في ليلةٍ مُظلمـة وسـوآد حـآلـك غـاب فـيهـا نـور الـقمـر , وانـطـفأت شـموع الأمـن
واشـتـدت الـ ح ـآجـة إلـى فـتـيـلٍ مـن الأمـل المـدفـون ..,
نـهـضـت مـن فرآشـها مُـ ح ـآطـة بـدوآمـةٍ صـ ع ـيبـة
قـذفـت بـ ج ـسدهـا إلـى فـرآش الـهلآك ووسأآدة
الـجـ ح ـيـم ..,,
سـآرت فـي دربٍ طـويل شـآق لآتـبـدو لـه نـهآيـةٌ إلا الـمــوت !!
تسـتـ ع ـيد صدى ذكـريآت مــوجـ ع ـة عـصـفـت بـأعـصـآبـهـا وأدمـت مُـهـجتـها
ومـزّقـت كـبدهـا وأذاقـتـهـا حرارة وحـرقـة الودآع وقـ س ـوة الـحـنيـن ..,,
جـال في خُـلدهـا المـآسـي والـ ج ـرآح الـتـي لآتـرحـل عنـها ولآ تـفتـأ تـهـب علـيها
هـبـوب أعـاصيـر وريـآح فأرادت هـي أن تُـ ق ـدم بنـفـسـهـا على الـرحـيـل
تـ ع ـثرت قـدمـاها بـقيـثآرة الـشـ ج ـن الـقـديمـة الـتـي طـالـما عـزفـت عليـهـا
مـقـطوعـآت الآمـهـا وألـ ح ـآن يـأسـهـا تـلُـفّـهـا بـروحٍ بـآئـ س ـة أشـبـه ببـقايـا
جـسـد فـتـكـ بـه الـزمـآن وألـهـبـت كـبـده الأشـ ج ـآن يسيـل مـن عـروقـه ألـم
وقـيـحٍ مـن الـ ح ـرمـآن ..,,
ويـدوي فـي أحشـآءه صـوت أنيـن الـضـلوع كـ ص ـوت ناي سئم العزف في نغمات الكرب والألآم .,,
تنبعث من حنـ ج ـرتها أدخنة العذاب وجـ م ـرات الآهـات من جراء القصف العنيف لوجدها ’’
ومن مساحة الألم الهائلة التي تـ ح ـتل فؤادهـا إلى أن باتت
تـقـتات عـلى فُـتـات مـن حُـطـام قـلبها وتـروي بـ ق ـطرات
مـن أنـهار دمـ ع ـها.,,
لـم يـكن لـتـلج مـ ش ـاعـر الـوجـل ولـتُـدق أحاسـيـس الـيـأس فــي رؤاهــا بـالـماضـي
عـندمـا كـانـت تـتـ خ ـذ مـن الـقـلـم سـلاحـاً لـلمـوآجـهـه وتُـناجـي بـالـبسـمة سـمـو
الإنـسـانـيّـة حـتـى وإن غـرقـت مُـقلـتـيها بـالـدمـوع وأقـ شّ ـعـر بـدنـهــا مـن الـ ح ـرارة
ونـزفـت أعـوآمـهـا الـتـ ع ـاسـة والـعـناء إلـى أن حـاصـرتـهـا أسـتـار الـوحـدة
وسـ ج ـن الـزمـآن وأصـبـ ح ــت تـرقـد
وتـفـيـق عـلـى مُـ ع ــاناة عـمـرها تبكي بكل حـرقـة لـيلـها وتـتـأوه بـكـل ألــم
أنـهـارهـا وتـ ع ـزف بـكـل ألامـهـا قـيـ ث ـارتها الـ ح ـبيبة ..,,
كـي تنصـب أعلآم الأحــزآن وتـتـ ع ـآلـى أنـغـآم الـ ح ـرمـآن بـيـن الـ ج ـبآل والوديـآن
وتـنـثر مأسـآتـهـا فـي الـفـ ض ـآء فـيلتـقـط مـسمـ ع ـها كل بـلبـل وكـروآن ويشهـدآن
على غـدر الأيـآم والإنـ س ـآن ’’
كـم هـي أعـداد الألـ ح ـآن الـتي أخـذت تـ ع ـزفـهـا عـلى أوتـآر قـلبـها تُـ خ ـآطب بها
الـضمـآئـر والنـفوس تـصبـو لمـفردآت المـوآسآة ومـ ع ـآنـي الـرحمـة دون ردودٍ أو إجـآبـة
ولـكـنـها الليلـة سـوف تـ ج ـرب للـمـرة الأخـيـرة الـ ع ـزف والـ غ ـنـآء ..,,
فـرُبـمـا تـ ج ـد كُــنـوز الـ ع ـطـف وأحـضـآن الـ ح ـنـآن بانتـظـآرهـا بـ ع ـد أن فقدت
كـل مـ ع ـنى للأمـآن والإطمـئـنـآن ’’ ولـم تـ ع ـد تقـوى عـلى النسيـآن ..,,
أخـذت الـقيـ ث ـآرة تـروي مأسـآة صـآحبـتـها فـي المـ ق ـطوعـة الأخـيرة أمــلاً فـي
أن تُـ ع ـيد إليـهـا سُـويـ ع ـآت الـسـ ع ـآدة المـفـقـودة ولـحـظآت الأمـل المـ س ـلوبه
وتـقـضـي للأبــد على آخـر ليـآليـهـا الأليـ م ـة وأطلآلـها المريـرة ..,,
وفـي لـ ح ـظـة حـيـآة مـمـلوءة بنـ ش ـوة الـفـزع وتـرقـب الـ ن ـهـآيـة ’’
تـنـتـهـي الـمـأسـآة فـ ج ـأة وتـتـبدد الأحـزآن ولآ يـ ع ـد هُنـاك أي دآعٍ لأي نـسـيآن
فالنـ غ ـمـآت قـد كـفّـت عـن الـتـرآقـص !!
والـقـيـ ث ـآرة قـد تـوقـفـت عـن الـنـدآء !!
بـل قـد انتهت وتـ ح ـطـمـت بـ ع ـد أن سـقـطـت من بيـن يـدي صـآحـبـتـها الـمُـ ع ـتـلة
بـدآء التـ ع ـآسـة والتـي انـتـهـت بـها الـ ح ـياة فـي تـلـك اللـ ح ـظـة ..,,
حيث كـآنت تـ ح ـمـل حـبـآل الـصمـت وتـ ع ـزف لـ ح ـن النـهـآيـة عـبر قيـ ث ـآرة
الـمـوت .,,
إذن .... لـقـد رحـلـتـا ومـاتتا مــ ع ــاً !!
لـتـرحـل عـنـهـما الآلام أخـيراً ’’ وتـمــوت مـ ع ـمـها الأحــزآن للأبـــــد ..,,
مواقع النشر (المفضلة)