نفوق الابل _ وادي الدواسـر ..!

[مبارك الهاجري]

وادي الدواسر: مبارك الرجباني
قدر خبراء اقتصاديون الخسائر التي تكبدها ملاك الإبل في محافظة وادي الدواسر ومحافظة تثليث والمراكز التابعة لهما، جراء نفوق أعداد كبيرة من إبلهم في الأيام الأخيرة الماضية، وحتى هذا التاريخ، بـ 250 مليون ريال. وعلل الخبراء ذلك بارتفاع أسعار عدد من الإبل النافقة التي يقدر سعر الرأس الواحد من بعضها بـ 500 ألف ريال، فيما يتراوح سعر البقية ما بين 100 إلى 50 ألف ريال، خاصة أن ملاك الإبل في محافظة وادي الدواسر كانوا يعدون العدة للاشتراك في المزاين الكبير الذي صدرت الموافقة عليه قبل شهر من هذا التاريخ من إمارة منطقة الرياض، وتقرر إقامته بعد عيد الفطر مباشرة، وما صاحب ذلك من تجهيزات أقدم عليها ملاك الإبل للدخول في هذا المزاين.
وعلى الصعيد ذاته ألقت حالة النفوق الجماعي، التي حلت بأعداد كبيرة من الإبل في محافظة وادي الدواسر، بظلالها على كافة أوجه الحياة في المحافظة، حيث تم إغلاق عدد من المحلات والمحطات التجارية والبناشر في الهجر والحقول الزراعية القريبة من جثث الإبل النافقة على الطرق الزراعية في جنوب المحافظة، بسبب انبعاث الروائح الكريهة وانتشار جثث الإبل المتعفنة التي تغطيها أسراب كثيفة من الذباب والبعوض وبأعداد هائلة، الأمر الذي يشكل تهديداً مباشراً للبيئة، ويساعد في نقل الأمراض من الإبل النافقة والمصابة إلى البشر.

وإزاء الوضع الكارثي الذي تشهده المنطقة قام عدد من ملاك الإبل بالانتقال من محلاتهم إلى مناطق أخرى خارج المحافظة، وقال عدد من هؤلاء الملاك إنهم لن يسمحوا لأحد بإحراق أو طمر جثث الإبل النافقة حتى يتم إحصاء العدد الكلي لخسائر هذه الكارثة التي ما زالت تحصد أعداداً جديدة من الإبل في محافظة وادي الدواسر وتثليث ومركزي يدمة والامواه وعدد من المراكز والهجر. وقال محمد علي آل حميد لـ«الشرق الأوسط» عن دور بلدية محافظة وادي الدواسر في مواجهة الموقف، متسائلاً هل وقفت البلدية موقف المتفرج من هذه الكارثة، خاصة أن عملية النفوق الجماعي مر عليها أكثر من 10 أيام وما زال خطر النفوق يتهدد الإبل الحية، وهل ما حدث هو بسبب المرض الذي لم يكشف عن مسبباته حتى الآن، وهل هو نتيجة تسمم من النخالة المسوقة يوم 26/7 والتي لم تصل نتائج تحاليلها حتى الآن. وأبدى آل حميد دهشته من محاولة البلدية حرق وطمر الجثث النافقة والمتناثرة على جوانب الطرقات العامة بوادي الدواسر والهجر والمراكز التابعة للمحافظة.

وتساءل آل حميد عن دور زراعة الدواسر التي لم تبلغ المواطنين عن سبب نفوق ابلهم، وهل المرض يعد من ضمن الأمراض المعديه للمواشي ام لا.

من جانبه نوه المواطن ملفي فهيد محسن الفهادي، الذي نفق من ابله حتى الآن 72 رأساً بينما لا تزال جميع الإبل الملكية مصابة وعددها (136) رأساً، بالمكرمة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين والتي لا تستغرب من ملك الإنسانية والأب الكريم الراعي لشؤون شعبه.

