبل زهوق روحه، ففي الحديث الشريف: “لا تعجلوا الأنفس قبل أن تزهق” وإذا ذبح الحيوان وفيه حياة أثناء الذبح جاز الأكل منه، وكذلك الحيوان المريض إذا ذبح وفيه الحياة جاز الأكل منه” والله أعلم.
مواقع النشر (المفضلة)