بشرى طفلة مغربية شقراء تثير اهتمام العالم
قريتها المغربية تتحول إلي قبلة للصحافة البريطانية والإسبانية والبرتغالية لاستقصاء الحقيقة
الأب المغربي: ابنتي ليست مادلين وهذه وثائقها التي تثبت ذلك
بعد أن أثارت صورها اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية، علي خلفية التشابه القائم بينها وبين الطفلة الإنجليزية المختفية في البرتغال مادلين ماكان أصبحت الطفلة المغربية بشري بن عيسي محط اهتمام موفدي كبريات وسائل الإعلام العالمية، التي حجت إلي بلدتها القروية الريفية زينات بشمال المغرب لاستقصاء الحقيقة.
صور الطفلة المغربية بشري صدمت المواطنين الإسبان ووسائل إعلامهم، الذين اكتشفوا أن جارهم الجنوبي المغرب، به أيضا مواطنون شقر اللون من ذوي العيون الزرقاء الفاتحة.
وفقا لما نشرته شبكة سكاي نيوز الإخبارية التلفزيونية البريطانية فإن والد الطفلة المغربية قدم ما يثبت أن الطفلة التي ظهرت مؤخرا علي صفحات الصحف البريطانية هي ابنته بشري، حيث قدم دفتر الحالة المدنية العائلية ، وعدداً من صور طفولتها.
وقد بدت علامات الدهشة علي حفيظة والدة الطفلة بشري بينما قال والدها أحمد بن عيسي وهو فلاح بسيط يشتغل في حقل للزيتون بشري طفلتي الصغيرة، إنها ليست مادلين، أنا آسف لما حصل للطفلة مادلين، وأتمني أن يعثر عليها أبواها قريبا .
بينما ذكر مصطفي حديد أحد المقربين من عائلة الطفلة بشري بان بشري تشبه كثيرا مادلين المختفية، لكنه ليس من النادر العثور علي أطفال شُقر شمال المغرب .
وتظهر الصور المقربة الفرق النسبي بين صور مادلين وبين الطفلة التي تنتمي لإحدي القري المجاورة لمدينة شفشاون شمال المغرب.
وقد أثار التقاط صور لفتاة صغيرة شقراء في قرية شمال المغرب ردود أفعال واسعة في الصحافة البريطانية التي تقول إن الفتاة الصغيرة هي البريطانية مادلين شاغلة أوروبا منذ اختفائها في مايو الماضي في البرتغال.
وعززت الصور التي نشرتها صحيفة الديلي ميل التي يعود تاريخها إلي أربعة أسابيع من الشكوك بوجود الطفلة المختطفة في المغرب.
وتم التقاط الصورة من قبل سائحين إسبانيين متزوجين ينحدران من مدينة ألباسيتي الإسبانية، وأخذاها في أغسطس الماضي عندما كان يقضيان عطلتهما بالمغرب، ليعمدا لاحقا إلي إرسال الصور بواسطة البريد الإلكتروني إلي الشرطة المحلية الإسبانية، التي نقلتها بدورها إلي الشرطة الدولية الانتربول ، وتظهر الصورة التي تمّ التقاطها من داخل سيارة، مجموعة من النسوة وهن بصدد المشي علي حافة الطريق، ومن ضمنهن سيدة ترتدي ثيابا تقليدية مغربية وتحمل علي ظهرها، وفق الطريقة المحلية المغربية، طفلة شقراء، وفق ما جاء علي لسان السائحة الإسبانية كلارا توريس التي التقطت الصورة رفقة زوجها التي ذكرت أنه و علي طول الطريق، بدأنا في التقاط كل ما تقع عليه أعيننا، مساجد، قري، كل شيء. لقد رأينا مجموعة من الأشخاص وأخذنا بعض الصور لهم، ولكن وفيما كنا بصدد أخذ الصور، رأينا شقراء، طفلة شقراء أثارت اهتمام عيوننا، وأضافت لقد تذكرنا ساعتها مادلين ولكن توقفنا عند هذا الحد لأننا فكرنا أنه سيكون من المستحيل ، موضحة أن الصورة تم التقاطها قريبا من قرية زينات بمنطقة بني عروس قائلة إنها احتفظت بالصورة لأننا اعتبرناها أمرا غريبا .
رواية مناقضة: الطفلة المختفية في مراكش
خلاف هذه القصة، كانت صحيفة صانداي إيكسبريس البريطانية، قد كشفت يوم الأحد الماضي، عن شهادة جديدة لسائح بريطاني بالمغرب يؤكد رؤيته للطفلة مادلين ماكين المختطفة ببهو فندق إيبيس المسافر بمدينة مراكش أياما قليلة بعد اختفائها يوم خامس مايو المنصرم من المركب السياحي برايا دا لوز علي بعد 300 كلم جنوب العاصمة لشبونة بالبرتغال.
