إللي يحبك يعرف طريق موبايلك !
من قلة الذوق بل انعدامه أن يأتي فرد أو أمرؤ ما ويطرق بابك هكذا فجأة ويفرض نفسه عليك ويقتحم بيتك ووقتك ويلخبط لك برنامجك المعتاد أو الذي خططت له لقضاء يومك ثم يأتي ويدخل بيتك دون تنسيق أو اتصال هاتفي مُسبق يتحسس من خلاله وقتك وظروفك ويتحدد علي ضوئه إمكانية زيارته ومراسيمها من عدمه.
ربما يتعجب البعض من ذلك الطرح خاصة ونحن في بداية الشهر الكريم متهمين إياي بالانسياق وراء عولمة المشاعر التي صبغت كل مناحي حياتنا وأحوالنا وما يتعلق منها حتي بمشاعرنا وتواصلنا وكما لو كنت محدثكم ضد مد الجسور والتواصل.. لا والله أنا مع التواصل والزمن الجميل ومد الجسور والكرم والأواصر والصلات ولكن عليك أنت كضيف أن تتعلم من رمضان الذي يهل بحساب ووقت معلوم.. ولا تبدو كغازياً يقتحم مشاعري ووقتي وبيتي وتسلبني راحتي وما كنت أنتوي عمله والقيام به.. نعم هناك مثل يقول: إللي يحبك يعرف طريق بيتك ولكني أتصور وجوب استبدال ذلك المثل ب: إللي يحبك يعرف طريق موبايلك ! نعم فإن كنت تحبني حقيقة رن علي رنة قبل قدومك وإلا أحد يقول لي لماذا اخترعوا الموبايل أو ما هي وظيفته الأساسية ؟ أهي لنغمات وأصوات شتي وصور هي في الواقع والأساس خارج الوظيفة الأساسية للموبايل ناهيك عن ممارسة ألعاب لا تمت للرياضة بصلة ! لذلك يتكرر السؤال: ما هي وظيفة الموبايل بالضبط إذا كان من يقتحم عليك بيتك ووقتك لم يتصل بك وبدا كقوة الشرطة التي جاءت واقتحمت المكان وبعثرت محتويات بيتك وتفكيرك ولم تدعك تغير حتي ملابس النوم التي بدوت بها لكونهم سلطة لا تقيم للمشاعر وزناً عندما تكون حضرتك محل شبهة أو اتهام فهل أنت في نظر ضيفك هكذا مجرماً ؟ من هنا يكون اصراري وثورتي من أن ضيفاً اقتحم بيتك دون أن يعطيك رنة أو الفرصة لترتيب أوضاعك هو ضيف ثقيل !.
يا جماعة أكرر: لا تسيئوا الظن بي فمحدثكم من أحفاد حاتم الطائي ! وعندما أقر بتلك الصفة التي تتباين الآراء حولها من أن ذلك الكرم الحاتمي ما هو إلا سفه مطلق! ومع ذلك أنظر كعربي للجزء الملآن من كوب حاتم وأفخر بكوني حاتمياً ولكن بدون سفه وعليك أنت أن تعاملني علي هذا الأساس ألا تأتي بدون سابق إنذار أو موعد.. يا أخي لو كنت تمتلك شاليه في منتجع سيلين أو الاسكندرية أو أية مدينة عربية وأردت أن تذهب لقضاء الاجازة هناك ما الذي يتوجب عليك عمله قبل الذهاب للشاليه ؟ المنطق يقول إرسال السائق والخادم أولاً لاستكشاف المكان وتنظيفه وترتيب محتوياته التي طالها التراب والتحسس قبل الدخول فلربما اختبأ بين الأثاث ثعبان ما أو فأر.. أليس ذلك وارداً ؟ وبما أنك تفعل ذلك مع شاليهك وحر مالك فكيف بالله عليك استكثار اتصال هاتفي بمن أنت بصدد الذهاب لبيته ؟ ألا تقتضي اللباقة وبروتوكولات الضيافة أن تقول له: ألو هااا أخبارك إيه فينك يا راجل تصدق معرفش ليه تملكتني رغبة جارفة اليوم أنا وأفراد أسرتي أن نأتي عندكم لقضاء بعض الوقت بجد وحشتنا ملوخية السيدة حرمكم المصون لحظتها وعند نقطة الملوخية تستطيع أن تستكشف سيولة الطرح وكمية النشا في نفسه وردة فعله أهي جامدة أم طرية أهو مُرَحِبَاً كأن يرد مثلاً: والله تكونوا عملتوا فينا خير أن تأتوا لأني فاضي وسبحان الله القلوب عند بعضها لقد كنا نتحدث عنكم أنا وأم العيال وإذا أردت عمل خير في صديقك تعالي أغلبك عشرتين طاولة وألا أنت خايف أغلبك كما هي العادة مش بيقولوا إكرام الضيف واجب أهو أنا من ضمن كرم الضيافة عندي لازم أغلب ضيفي هههههههههه.. عند هذا الحد ونقطة الضحك التي احتاجت لأكثر من هاء لوضعها وراء بعضها دليلاً علي أن صديقك يضحك من قلبه وليست ضحكة صفراء ! وأنك أدخلت السرور لنفسه بعدها تستطيع أن تطرق باب مشاعره قبل باب بيته وتتأكد يقيناً أنك ضيف مرغوب فيه وأعطيته الفرصة لاستقبالك أنت وأسرتك بملابس تليق بكم كضيوف رغم أنكم في مكانة الأهل والأقارب.
مواقع النشر (المفضلة)