--------------------------------------------------------------------------------
ذهب الشاب الى ذلك الشاعر سائلا اياه ان يكتب له قصيدة تحكي الم عاشق ظلمه حكم
البشر ،
عاشق لم يحظة بقرب حبيبته ..
فقال له الشاعر لا استطيع ان اكتب لك ما اردت ، لانك ستجده لدى غيري من الشعراء ،
وقد تناوله الكثير منهم في قصائد الحب والغرام ؛ الا ان وجدت فيما تطلبه شيئا
جديدا يثير
فيني روح الشاعر ويدفعني لاخط ما طلبته من ابيات ..
فقال العاشق : حين احببت تلك الفتاة ملكت بالدنيا وما فيها ، واعطتني هي من الحب
ما جعلها
ملكة على عرش قلبي والفؤاد ، تلك الفتاة ابنة عمي ، وحين علم عمي برغبتي بالارتباط
بها رفض
رفضا شديدا لذنبي الذي تمثل بفقري وقلة دخلي بالنسبة لهم ،وكانت حجته انني لا اليق
بالارتباط
باي فتاى غنية ميسورة الحال ..
سكت الشاعر وقال له :ارجع الي بعد اسبوعين ..
رجع الشاب متلهفا بعد انقضاء المدة التي حددها الشاعر ، ولكن فرحته لم تتم حيث طلب
منه الشاعر
ان يعود بعد فترة لانه لم يستطع كتابة اي بيت .
رجاه العاشق ان لا يتاخر وقد غلف وجهه الحزن وارتسمت على ملامحه المنكسرة الهموم ،
وقال له ان حبيبتي ستسافر الى خارج ارض الوطن لتتلقى العلاج بعد ان اعياها المرض
ولم تجد من يستطيع ان يقدم لها يد العون هنا ..
فقال له الشاعر : فلتعد اذا بعد اسبوع ..
غاب الشاب ، وبدأ الشاعر يفكر فيما سيكتب ، وطال غياب العاشق الولهان ، وبعد مضي
الايام والاشهر
جاءت جماعة الى شاعرنا وسالته :
اتذكر شابا عاشقا جاءك طالبا ان تخط له ابياتا تحكي حاله وتصف قسوة البشر ؟
قال نعم اذكره حتى انني انتظرته طويلا ولكنه لم يعد .
اجابوه والدموع تسبق كلماتهم .. لقد توفيت حبيبته بعد ان يئس الأطباء من ايجاد
العلاج لحالتها
المستعصية وبعد ان سلبلها المرض مافيها من قوة وارادة .
ترحم عليها شاعرنا وسالهم : كيف حال صاحبنا ابن عمها ؟؟
اجابوه : فقد نظره من طول بكاءه عليها .
فطلب منهم لقاءه ، ولم يترددوا في تنفيذ طلبه .
وبعد لقاء وسؤال عن الحال والكثير من كلمات المواساة طلب الشاعر من العاشق ان
يرسله للعلاج
على حسابه كي يستعيد نظره ..
فما كان من العاشق الا ان اجاب قائلا :
( وش فايدة شوفي ؟؟
اللي كنت احب عيوني علشانها راحت ، ودامها راحت ما علي لو شوفي بعدها راح . )
وانتهت المقابلة برفض الشاب ، وخطت انامل الشاعر ابيات هزت قلوب الكثير .
اجتمع شاعرنا مع فنان جاءه سائلاً اياه قصيدة كي يغنيها ، فاطلعه على تلك القصيدة
بعد ان حكى له حكاية
صاحبيها ، ولم يتمالك ذلك الفنان من امساك دموعه التي انسابت تاثرا لحال ذلك
العاشق لما حل بابنة عمه .
وطلب منه القصيدة .
هذي الحكاية حقيقه ، ولا هي روايه او حكايه ، ابطالها موجودين على ارض الواقع ..
العاشق اللي فقد نظره هو شاب سعودي ، حب بصدق واخلاص ..
شاعرنا هو الامير بدر بن عبدالمحسن ..
القصيده كانت ( المسافر ) .
الفنان كان راشد الماجد اللي قدم لنا المسافر وحرك بها مشاعرنا وقولبنا ..
( وينها عيوني حبيبي ؛ سافرت مثلك حبيبي )
لي رجا وطلب صغير .. كل من سمع هالبيت يترحم على البنيه ، ويدعي للشاب الصبر
والسلوان
ويتذكر ان في الدنيا قلوب عرفت الحب ، وعاشت الحب بصدق ولوعه ، حتى مع الحرمان
منقول
مواقع النشر (المفضلة)