الرؤيا الصالحة حالة شريفة ومنزلة رفيعة، لانها من اجزاء النبوة، ورؤيا المؤمن الصالح هي التي تنسب الى اجزاء النبوة لصلاحها واستقامتها، بخلاف رؤيا الفاسق، فانها لا تعد من اجزاء النبوة، وهذا لا يعني انها قد لا تصدق او لا تقع، بل ان رؤيا غير المؤمن قد تكون صادقة.
والناس في الرؤيا على ثلاث درجات:
- الأنبياء ورؤاهم كلها صدق.
- الصالحون، والاغلب على رؤاهم الصدق.
- من عداهم وقد يقع في رؤاهم الصدق والاضغاث.
جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يبق من مبشرات النبوة الا الرؤيا الصالحة يراها المسلم الصالح او ترى له. وفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله 'لهم البشرى في الحياة الدنيا' قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم او ترى له.
ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام رؤيا حق، قال عليه السلام: من رآني في المنام فقد رآني حقا، فان الشيطان لا يتمثل بي. وقال ايضا: 'من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي'. وهذه بشارة للرائي بانه سيموت على الاسلام، وسيرى النبي في الآخرة ويرد على الحوض.
لا تقص رؤياك إلا على ناصح
وينبغي ألا تقص الرؤيا إلا على شفيق او ناصح، او عاقل محب، لقول الله 'قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا'، وألا يقصها الا على من يحسن تفسيرها وتأويلها، فالامام مالك: لا يعبر الرؤيا الا من يحسنها، فان رأى خيرا اخبر به، وان رأى مكروها فليقل خيرا او ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير وهو عنده على المكروه لقول من قال انها على ما تأولت عليه؟ فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة، فلا يتلاعب بالنبوة!.
واذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شرالشيطان وليتفل ثلاثا، ولا يحدث بها احدا فإنها لا تضره.
واذا رأى ما يحب فعليه ان يحمد الله، ويحدث بها، قال ابو سلمة: لقد كنت ارى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت ابا قتادة يقول: وانا كنت ارى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله، فاذا رأى احدكم.
ما يحب فلا يحدث به الا من يحب، واذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثا، ولا يحدث بها احدا فانها لن تضره.
مواقع النشر (المفضلة)