قصة تهتز لها الابدان الفتاة والرجل الغريب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------------------------------------------------------------------------------
بينما كنت في غرفتي ..أجلس وحدي في المنزل ذات مساء ..
أتمتع بمنظر البدر وقد توسط في السماء
وأحتسي فنجانا من القهوة السمراء .....
بعد أن خرج كل أهلي من المنزل لزيارة أحد الأصدقاء ..
سمعت طرقا على باب غرفتي فتملكني الرعب والهلع ..
من يا ترى يكون ...وكيف دخل إلى البيت وكل الأبواب مغلقة !!
وقبل أن أسأل من بالباب ....فُتح الباب ...ودخل منه رجل طويل
القامة ..عريض المنكبين..قاسي الملامح
حين التقت عيني بعينه أحسست بانقباض في قلبي شديد...
قلت (بصوت مرتجف ) :
من أنت ؟؟وما ذا تريد مني !!
رجل غريب في غرفتي ,,يا ويلي ...وأهلي ليسوا حولي !
قال : كيف حالك يا سمية ؟؟
قلت : وتعرف اسمي أيضا !!
قال : أعرف عنك كل شيء ....
قلت (بدهشة شديدة ) : وماذا تريد مني ؟؟
قال : أريد أن أنتزع أغلى ما تملكين !!
قلت ( وقد خطر ببالي ما يخطر ببال كل فتاة شريفة في هكذا موقف) :
بالله عليك لا تفعل !!
لا تدنس طهري ....لا تسرق شرفي ...لا تحطم مستقبلي
وركضت إلى خزانتي كالمجنونة وتناولت صندوق مجوهراتي ونثرت كل ما فيه عند رجليه ....
وقلت : خذ كل نقودي وخذ الذهب
لكن لا تقترب مني ........
فابتسم الرجل ابتسامة عريضة
وقال : لقد ذهب بالك إلى بعيد يا صغيرتي
إنما أريد ما هو أغلى من ذلك ....
مهمتي محددة وهدفي واضح ..روحك هي ما أريد ..
قلت : ولماذا تريد أن تقتلني !!
قال : ليس قتلا ...إنما هي مهمة كلفني بها من خلقني وخلقك ....
أيقنت حينها أني أقف وجها لوجه مع ملك الموت ... وحان أجلي
ومع علمي بأن الأجل محتوم قلت له (بتوسل وبراءة ) :
أنا أحب لقاء الله وقلبي طيب جدا ....لكنني مقصرة ..لم أصفي حساباتي من الدنيا بعد
أرجوك ..أمهلني بعض الوقت ...أرجوك
قال : سمية .. لأني أعلم مدى طيبتك ..أتيتك قبل أجلك المحدد كي أنبهك وقد بقي على موعد قبض روحك نصف ساعة .....أنت حرة فيها ..افعلي ما تشائين
فلم تسعني الفرحة حينها وهرعت إلى "المنبه" و***ته لينبهني عند انتهاء الوقت
وقبل أن أبدأ باستغلال المدة ...نظرت إليه وقلت :
أريد أن أطلب منك طلبا صغيرا ....
قال : تفضلي
قلت : هل يمكن أن تتركني وحدي في الغرفة ....
صدقني وجودك معي هنا ...
شلّ مني التفكير ..وأوقف الشهيق عندي والزفير
قال : حسنا سأنتظرك خارج الغرفة ...
وبالفعل تركني وحدي ....
مرت أمامي محطات حياتي كلها ...
وعيناي تحدقان بعقارب الساعة ..أراقب الزمن المتبقي
وقلت في نفسي ما ذا عساي أفعل بهذا الوقت :
هل أذهب لأتوضأ وأصلي ....فأنا لم أصلي الفجر اليوم !!
أم أقضيها في الاستغفار وطلب النجاة والرحمة من الرب الغفار
أم تراني أتصل بصديقتي أسماء ,أطلب منها السماح فقد استغبتها اليوم كثيرا بعد أن استفزتني وأساءت معاملتها معي !!
أم أكتب وصيتي ...وكلمات أودع فيها أهلي !!
أم أقرأ سورة يس ..سمعت أنها تسهل خروج الروح!
يا ليتني خلقت وردة جوري أو عصفورا رقيقا ...
يا ليتني كنت فراشة أو حتى رملا دقيقا ....
وضاع الوقت بالتردد بين تلك الأعمال والأماني ...دون أن أعمل شيئا ....
ودق جرس المنبه معلنا " النهاية "
فركضت إلى سريري .... ودفنت نفسي تحت الغطاء واختبأت تماما لعل ذلك الرجل ...لا يراني
أو لعله ينساني ..........
ومن خوفي لم أخرج يدي كي أضغط زر المنبه الذي استمر بالرنين
وفجأة سمعت صوت أختي تقول :
سمية ...ما بكِ ..ألم تسمعي صوت المنبه ؟؟
لم أكن أعرف أن نومك ثقيلا لهذه الدرجة !!
فأخرجت وجهي من تحت الغطاء وقد كدت أغرق بعرقي
والتف شعري حول رقبتي حتى كاد يخنقني ....
فقلت لها : متى عدتم ....دعوني أودعكم ..... هل أتى ؟
قالت : ومن ذاك ؟
قلت : ملك الموت ...أمهلني نصف ساعة ...وهاهو ينتظر في الخارج .ألم تريه ؟؟!!!
فضحكت أختي ....
وقالت : نصف ساعة !!
يا حبيبتي أنا تركتك قبل 10 دقائق حين طلبتي مني أن تختلي بنفسك في الغرفة كي تشربي فنجان قهوتك ....يبدو أن كنت تحلمين ...
قلت : يا الهي ....وأي حلم ؟؟؟!!!
حين تصبح الدقائق أغلى من السنوات ,,,,
حين لا ينفع الندم على ما فات ....
حينها فقط ...
ندرك أهمية اللحظات ...
وساد الصمت لفترة ...
وبعدها استعدت توازني ....وعاهدت ربي
أن لا أترك الاستغفار
وأن أحاسب نفسي باستمرار
منقول للفائدة
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحوراء-بنت نجد
مواقع النشر (المفضلة)