وطالب ظافر مشبب الهلقمي بسرعة الكشف عن نتائج التحاليل المخبرية للإبل النافقة والمصابة التي لها أكثر من 10 أيام منذ بداية الكارثة، متسائلا عن هذا التحفظ الخطير من قبل وزارة الزراعة إزاء كارثة لم يحدث مثلها من قبل، حتى يتم كشف الحقائق للمواطنين وملاك الإبل بشكل عام.

وقال أحد ملاك الإبل، واحد المتضررين من تلك الكارثة، إن هذه كارثة حقا، مؤكدا نفوق أكثر 1500 رأس من الإبل والتي ما زال أكثر من 3500 مصابة بهذا الداء الخطير والفتاك، مشيرا إلى أن الإبل المريضة لا يرجى شفاؤها وما زال هذا المرض في تزايد يوميا، وينفق عدد من الإبل كل يوم، وبدأت تظهر اعراض أخرى وهي تورم جميع أجسام الإبل وخروج نزيف كثيف منها مما يوحي بنفوق كل ناقة تنزف. وفي سياق متصل فقد تم تصديق اعتراف مورد النخالة التي سببت الكارثة في وادي الدواسر بأنه هو الذي قام بإحضار كميات من النخالة من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق من منطقة عسير وتم أطلاق سراحه في حينه، فيما لا تزال العمالة المقيمة المسوقة لهذه النخالة موقوفة لدى شرطة وادي الدواسر، وهما مقيمان من الجنسية المصرية، كما لا تزال الشاحنات التي نقلت وجلبت النخالة محجوزة لدى الجهات الأمنية حتى تاريخه وذلك لاستكمال الإجراءات النظامية وكشف العديد من النقاط التي توصل لمعرفة حقيقة هذا التسمم وأسباب الكارثة التي حلت بملاك الإبل بوادي الدواسر والسليل. من جهة أخرى قال منصور إبراهيم العرفج، محافظ وادي الدواسر لـ«الشرق الأوسط» بأنه وحتى هذه اللحظة لم تصلهم أي تفاصيل عن الآلية المتبعة في صرف التعويضات لملاك الإبل النافقة، وأشار العرفج الى ان عمل اللجان مستمر على مدار الـ 24 ساعة، و«سنزودكم بما يستجد في هذا الشأن»، رافعا شكره نيابة عن أهالي محافظة وادي الدواسر إلى خادم الحرمين الشريفين على سرعة إصدار الأمر الملكي الكريم فيما يخص ملاك الإبل، مؤكدا أن هذا الخبر أثلج صدور ملاك الإبل الذين فقدوا عدداً من قطعانهم، مشيرا ان التحقيقات ما زالت جارية في هذا الموضوع. ومن جهته صرح المهندس فهد سعيد العثمان، رئيس قسم صحة البيئة ببلدية وادي الدواسر بأنه لم يرد بلدية المحافظة أي خطاب رسمي من الزراعة أو المحافظة بشأن إزالة وطمر الإبل النافقة، وأشار العثمان إلى أن هذا الإجراء يتطلب تشكيل لجنة من عدة جهات حكومية بالمحافظة لإحصاء عدد الإبل النافقة والمصابة واسماء أصحابها لكي يتسنى رفعها للجهات ذات العلاقة. وأشار المهندس العثمان إلى أنه يخشى أن يؤدي التأخر في طمر وحرق الإبل النافقة إلى حدوث كارثة بيئية وذلك بسبب تصاعد الروائح وكثرة الحشرات الضارة، لافتاً الى ان الذباب يهدد بنقل مرض (التيفوئيد) وهو مرض خطير ويسبب مشاكل للإنسان، وأن استمرار وجود جثث الإبل النافقة ملقاة على الطرقات وفي عدد من الأماكن يهدد بنقل وتفشي الأمراض الوبائية في وادي الدواسر والهجر التابعة لها من المناطق الصحراوية الشمالية.

