[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع الثاني في محور التربية والأسرة
أتمنى لكم الاستفادة، ومنكم النشر
إنهما عماد حياتك فلا تفرط فيهما
َ"وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" الإسراء 23-24
"لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه" رواه الإمام أحمد (/230، 263، 376، 445)
لن نرد فضلهما علينا مهما اجتهدنا، فمابالك إن لم نجتهد، كم من مرة احتاجك والدك ولم يجدك، كم من وقت قضيتِه في مسامرة صديقة لكِ وأمك قد قتلها الضجر وهي جالسة لوحدها، كم من فرصة ضيعناها علينا ونحن بعيدين عن قرة أعيننا من دون أن تؤنبنا ضمائرنا، يا للعجب، ربما في تلك اللحظات أباؤنا قلقون علينا، ربما في تلك المرات كانوا يفكرون كيف يسعدونا، أكيد أنهم دعوا من أجلنا كثيرا حتى عندما لم نبرَّ بهم، كم دمعت أعينهم من أجلنا، كم ضاقت صدورهم لهمومنا، كم رقصت قلوبهم فرحة بنجاحنا، هم لا يضيعون فرصة إلا ويدعون لنا فيها بكل خير، لا تغضب قلوبهم علينا مهما قسونا عليهم.
هلا توقفنا لحظة وفكرنا جليا بأخطائنا معهم، هلا أعدنا النظر إليهم وملأنا هذه النظرة بالحب والحنان، هلا أعدنا لهم جزءا من الحنان الذي غمرانا به. لا تقل لي أن والديك لم يحباك لأنك لم تحس بحنانهما لحظة ولأنك لم تشعر برعايتهما، لا تقل لي أنك انحرفت لأن والديك لم يهتما بك، لأن هذا هراء وأعتذر لقول ذلك، مهما قصرا في حقك، فقد تعبا لتكبر أنت وقد سهرا على مرضك وإلا لكنت قد مت، لا تتهمهما بأخطائك، فقد قال الله عز وجل {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8، هل هناك أصعب من أن يجاهداك لتشرك بالله عز وجل، يجاهداك بمعنى يبذلان كل جهدهما وقد يقسوان عليك من أجل أن يشركاك بالله. لا، لا أظن أن هناك أكثر من ذلك إلا إذا كنت ترى أن حب الدنيا أهم عندك من حب الله عز وجل.
أنا لا أدعوك إلا للرأفة بهما وللابتسامة في وجهيهما، لا أدعوك إلا لعدم الغضب منهما وعدم الصراخ في وجهيهما، لأن الله ورسوله أمرانا بذلك، والمؤمن مطالب بتنفيذ أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله الكريم.
هذه دعوة مني لي أولا ولكل من يقرأ هذه الكلمات، أن نفكر جديا في علاقتنا مع والدينا، لأننا أكيد مقصرون ولو في جانب من الجوانب معهما، لنغير تعاملنا معهما من السيء إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن.
بارك الله فيكم جميعا.
والله الموفق.
أعضاء منتدى د. طارق السويدان
خطوة خطوة ... نستعيد مجد أمتنا[/align]
مواقع النشر (المفضلة)