هل شعرتَ يوماً أن روحك تُسحبُ منك؟ وأن الأرضَ التي تحتك لم تعد أرضك؟ والعالم يدورُ بجنونٍ فوقَ رأسك؟ عقول من حولك عجزت عن فهم لغتك؟ وألسنة الناسِ لم تجد لها ترجماناً عندك؟ والابرةُ تلُفُ بلا هواده علي صفحة بوصلتك؟ فاعلمْ إذاً أنك رسوت علي شواطئ الضياع وأنك علي وشك الغرق إلي نقطة يسمونها القاع وهناك الظلام دامسٌ والحفرةُ تملؤها عقاربٌ وأفاعٍ رقطاء إن غصت فلن تخرج سليماً أبداً.... ولن يرجع لك ما قد ضاع ولن ينفع بعدها الصراخ أو الاستجداء فانهض في الحال وتشبث بخيوط المنطق وسلاسل من ضياء ولتنفض ما علِق بك من همسات وعثرات وأخطاء ولتدير الدفة ولترجع من حيث أتيت وقد تكون لك نقطة جديدة للانطلاق عدْ إلي بر الأمان وارجع لبيتك وأهلك وبلدك ولا تقل قد فات الأوان ولم يعد اللحن لحني ولم يعد لي بينهم مكان تفاءل بالخير تجده قد تحظي بالسعادة وتذوق من الحب ألواناً وعندها قل لنا بماذا تشعر وقتها؟ ولكل آن أوان ولكل حادث كلام