رواية مماثلة جاءت علي لسان السائحة النرويجية ماري بولار التي صرحت بأنها تعرفت علي مادلين برفقة شخص يبلغ من العمر ما بين 35 و40 سنة بإحدي محطات الوقود بمراكش. وأضافت أنها رأت طفلة كانت تبدو حزينة برفقة رجل في محطة للوقود واقعة علي مدخل مدينة مراكش: لقد رأيت وجهها، وكانت علي مقربة مسافة متر مني، في حين كانت توشوش بصوت رقيق وتتساءل متي ستري والدتها ، حسب السائحة النرويجية.
الجدير بالذكر أن والدي الطفلة مادلين كانا قد زارا المغرب خلال شهر يونيو الأخير، بعد المعلومات الأولي التي نُشرت عن احتمال رؤية ابنتهما بمراكش وفق شهادة السائحة النرويجية، وعقدا مؤتمرا صحفيا للتعريف بقضيتهما، كما أنهما حظيا باستقبال خاص من قبل وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسي، في وقت كلفا فيه محققين خواص انتقلوا إلي المغرب للبحث عن آثار ابنتهما المختفية.
قضية الطفلة مادلين: الأسبان يكتشفون وجود أشخاص ذوي بشرة شقراء في المغرب
أشارت العديد من الصحف الإسبانية إلي أن البحث بالمغرب عن طريق الخطأ في قضية مادلين، الطفلة البريطانية التي اختفت مند مايو الماضي بالبرتغال، مكنت الأسبان من اكتشاف أن هناك مغاربة ذوي شعر أشقر وعيون زرقاء فاتحة.
وكتب مراسل صحيفة إيل باييس بالبرتغال أن صحافيين بريطانيين توجهوا إلي شمال المغرب ورأوا الطفلة التي تدعي بشري بن عيسي. وهي مغربية تبلغ من العمر سنتين وتعيش مع والديها المزارعين ، مضيفة أن بشري طفلة شقراء وذات بشرة فاتحة علي غرار العديد من الأمازيغ .
وحول هذا الاكتشاف من جهتها علقت يومية إلموندو أن الاتجاه الخاطئ الذي سار فيه البحث مكن علي الأقل من تفنيد فكرة أن المغرب يعتبر بلد السمر ، حيث يمكن أن نجد في العديد من المناطق المغربية، خاصة شمال البلاد، أشخاصا ذوي بشرة بيضاء وشعر أشقر وعيون فاتحة كأنهم بريطانيون .
وصرح صحافيون يعملون بالقناة الكاطلانية الإسبانية تي.في.3 توجهوا يوم الثلاثاء الماضي إلي قرية زينات المغربية للتأكد من أن الطفلة التي تظهر في الصورة التي جالت العالم هي مادلين ماكان ، انهم لم يستطيعوا تصديق أعينهم عندما رأوا الصغيرة بشري بن عيسي بين ذراعي أمها ، وصرحوا بعد لقاء عائلة بن عيسي التي سلطت عليها وسائل الإعلام الضوء رغما عنها، "كانت طفلة شقراء ذات ملامح أوروبية وعينين زرقاوين وبشرة بيضاء لكنها أخذت نصيبها من أشعة الشمس. لقد كانت الطفلة التي تظهر علي الصورة وفي النشرات الإخبارية والصحف اليومية، لكنها لم تكن مادلين ماكان .
قضية مادلين ماكان بين أيدي القضاء البرتغالي
ويبحث قاض برتغالي حاليا، وثائق ضخمة قدمها محققون يؤكدون أنها تثبت تورط الوالدين في اختفاء مادلين، ومن المتوقع أن ينطق نفس القاضي بحكمه حول اتهام الوالدين رسميا في اختفاء الطفلة، أو إسقاط تهمة الاشتباه عليهما، بعد مؤشرات وقرائن أولية تدعي إمكانية إعطاء أم مادلين جرعة زائدة من المهدئات لابنتها قد تكون تسببت في قتلها، ومن هنا جاءت نظرية الشرطة التي تذهب إلي أن الأبوين كانا ضالعين في الجريمة.
معلوم أن صندوقا دوليا خاصا كان قد أنشئ للعثور علي الطفلة مادلين بجانب حملة دولية لا سابق لها في سبيل العثور عليها حية، وهي ذات الحملة التي انخرط فيها كبار نجوم الفن والرياضة والسينما وكبريات الشركات متعددة الجنسيات، في حين ساهمت مؤلفة روايات هاري بوتير الشهيرة برفقة الملياردير ريتشارد برونسون في صندوق خاص حدد مكافأة لمن يعثر عليها في 2.5 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعادل 5 مليارات سنتيم مغربي.
ومن أجل إدارة حملتهم الإعلامية عبر العالم، استفادت والدتها كايت ووالدها وغي ماكان من غلاف مالي بقيمة 1.4 مليون يورو ودعم غير محدود من الحكومة البريطانية، لكن الشيء الذي يثير لعاب أصحاب البلاغات الكاذبة يتمثل في مبلغ 3.5 مليون يورو الذي سيمنحه رجال أعمال أثرياء كمكافأة لمن يساعد علي تقفي آثار الصغيرة مادلين أو مادي كما يناديها أفراد أسرتها .
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)