[البـرواز]

لاحول ولاقوة الا بالله

الله يكون في عونهم


يعطيك العافيه

[عشقي عيونك]

نفوق الإبل حدث بعد هطول أمطار عسير وسط توقعات بتخزين النخالة بالساحات الخارجية

------

عسير (سبق) ناصر القحطانى :

كشف شاهد عيان - تحتفظ (سبق) باسمه - كان يعمل في صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بخميس مشيط أن سوء تخزين النخالة في (الساحات الخارجية) والتي تكون عرضة للغبار والأمطار قد يكون السبب الرئيس في تلف أكياس النخالة وحيث استنتجت (سبق) من مصدرها أن تلف النخالة الذي قد تسبب في نفوق الإبل حصل بعد فترة الصيف وهطول الأمطار الموسمية بمنطقة عسير في الوقت الذي أكد لنا المصدر أنه من المستحيل أن يكون سعر كيس النخالة حسب تصريحات مدير صوامع الغلال بخميس مشيط من خمسة ريالات إلى ست ريالات مناف للواقع إلا إذا بيعت بهذا السعر فمعناه أن النخالة قد تكون تالفة !!! علما أنه طوال السنوات الماضية كان سعر النخالة يتراوح ما بين 15 ريالاً و18 ريالاً ، وأبرز المصدر وثيقة تشير إلى تعميد مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال برقم 989 فى 30 ربيع الأول 1423هـ ويتضمن أن سعر الكيس 15 ريالا في مناطق جدة وخميس مشيط وتبوك أما الرياض والدمام والقصيم فسعر الكيس يصل 17 ريال وبينما في الخرج 16 ريال وهناك وثيقة أخرى برقم 621/8 ( سري وعاجل ) في 25 صفر 1420هـ أن يكون سعر كيس النخالة في جدة وخميس مشيط وتبوك والدمام 18 ريال أما الرياض والقصيم وباقي الفروع20 ريالاً وبينما أصبح الآن يباع الكيس بخمسة ريالات !!!

وكان مدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بخميس مشيط قد أكد في تصريحات صحفية سابقة أن كيس النخالة يباع ما بين خمسة ريالات وست ريالات حالياً وهذا يخالف تعاميم تحديد الأسعار الصادرة من الإدارة العامة بصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وتحتفظ (سبق) بالوثائق .

وكان أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد قد وجّه بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب نفوق الإبل خلال الفترة السابقة مكونة من محافظ خميس مشيط وشرطة الخميس والزراعة التابعة للمحافظة وأشارت من خلال نتائج أولية رفعت إلى إمارة منطقة عسير تشير إلى أن التسمم كان ناتج عن سوء تخزين النخالة في مستودعات تابعة لتجار النخالة من خارج الصوامع وكانوا يستخدمون مواد كيماوية لرش أكياس النخالة ضد القوارض ، إلا أن وزارة الزراعة وحتى الآن لم تصدر بيان يتضمن نتائج تحاليل أخذ العينات من مستودعات صوامع خميس مشيط !!

[عشقي عيونك]

الصحة: مادة كيميائية سامة وراء نفوق الإبل والتحذير من أكل لحومها






جدة، الأسياح، خليص، رنية، وادي الدواسر، نجران، الأمواه: عمر المطير، حسين الحربي، رميزان السبيعي، حامد بن محمد، حسن مسرع، صالح آل صوان، مسعود آل معيض




