حملت طفلها بين ذراعي ّ
يا لها من مشاعر غريبة شعرت بها
كان في غاية الجمال والبراءة
يداعب بيديه الجميلتين نظارتي السوداء
شعرت بحزن شديد
فقلت ُ له في نفسي هل تعلم المفروض أنا
من يكون والدك
لم أتمالك نفسي
ضميته بقوة ووضعت على خده قبله
سألني خاله لماذا تبكي ؟
قلت َُ أنه يشبه جدتي رحمها الله
بالفعل كان يحمل ملامحها
لكن لم يكن هذا السبب َ الوحيد
الذي دفعني للبكاء
لم أكن أتخيل أو يخطر ببالي
أن يكون هذا الطفل من أب غيري
فقلت ُ في نفسي هذا الطفل أبني
ففكرت أن أخذه وأذهب بعيداً
لكني وضعت نفسي مكان والده
لم أرضى أن ينسرق أبني مني
فضميته بحنان
فبدء يثاوب حتى غلبه النعاس
نزلت من عيني على خدي دمعه
سقطت على صدره فصحى من نومه
وبدء يبكي
لم أكن أعلم أن دمعتي ثقيله
ولم أكن أعرف أن دمعتي ستخبره بما فيني
لو كنت أعرف لحاولت أبعادها عنه
حاول خاله تلطيف الجو ِ
قال لي مازحا ً
ما رأيك أن تأخذه وتعطيني سيارتك الجديدة
تمنيت لو يحدث ذلك
فقلت له وأن أبتسم خذها فهيا لك
وأنا أقول في نفسي
ما فائدة السيارة وأموال الدنيا إذا لم تكن هناك سعادة
وكيف تقأرن طفلا ٌ جميلا ٌ بسيارة من حديد
وفي لحظة من اللحظات
أحسست ُ بأقدام تتحرك من خلف الباب ِ
أحسست بها
فطلبت من خاله أن يدخله لأمه
بحجة أني سوف أعود لمدينتي
لم يكن هذا السبب الحقيقي
لكني لم أرغب فتح باب الذكريات بيني وبينها
قبلت الطفل ودعوت الله يحفظه لهما ويبارك لهما فيه
وتمنيت أن لا يصبح خائبا ً مثل سميه
أحسست بيداي ترفضا تسليمه
وعندما خرج منهما لاحظت أنهما تشتعلان
أسرعت لسيارتي وخرجت من هذه المدينة
وأثناء سفري توقفت قليلا ً بجوار البحر ِ
ونزلت من سيارتي
ونظرت للبحر ِ
وبلا شعور صرخت
لن أنساكما
مواقع النشر (المفضلة)