بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك ..



في صحراء البادية .. مشى الصديقان يعبران الطريق فضرب الرفيق صديقه ضربة في الوجه مؤلمة .. وللصديق ملجمة ..



فكتب الصديق على الرمل شاكياً همه .. وخاطاً ما ألمّه ..



اليوم ضربني أعز أصدقائي



ومضى الصديقان .. فإذا بواحة قريبة ترسم للمنهك راحة حبيبة..



فالأبدان تستجدي الراحة .. فقررا على الفور السباحة ..



وما هي إلا لحظات حتى علقت قدم الصديق في الرمال.. وبات الغرق وشيكا والخروج شبه محال ..



فهبّ رفيقه .. يشق طريقه.. لا والف لا .. صديقي صديقي ..



فيسر الله له إنقاذه..



فانتفض الصديق وحفر على الحجر..



أعز أصدقائي أنقذ حياتي



فسأل ذلك الرفيق .. : أيا صديق .. لمَ كانت الأولى بين الرمل مكبوتة .. و الثانية على الصخر منحوتة ؟



فقال الصديق :



أما إن الأولى كانت أذية ولست والله لأجعلها مطية..






تركتها لرياح التسامح تمحيها .. وتبقي لقلبي صفاءه.. وللصديق رفاقه .. ومن الرحمن غفرانه ورحماته ..



وأما الثانية فليس أبقى من النقش على الحجر ..



صنائع المعروف .. لا تمحيها الصروف .. وتُبقي في القلب لكم حباً منزلاً ولا تذر للسوء عليه مدخلاً..










على ماذا التناحرُ والضغينة.*. وفيم الحقد يفقدنا السكينـة



علامَ نسدُ أبـواب التآخـي.*. ونسكن قاع أحقـادٍ دفينـة




أيهجر مسلـمٌ فينـا أخـاه.*. سنيناً لا يمـدُ لـه يمينـه



أيهـجره لأجل حطام دينـا.*. أيهجره على نتـفٍ لعينـه



ألا أين التسامح والتصافي.*. وأين عُرى أخوتنا المتينـة







.

أيها الحبيب / ـة ..

كلنـآا نكتب في المنتديات ..

نحب ونكره ..
وكلنا نغضب ..

ويختلف كل منا في ملك اعصابه ..

وتصرفه في لحظات الغضب ..
فمنا من تفور دماؤه ..
ولايعي مايتكلم ..
ويطلق الخناجر لتصيب في القلوب ..
فتدميها ..
وان طابت في ناس مصابها ..
الا انها لاتمحى بالكلية ..
فيبقى أثرها واضحا جليا ..
ومنا من يعفو ويصفح ..

ويملك نفسه عند الغضب ..

ويتذكر قول الله عز وجل :
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. النور (22)


فهنيئا لصاحبنا هذا ..
أفلا نكون مثله ..

ومايمنعنا ان ننام ..
قريري الأعين ..
وربنا راض عنا ..

ولايحمل شخص في قلبه علينا غلا وحقدا ..
.





لايزال الخطأ يعتري الانسان مهما أعتلى قدره وسمت منزلته

يسيء لهذا مره وذاك مرارا بقصد او بدون قصد ..

لكن.. شرع الله لنا ما يجبر ذاك النقص بما يرفع من قدر المرء

فترى أخاً يخطئ على أخيه فيكتب إليه متواضعاً معتذرا :مثلي هفا ومثلك عفا

فيأتيه الجواب على طبق من الرحمة والسمو : مثلك اعتذر، ومثلي اغتفر






وأخيرا ..

هي دعوة مني لنفسي قبل غيري ..

أن نعتذر اولا لمن أخطأنا في حقه يوما ..
وان نصفح عمن أساء الينا ..


أبدأها قائلة لمن أشعر احيانا بأني قد اخطات في حقهم يوما ما ..



أبا ذر الغفاري رضي الله عنه
حينما عير بلالاً بأمه
فشكاه بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فندم أبوذر على ما بدر منه من قول فوضع خده على التراب وقال لبلال :
والله لا أرفع خدى حتى تطأة بقدميك !
فما كان منهما إلا أن تعانقا وتصافحا ..



وانا هنا اليوم ..

أقولها لكم جميعا ..

من اخطأت بحقه فليخبرني اليوم ..

وسأعتذر منه امام الجميع ..

فهنا دعوة للتسامح ..

وصفاء القلوب ..