حذر مدير الصحة الوقائية بوزارة الصحة فلاح المزروع من أكل لحوم الإبل المصابة قبل معرفة الأسباب الكامنة وراء ظاهرة النفوق، مشيرا إلى أن وزارة الصحة لم يصلها بلاغات عن تعرض أشخاص لحالات تسمم من أكل لحوم الإبل المصابة والأمر حاليا في يد وزارة الزراعة التي تتابع الوضع وتقوم بالتحاليل اللازمة لمعرفة الأسباب.
وأضاف أنه حسب المعلومات المتوفرة فإن حالات الإبل النافقة ناتجة عن تسمم كيميائي من مادة لا يمكن القضاء عليها خلال طهو اللحوم مما يشكل خطورة على من يأكل لحم الإبل المصابة.
من جانبه، استبعد مدير الأسواق والنفع العام بأمانة محافظة جدة الدكتور ناصر الجار الله إمكانية قيام ضعاف النفوس من العاملين في المطاعم والملاحم بتهريب لحوم الإبل النافقة وبيعها مشددا على أن الرقابة على الملاحم والمطابخ والمطاعم تمنع وجود مثل هذه الحالات.
وذكر أنه "حسب علمه" فإن الإجراءات التي تتخذ من قبل الجهات الرسمية التي تباشر حالات الإبل النافقة تقوم بحرقها فورا مما يمنع إمكانية تهريب لحومها إلى محلات الملاحم أو المطابخ أو المطاعم.
وقد سجلت حالات نفوق الإبل في عدد من المحافظات والمناطق أمس تزايداً مستمراً، حيث وصل عدد الإبل النافقة في إحصائية غير رسمية إلى 60 رأسا، وسجل في خليص نفوق 400 من الغنم و7 أبقار الأمر الذي أدى إلى مخاوف أهالي خليص من انتشار المرض بشكل كبير في المنطقة.
وفي الأسياح نفقت 9 من الإبل تابعة للمواطن زيد العبدالمحسن الفهيد من أهالي مدينة عين بن فهيد، وأوضح مدير فرع الزراعة بالمحافظة رشيد المحيميد أنه تم تشكيل لجنة طارئة وتم أخذ عينات من الإبل النافقة وإرسالها لمديرية الزراعة بمنطقة القصيم.
وفي خليص قام فرع الزراعة بجولات على عدد من قرى خليص التابعة لمحافظة جدة للوقوف على عدد المواشي النافقة والذي يؤكد الأهالي وصوله إلى أكثر من 340 رأساً في قرية دوقة بوادي قديد.
وطالب عدد من المواطنين بصرف الأدوية لمواجهة المرض الغريب الذي كبدهم خسائر فادحة بمواشيهم قبل شهر رمضان.
وأوضح مدير فرع الزراعة بخليص المهندس محمد الغامدي في تصريح لـ "الوطن" أن الزراعة تقوم بجولات يومية على القرى والمراكز التابعة للمحافظة.
وأكد أنه لم تعرف مسببات المرض الذي أصاب الماشية، ونفى ما ردده الأهالي من أن نفوق المواشي وصل إلى المئات، مشيرا إلى أن عدد الأغنام التي نفقت بلغ العشرات، ولا تعدو كونها حالات فردية هنا وهناك مستبعدا تماما أن يكون النفوق ناتجا عن "الحمى القلاعية" مرجحا أن يكون نتيجة تسمم غذائي.
وفي رنية تزايدت حالات نفوق الإبل أمس وتم تسجيل 18 حالة جديدة لجمال كانت مصابة سابقا، وبين عضو اللجنة محمد السبيعي أن اللجنة تلقت أمس عدة بلاغات من عدد من المواطنين منهم زايد محمد السبيعي، ودحيم ذياب السبيعي، بنفوق عدد من الجمال لديهم وتمت معاينتها.
وفي وادي الدواسر بين الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض الرائد سامي الشويرخ أن هناك لجنة جديدة تم تشكيلها من شرطة منطقة الرياض بقيادة العقيد ظافر الشهري وصلت لوادي الدواسر وبدأت تحقيقاتها في ظاهرة النفوق وتم استدعاء مدير زراعة الوادي، وفرق البيطريين إلى مقر المحافظة لأخذ مرئياتهم.
كما نفقت أمس 4 جمال تابعة للمواطن ملفي فهيد بوادي الدواسر كانت مصابة من جراء المرض الغامض، فيما سجل لديه 34 من الإبل المصابة. وفي العرقين نفقت أمس 3 من الإبل للمواطن جار الله آل نسيم جراء تناولها نخالة. وفي الأمواه نفقت أمس 33 ناقة لعدد من المواطنين بالمحافظة، حيث بين كل من عبيد آل جميح وحسين القحطاني وعايض بن صويان أنهم قاموا بشراء عدد من أكياس النخالة من صوامع الغلال بخميس مشيط "حسب قولهم".
وفي نجران واصلت أعداد الإبل النافقة ارتفاعها لتصل أمس إلى 243 في آخر إحصائية للإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة وذلك بعد نفوق ناقة واحدة أمس في شرورة للمواطن مبروك الصيعري.
وأوضح مدير الإدارة المهندس فهد الفرطيش أن هذا التصاعد اليومي هو ما تقوم بتسجيله اللجان المختصة التي وجه بها أمير نجران الأمير مشعل بن سعود في كافة أرجاء المنطقة. وفي حالة أخرى خرج أحد المواطنين على مسؤوليته من مستشفى حبونا العام بعد أن أجريت له عملية استئصال الزائدة ورغم نصح الأطباء بعدم خروجه إلا أنه فضل الخروج إلى محافظة يدمة ليتابع ما جرى لإبله وكان برفقته طبيب خاص.

