الحب العائلي هو السند الذي يجعلك في الحياة تشعر بالامان. إن أهم ميزة في هذا الحب أنه غير مشروط، إنه حب من أجلك ولذاتك لا يرتبط بمصلحة ولا ينتظر مردوداً. إنه الحب النقي الذي يجعلنا نشعر بإنسانيتنا وبأننا نعيش من أجل آخرين يستحقون أن نفرح من أجلهم وأن نسعد بإنجازنا من أجل أن نحقق حلمهم.
الأسرة المتشبعة بالحب تصنع أفراداً ناجحين وتمنحهم مناعة قوية ضد تقلبات الحياة. إنهم يستندون إلى مخزون لا ينضب، ويمتلكون في داخلهم عالما واسعا من المشاعر الطيبة والطمأنينة التي تنعكس على الأجواء والمحيط الذي هم فيه. إن الثراء الحقيقي لهؤلاء الأشخاص يأتي من داخلهم المسالم والسوي الذي يعطيهم ميزة مختلفة.
والشخص في أي عائلة هو عنصر أساسي له مكتسبات من خلال انتمائه لعائلة يشعر فيها بالانتماء والحب. ولكن في نفس الوقت عليه التزامات تجاه عائلته في التفكير في سعادتهم والاهتمام بهم والاحساس بمشاعرهم.
إن أخطر الأمور التي تهدد أي عائلة هي أنانية الأفراد وحصر تفكيرهم في ذاتهم وهذا يخلق تباعدا بينهم، وهو أمر يشبه الداء، ينتشر ويستشري وندرك نتائجه متأخرا. لكن الحوار بين أفراد العائلة والتواصل ومراعاة كل فرد والوقوف مع أي شخص يتعرض لأي موقف يستدعي المساندة، هي صمامات أمان لإنشاء عائلة متماسكة وغنية بالحب.
وقد تمر أية أسرة بمراحل مختلفة وصعوبات معينة ولكن الترابط العائلي يقوي هذه العائلة ويحجّم أية مشكلة تعترضها. إن الإحساس المشترك بين الأفراد حتى في الأوقات الصعبة يخفف من أي موقف ويجعل التفاؤل موجوداً في داخلهم والثقة في أن مرحلة يمكن تجاوزها بهدوء
الكلمة الطيبة والإحساس الصادق يقرّب بين الأفراد، ولكن مطلوب من الأشخاص أن يعبروا عن مشاعرهم وأن يبادروا بالحديث إلى الآخرين ويحاولوا الاقتراب منهم. في كثير من الاحيان تكون هناك حواجز خيالية نبنيها في خيالنا تحتاج الى محاولة بسيطة لنكتشف أنها مجرد وهم وأننا اقرب لبعضنا البعض أكثر مما نتصور.
إننا نمتلك ثروة هائلة حينما تكون لدينا أسرة متحابة ومترابطة، وكل السعادة في العالم تظل ناقصة متى فقدت هذا الاحساس.
مهما راهنا على أشخاص
وكيفما كانت المعطيات
فإن أجمل شرطين في الحب
خلوه من الأنانية ونقاؤه من المصلحة
وهذا بالظبط ما يميز حب العائلة
مواقع النشر (المفضلة)