حان الوقت لنفتح الحوار مع صغارنا والاستماع إليهم لنعرف مايدور بداخلهم. فأخبار الحروب لاتنقطع في الفضائيات ومشاهد الخراب والدمار تتوالي أمام أعينهم في نشرات الأخبار وفي صفحات الجرائد والمجلات وهكذا يواجه الآباء والأمهات سيل من الأسئلة, بعضها سهل الإجابة عليها وبعضها الآخر يحتاج لشرح مستفيض ومبسط ليستطيع الصغار الاستيعاب.
وعن ذلك يقول الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس إن رؤية مشاهد العنف والحرب تؤدي إلي حدوث تغييرات نفسية لدي الطفل, حيث تبعث فيه مشاعر الخوف والرعب وقد يتعرض لكوابيس أثناء نومه, أو يكون غير قادر علي التركيز خلال لعبه مع الآخرين, أما علي المدي البعيد فإن مشاهدة القنابل التي تنفجر والدماء التي تسيل والأطفال القتلي قد يؤدي إلي ظهور جيل أكثر عنفا, لذلك ينصح الدكتور هشام رامي بعدم السماح للطفل بمشاهدة الأخبار ومشاهد العنف أو علي الأقل التقليل من ذلك بقدر الإمكان, كما ينبغي علي الأب والأم شرح الأسباب التي من أجلها تندلع الحروب بطريقة مبسطة, كأن يقولون له إن هناك بعض الأشرار يحاولون الاستيلاء علي بيوت الغير وسرقة ما بها والاعتداء علي أهلها البسطاء, كما يجب إفهام الطفل أن العنف يعد سلوكا سيئا, ولابد من حل المشكلات بالحوار والمناقشة, وأيضا لابد من تبسيط معاني العدل والحقوق المشروعة والعدوان.
ويضيف الدكتور هشام رامي أن معظم الدراسات أكدت أن الأم التي تحتفظ بهدوئها ورباطة جأشها أثناء رؤية مشاهد الحرب مع طفلها تجعله يشعر بالأمان وتساعده علي الاحتفاظ بهدوئه أيضا.
وبما أن مشاعر الأطفال وأفكارهم وردود أفعالهم تختلف باختلاف عمرهم وخلفيتهم الثقافية, لذلك يجب أن تتناسب لغة وأسلوب الحوار مع المرحلة العمرية التي يمر بها الأبناء, فالأطفال دون الخامسة ينبغي أن يفهموا أن الحرب تدور في أي مكان في العالم لأن أحد الأشرار يريد أن يستولي علي ممتلكات الطرف الآخر الذي يتصدي له ويمنعه من الاستيلاء علي هذه الممتلكات ونقرب له أمثلة بسيطة من واقع الحياة.
أما الأطفال بعد سن السابعة فإنهم يحتاجون إلي فهم مبررات ما يحدث وأسبابه وذلك باستخدام لغة بسيطة تساعدهم علي الاستيعاب, ولابد للأم أن تسأل الطفل عن رأيه لتعرف انطباعاته وتفهم مايدور في أعماقه.
مواقع النشر (المفضلة)