[عشقي عيونك]

"الوطن" تحصل على وثائق تثبت تكرر الكارثة قبل 12 عاماً من نفس مورد النخالة ودون الإفصاح عن نتائج
"الصحة" تعمم على المستشفيات والمديريات بالإبلاغ عن حالات التسمم خشية ارتباطها بتناول لحوم إبل مصابة





أبها، وادي الدواسر، جدة، السليل، رنية، شرورة: عبدالله القحطاني، حسن مسرع، عمر المطيري، حامد بن محمد، رميزان السبيعي، معيض الوادعي





وجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز اللجنة المشكلة للتحقيق في مدى صلاحية النخالة المصدرة من صوامع خميس مشيط والتي عدت عاملا مشتركا في كل حالات نفوق الإبل بعدة مناطق بالمملكة بالتوسع في التحقيقات بغية الوصول إلى الأسباب الدقيقة للكارثة غير المسبوقة التي لحقت بالإبل.
ووجه الأمير فيصل بالرفع بنتائج أعمال اللجنة وتحقيقاتها بصورة عاجلة.
ويأتي ذلك بعد أن رفعت اللجنة المشكلة في وقت سابق والمكونة من محافظة خميس مشيط والشرطة والزراعة التابعة للمحافظة وكذلك صوامع خميس مشيط تقريرها الأولي لإمارة عسير أمس، وقد تضمن التقرير أن السبب المرجح لنفوق وإصابة آلاف الإبل يعود إلى أن بعض موزعي النخالة للمناطق اشتروا كميات كبيرة من النخالة في وقت سابق وقاموا بتخزينها لديهم في مخازنهم وبمعرفتهم.

