هل يمكن ان يفقد الصلع الرجل توازنه النفسي؟
هوس الرجل بشعره ليس بالأمر الجديد، فإذا كانت اصابع الاتهام تشير دوما إلى هوس المرأة بمظهرها ككل، فإن الرجل منذ الأزل له علاقة حميمة مع شعره لما يرمز له من فحولة وقوة، وما علينا إلا ان نتذكر قصة شمشون ودليلة، الذي ما إن غافلته وقصت شعره الطويل حتى فقد قوته الجسدية وروحه البطولية في آن واحد.
لكن السؤال الطريف الذي يخطر ببال البعض في الآونة الأخيرة، خصوصا ممن يتابعون الأحداث البريطانية: هل يمكن ان يؤدي فقدان الرجل شعره إلى فقدانه الاتزان النفسي أيضا؟ السؤال تردد إثر حادثة عضو حزب الديموقراطيين الأحرار، مارك أوتن، الذي اضطر إلى التنحي عن منصبه بعد فضيحة أخلاقية، وهو ما عزاه إلى أزمة منتصف العمر، وبرره بأن الدافع وراءه فقدانه لهامته بشكل مفاجئ وسريع، مما أدى إلى حالة التشويش النفسي التي أصابته.
لكن لحسن الحظ ليس كل الرجال يؤثر عليهم الصلع بهذا الشكل، فردود الافعال تختلف من واحد إلى آخر، وإن كان معظمها يبقى في إطار عمليات زرع الشعر والاستعانة بالاكسسوارات، حسب الإمكانيات المادية والعمر. فالبعض يكتشف فجأة هواية شراء السيارات الرياضية الغالية من باب التباهي والتعويض، بينما البعض الآخر، وهم الأغلبية، يكتفون بالقبعات، فالعشريني مثلا يقبل على تصميمات «البايزبول» بينما يقبل الرجل الاربعيني على «البيريه». المشكلة هي ان بعض الأربعينيين والخمسينيين يتبنون هذه القبعات فجأة وبدون سابق إنذار فلا نعود نراهم إلا بها حتى نكاد ننسى شكل رؤوسهم، متجاهلين ما إذا كانت تناسب شخصياتهم وأسلوبهم في الأزياء. نعم فقد تكون القبعات بالنسبة لك، سيدي، مجرد «طاقية إخفاء» لكنها من أكثر الأكسسوارات التي تحتاج إلى شخصية وعناية في الاختيار. فليس من المعقول ان تلبس بذلة رسمية مع قبعة «بايزبول» مثلا أو زيا «سبور» للأيام العادية مع قبعة «باناما» إلا إذا كنت من النوع المحظوظ والنادر الذي يستطيع ان يطوع كل أشكال الموضة حسب أهوائه.
أما إذا كنت تنتمي للنوعية السائدة، فهناك حل آخر: سهل ورخيص يتمثل في تقبل فكرة الصلع على انها جزء من التطور الفيزيولوجي والإنساني وليس كعائق أو عيب بدليل ان العديد من الرجال اشتهروا بصلعاتهم وبجاذبيتهم في الوقت ذاته، امثال النجم الراحل يول برينر ومارك سترونغ، ولورانس فيشبورن وبيلي زاين وغيرهم. وأغلبيتهم، إن لم نقل كلهم، يستمدون جاذبيتهم ليس من كونهم صلعا بل من ثقتهم بأنفسهم وتقبلهم للواقع الذي يعكسه شكلهم ككل. أما إذا كانت الفكرة من إخفاء الصلع إثارة إعجاب المرأة، فإنها، في الغالب، تنظر إلى الصورة ككل وليس إلى الجزئيات فحسب، وبالتالي فإن أسوأ ما يمكن ان يقوم به الرجل في نظرها محاولته التمويه عن شيء لا يمكن التمويه عنه، كتمشيط الشعر من جانب الأذن من اليمين إلى الجانب الأيسر ليغطي جبهته، أو ارتداء قبعة صيفا وشتاء، نهارا ومساء، أو بتطويله من الوراء وشده على شكل ذيل حصان، للتعويض عن عدم وجوده في الأمام، وهذا ما يلجأ له بعض الاربعينيين والخمسينيين خاصة، متناسين او متجاهلين ان هذه الموضة اصبحت قديمة. افضل طريقة، حسب الخبراء، للتمويه عن تساقط الشعر أو الصلع هو قصه قصيرا، فقصة قصيرة ستضفي الكثير من الشباب على صاحبها، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار ان فقدان الشعر لا يخضع لعامل السن وحده، فبعض الشباب من سن العشرين والثلاثين يتعرضون له لأسباب وراثية، مثل الأمير البريطاني ويليام، الذي تظهر الصور التي تلتقط
مواقع النشر (المفضلة)