دعوة إلى التأمل في عظمة وإبداع وقدرة ودعوة إلى تفكر عاقل ينبثق من ثنايا الوعي والإدراك.
دعوة قدسية تنور مرابع الشعور بفيض براق متلأليء في الأعماق الوحدة والجبال أرساها بعظمتها، قوتها، صخريتها، شموخها، رسوخها، صُميتها، حجريتها.
أرساها.. كلمة تهمس همس الانقياد وسلاسة وزينة الطاعة، أثبتها برسو هاديء متموج بسكون فوق فيحاء الكون. فيا بخس عقل لم يؤمن، ويا خيبة فكر لم يرشد، ويا خسران قلب لم يوقن.
الجبال بشدة وقعها أرساها هدأة بقدرة الخالق: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي اتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون).
إنه خبير بفعل الكون، وأنت أيها الإنسان ذرة، هباءة منه (وإلى الجبال كيف نصبت).
هل طار العقل فكرا، والقلب تيها، والجوانح خشوعاً والفؤاد هياما وحباً الى علياء فوق الأكوان، يهدج محشرجاً دامعاً.
(فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تُظهرون).
وإلى النهاية، هل زلزلت الأعماق خوفاً ورهبة وأوبة وإنابة وتوبة.
(دُكت الأرض دكا).
أرساها، دكها.. أوتشك أن يرسي عزائم روحك وقلبك إليه إذا رجوته وحده وأحببته..
هل تشك إذا دك أغوار تثاقلك إذا فررت عنه بغفلة، وشك وحيرة، وشرك، ومعصية وخطيئة وإصرار.
(إنه على كل شيء قدير) يرسي مشاعرك، يؤوي إليك تحنانا، يهبك من فضل الله ورسوله (حسبنا الله سيؤتينا من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون).
ارغب إليه، فلقد أبدع أكوانا أفلا يمنحك نسمة، بل جنة في قلبك في الدنيا وعند مليك مقتدر في الآخرة.. فسبحان الله.
مواقع النشر (المفضلة)