وجاء في التقرير: لكيلا تتعرض النخالة وقت تخزينها لديهم للتلف من القوارض وغيرها من الحشرات، عمد موزعو النخالة إلى رشها أثناء تخزينها لديهم بمبيدات حشرية، مما دفع اللجنة لترجيح أن تكون تلك المبيدات الحشرية قد أدت إلى تعرض النخالة للتسمم.
وذكرت اللجنة في تقريرها الأولي أنها لم تلاحظ أي أخطاء أو تجاوزات في عمليات التعبئة أو التوزيع في صوامع خميس مشيط، وأنه لا يوجد في الصوامع أي مكان لتخزين النخالة كون الكميات التي تنتجها الصوامع من النخالة "لا تكاد تكفي للطلب اليومي".
إلى ذلك، حصلت "الوطن" على معلومات جديدة ووثائق ترتبط بدور النخالة في كارثة نفوق الإبل، وتشير المعلومات إلى أن مورد النخالة الحالي المتهم بنقل النخالة المتسببة في تسمم الإبل هو نفسه من قام بتوريد كميات من النخالة عام 1417 تسببت وقتذاك بنفوق جماعي لعدد من الإبل.
وتبعا للمخاطبات الرسمية والوثائق التي تحتفظ "الوطن" بنسخ منها، فقد تشابهت ظروف الحالتين بصورة ملفتة، فقد باشرت في ذلك الوقت الجهات ذات العلاقة جميع الحالات وأخذت عينات وتم إرسالها إلى قسم المختبرات بالوزارة، غير أنه لم تعلن نتائج أبدا. ودعا ذلك المواطن راشد بن خلف بن مثقال، وهو الذي تكبد أكبر الخسائر من الإبل في الحالتين القديمة والجديدة، لأخذ عينات وإرسالها إلى مختبرات عالمية محايدة في ألمانيا ومصر، كما دعاه للقول: النخالة المتسببة في نفوق إبلي عام 1417 اشتريتها من سوق الأعلاف بوادي الدواسر ومن مورد النخالة وهو المتهم الحالي في جلب النخالة التي تسببت في نفوق الآلاف من الإبل، ولم يكن لوزارة الزراعة في الحالتين دور إيجابي.
وتخوف ابن مثقال من عدم الإفصاح عن نتائج التحاليل، ويقول: نخشى أن ننتظر 12 عاما أخرى.
وأكد كل من سلطان بن فهيد المخاريم وسالم الدوسري وهما من ملاك الإبل النافقة في كارثة التسمم الحالية أن إبلهم كانت قد أصيبت بتسمم بسبب نخالة تم شراؤها من سوق الأعلاف أيضا عام 1417.
ومن جهته، صرح لـ "الوطن" مدير قسم صحة البيئة بوادي الدواسر فهيد الشمري بأنه وبنهاية دوام أمس تم إحراق وطمر أكثر من 1100 من الإبل النافقة بوادي الدواسر، مشيرا إلى أن هيئة الرقابة والتحقيق كانت تأخذ صورا من محاضر طمر وإحراق الإبل النافقة طيلة الأيام الماضية.
على الصعيد ذاته، أكد مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة فلاح المزروع لـ "الوطن" أمس، أن الوزارة عممت على المستشفيات والمديريات الصحية في جميع مناطق المملكة بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي حالات تسمم بشري، للتأكد مما إذا كانت لها علاقة بسبب أكل لحوم الإبل المصابة.
وأوضح في هذا الصدد أنه لم يتم إلى الآن تسجيل أي حالة تسمم بشري في المناطق التي تم فيها تسجيل حالات نفوق للإبل، مشيرا إلى أنه تم تشكيل فرق عمل ميدانية لمباشرة أي بلاغ.
وأضاف المزروع أن وزارة الصحة تتابع مع وزارة الزراعة وتنتظر التقرير النهائي عن أسباب النفوق، وفي حالة التعرف على نوعية السموم من قبل "الزراعة" يتم تحديد خطورة ذلك على الإنسان من خلال اللحوم أو لبن النوق.
من جهته، صرح وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية المهندس محمد عبد الله الشيحة لـ "الوطن" بأن المادة الكيميائية السامة التي تسببت في نفوق الإبل لا تزال مجهولة من حيث نوعها أو مصدرها، مشيرا إلى أنه لم تتحدد إلى الآن أسباب وصول المادة الكيميائية السامة إلى الإبل النافقة وهل هي ناتجة عن مواد فطرية أو معدنية "وفي حالة تحديد مركبات المادة السامة ومعرفة النوعية الناتجة عنها يمكن التعامل مع هذه الظاهرة".
