[align=center]بعمق الألم القابع في ذاكرة الماضي,أخذ ينظر ببصره الكليل ، وعينيه اللتين أعياهما تعب الحياة, فرسم الزمان تجاعيد الألم الباسم ،على زواياهما بانفراجٍ ,كانفراج الأمل في صفحة الليل الدامس الذي يستحثّ فجراً على صفحة الأفق البعيد, جلس على جانب النهر, يرقب اندفاع ماء النهر وصوته المثير.
سرت برودة الماء في قدميه..لتنفذ إلى روح أعياها تعب الزمان وأوجاعه ,لم يشعر بنفسه إلا وقد أطلق آهاتٍ ممزوجة بسعادة غامرة أخذت تسري في عروقه..كأن روحه كانت ترشد الماء البارد العذب إلى كل عرقٍ نابضٍ ليطفئ الألم برفق,ويسكب الأمل في جنبات روحٍ محترقة,
كان يتمنى أن يسمع الماء أنينه ورغبته ليقع على مواضع الألم.. فيسقط عليها كما البلسم.. آآآه.. نعم!! هنا!!
أخذ يحرك رجليه في الماء يعبث بهما ، كان يتمنى أن يمضي بكل قوة وشجاعة في سيره دون تعثر، كما هو هذا الماء المندفع الذي لم توقفه عقبات, وإن أوقفته..تحول إلى مجرى آخر, ليمضي في طريق رسم لون الماء وزرقته, أبهج فؤاده, انفرجت شفتيه عن ابتسامة رضا وظفر, إنه يفكر الآن بجنون.
لقد تيقظ الطفل بداخله, إنه يعيش لحظة جنون ، ماذا لوا استجاب لذلك النداء الذي يدعوه للمحاولة والمغامرة...؟؟
ماذا لو ألقى بنفسه في هذا الماء ليتخفف من أثقال , إنّ كل شيءٍ يدفعه للجنون, جنون اللحظة,أخذ يفكر وترددت خطواته

صوت خرير الماء كان يستحثه نزولاً, برودته اللذيذة مازالت تسري في جسده,رشاشه العذب , زرقة الماء,وخضرة تحيط بالمكان وخلوة تغري بمغامرة, وتغريد بلبل يشجع لمحاولة, طبول الإثارة أخذت تقرع بداخله, وحرارة سرت في جسده, أخذ يتقدم بخطوات واثقة, خلع قميصه وألقاه خلفه, وألقى بنفسه لتتلقفه أحضان الماء البارد
وتتعالى ضحكات جذلى,تفتح صفحة جديدة,وتعد بحياة أجمل .
[/align]