متى تشرق الشمس ؟
في أيام تسودها الظلمات ولا ينجلي سواد ليلها في مختلف الأوقات فهل هو ليل مستمر؟ أم أبت الشمس أن تشرق؟ أم أن نورها غير مرتأي لناظريها؟ أم انه زمان نسكن فيه الغابات ويفترش الفقير منا الطرقات؟ فهل يبلغ في هذا الزمان النور عين الضرير؟
هكذا أصبحنا في عالمنا ذئاباً تلهث وراء المادة يأكل الغني منا الفقير والقوي منا الضعيف أصبحنا في غابة النفوس المريضة لا يوجهنا دين ولا تحكمنا شريعة ولا يمنعنا حياء لأننا حدنا عن الطريق الصحيح. وخلعنا طوق النجاة فابتعدنا عن الاسلام الدين القويم الذي يهذب شهواتنا ويقوم أخلاقنا ويوجهنا لسلوك سبيل الخير والصلاح ولكن نأت بنا مطامعنا عن الخلق الحسن والأداب التي حثنا عليها اسلامنا فانتشر الفساد الذي حجب ضوء الشمس وألقي بظلاله علي عالمنا فما خلت مجتمعاتنا من الفساد بأثوابه المتعددة والقبيحة وأهمها الفساد الديني الذي يفسد عقيدة الفرد وتخليه عن دينه واهماله لشريعته يولد بقية أنواع الفساد من فساد سياسي واداري واقتصادي وخلقي واجتماعي وينتشر الارهاب الذي ألصقوه بالإسلام والإسلام والله بريء من هذا الاتهام الدنيء فلقد عمت الفوضي أراضينا واجتاح الخراب والدمار بلادنا.
من لا يسمع عن مئات بل آلاف القتلي كل يوم يدفعون ثمن الارهاب الذي لا ذنب لهم فيه ناهيك عن فساد مجتمعاتنا من انتشار المعاملات الخفية والصفقات المشبوهة والاختلاسات والسرقات وكذلك ما يشاهده الملايين في الفضائيات كل يوم من فواحش وخلاعة وكل ما يخدش الحياء بل ويقتله لنري جرأة لم نعتدها تقضي علي أخلاقنا وقيمنا الاسلامية والعربية الأصيلة فأصبحنا نخطو خطو العبيد لساداته. ويظل السؤال قائما: متي يبلغ النور عين الضرير؟
إن في بيوتنا سراجا منيرا تجاهلناه، ومصباحا مضيئا هجرناه، واهملناه واتخذنا منه مجرد زينة تزين به ديارنا أو نزخرف به بيوتنا فما جنينا الذهب من كنزه الثمين، فكنا من الخاسرين الضائعين، انه الذكر الحكيم الجوهرة الثمينة القرآن الكريم، فإن اتخذناه خليلا وتمسكنا به وتأملنا معانيه وتدبرنا كلماته كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن ابن آدم ونفسه الطامعة لا يشبعها مال العالم ولا ذهب الدنيا.
ففي غرفة مظلمة سواد الليل يحيطها، تخلو من النجوم ولا ينور البدر سماءها نعيش هذه الأيام ومهما تشرق الشمس ويتعاقب الليل والنهار لا يبلغ النور قلوب الناس فمتي يا ترى تشرق الشمس؟
مواقع النشر (المفضلة)