وقال الشيحة إن وزارة الزراعة أرسلت عينات من أحشاء ودماء الإبل النافقة وعينات من النخالة إلى مختبرات عالمية متخصصة للاستعانة بها في تحديد المواد التي كانت وراء ظاهرة التسمم والنفوق للإبل.
وبين أن مراكز السموم والمختبرات المحلية قامت بتحليل العينات، إلا أن مركبات المواد السامة تتطلب وقتا حتى يتم تحديد المادة المسؤولة عن تسمم الإبل "الأمر الذي دفعنا إلى إرسال العينات إلى مختبرات عالمية خارج المملكة لكشف نوعية المادة السامة والإسراع في الوصول إلى النتائج".
وأشار إلى أن عدد الإبل التي تعرضت إلى النفوق حتى أمس بلغ 2460 جملا في كل من منطقة جازان ونجران وبيشة ورنية.
وحول ما ذكر عن وجود نفوق للإبل في المنطقة الشمالية وبعض المناطق الأخرى قال: لم نبلغ إلى الآن بحالات نفوق مشابهة لما يحدث في المناطق المعلنة من قبل الوزارة.
وفي وادي الدواسر والسليل، حيث بدأت الحالة الآخذة بالتفاقم، ألقت الأجهزة المختصة القبض على مقيم سعى إلى ذبح جملين مصابين بغية بيعهما كلحوم سليمة.
وقال رئيس بلدية محافظة السليل المهندس جبران محمد الشهراني إن "أحد المقيمين من جنسية عربية قام بإحضار جملين لمسلخ المحافظة التابع للبلدية محاولا ذبحهما بعد صلاة فجر أمس، وأثناء عدم تواجد الطبيب البيطري، وبعد عدة محاولات مع الجزار في المسلخ لإقناعه بالذبح دون حضور الطبيب البيطري، وردني اتصال بالحالة حيث توجهت وفرقة من البلدية إلى الموقع". وأضاف الشهراني: استدعيت الطبيب المختص وبعد الكشف اتضح إصابة الجملين بالمرض المنتشر في المحافظة، ليتم التحفظ على المقيم وفتح تحقيق بالحادثة.
ومضى الشهراني إلى القول: لا مجال لضعفاء النفوس في استغلال الحالة لتحقيق مكاسب غير شرعية، ونحن ندرك أن أصحاب الإبل المصابة لا تسمح لهم ضمائرهم ببيع الإبل المصابة وخاصة للعمالة الوافدة لأن أسعارها قليلة ويرغبون في غش السكان بدون وجه حق.
وفي رنية، رصدت لجنة حصر الإبل النافقة في المحافظة أمس نفوق 9 حالات جديدة كانت مصابة سابقا, وبذلك يرتفع عدد الجمال النافقة في المحافظة منذ انتشار المرض وحتى يوم أمس إلى 891 رأسا, فيما بلغ إجمالي الإبل المصابة 290 رأسا، وتولت اللجنة المختصة بالتخلص من الإبل النافقة أمس إحراق 83 جيفة شمالي المحافظة.
وفي شرورة، سجلت اللجنة المشكلة لرصد حالات نفوق وإصابة الإبل في المحافظة والمراكز التابعة لها أول من أمس نفوق 13 إبلا وإصابة 33 حالة أخرى.
إلى ذلك، عممت هيئة الرقابة والتحقيق أمس بيانا حول قيام فروعها بالمناطق بجولات ميدانية على المحافظات التي ظهرت فيها حالات نفوق الإبل للوقوف على حجم المشكلة بالأرقام، وما اتخذته الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة الزراعة من إجراءات علاجية ووقائية.
وأوضحت الهيئة أنها تستعين بمختصين في أخذ عينات من أعلاف الإبل التي في الأسواق وقت حصول الحدث، ومن الأعلاف التي لدى ملاك الإبل وعينات من الإبل النافقة، وعينات من النخالة، والتنسيق مع بعض المختبرات الحكومية المختصة لإجراء التحاليل اللازمة.
وأشارت الهيئة إلى أن فروعها ستطلع على ما اتخذته البلديات والشؤون الصحية للتخلص من الإبل النافقة.