مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: متى يعلنون وفاة العرب ،أزف إليك الخبر ْ ،،د. غازي القصيبي

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    13,511
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي متى يعلنون وفاة العرب ،أزف إليك الخبر ْ ،،د. غازي القصيبي

    ردا بل مجاراة لقصيدة متى يعلنون وفاة العرب

    كتب الدكتور غازي القصيبي هذه القصيدة ..


    ولن يحس بحلاوتها إلا من يقرأ قصيدة نزار قباني ( متى يعلنون وفاة العرب )

    هذه قصيدة نزار
    متى يعلنون وفاة العرب "
    -1-
    أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
    تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
    وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
    وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
    ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
    أحاول رسم بلادٍ
    تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
    فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
    وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

    - 2 -
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
    وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
    تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
    وتبكي مآذنُها في عيوني.
    أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
    ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
    ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
    وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
    - 3 -
    أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
    تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
    فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
    - 4 -
    رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
    ولافائدهْ...
    فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
    وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
    رائحةٌ واحدهْ...
    وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
    ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
    - 5 -
    أحاول منذ البداياتِ...
    أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
    رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
    رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
    - 6 -
    أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
    فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
    وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
    وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
    ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
    - 7 -
    أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
    ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
    وأنفُضَ عني غُباري.
    وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
    أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
    وداعا قريشٌ...
    وداعا كليبٌ...
    وداعا مُضَرْ...
    - 8 -
    أحاول رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
    سريري بها ثابتٌ
    ورأسي بها ثابتٌ
    لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
    ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
    ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
    - 9 -
    أحاول منذ الطفولةِ
    فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
    وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
    ليستقبلَ العاشقينْ...
    وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
    بين الرجال...وبين النساءْ...
    وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
    وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
    ولكنهم...أغلقوا فندقي...
    وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
    وطُهْرِ العربْ...
    وإرثِ العربْ...
    فيا لَلعجبْ!!
    - 10 -
    أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
    أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
    وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
    وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
    وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
    أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
    وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
    وبين نُهور اللبنْ...
    وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
    فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
    ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
    ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
    - 11 -
    أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
    وأزرعَ نخلا...
    ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
    أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
    ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
    - 12 -
    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
    خارجَ كلِ الطقوسْ...
    وخارج كل النصوصْ...
    وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
    في أي منفى ذهبت إليه...
    لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
    بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
    - 13 -
    أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
    تحدّث عن أنبياء العربْ.
    وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
    فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
    من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
    وبين الرُطَبْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
    لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
    وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
    وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    - 14 -
    أنا منذ خمسينَ عاما،
    أراقبُ حال العربْ.
    وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
    وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
    وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
    ولا يهضمونْ...
    - 15 -
    أنا منذ خمسينَ عاما
    أحاولُ رسمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
    رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
    وحينا رسمت بلون الغضبْ.
    وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
    إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
    ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
    ومَن سوف يبكي عليهم؟
    وليس لديهم بناتٌ...
    وليس لديهم بَنونْ...
    وليس هنالك حُزْنٌ،
    وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
    - 16 -
    أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
    قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
    رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
    رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
    وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
    فقتلى على شاشة التلفزهْ...
    وجرحى على شاشة التلفزهْ...
    ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
    - 17 -
    أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
    نتابع أحداثهُ في المساءْ.
    فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
    - 18 -
    أنا...بعْدَ خمسين عاما
    أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
    رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
    أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
    ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
    رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
    ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...


    ****************************************

    وهذه قصيدة الدكتور غازي القصيبي نزارٌ ! أزفُ اليك الخَبَرْ!
    لقد أعلنوها.. وفاَة العربْ..
    وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ..
    وبين السطورِ..وتحت السطورِ
    وعبْرَ الصُوَرْ!!
    وقد صدَرَ النعيُ..
    بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ...
    جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
    وشارون يرقص بين التهاني
    تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
    و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
    عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ

    ***

    نزار! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
    هناك مليونَ دولار..
    جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..
    للنعْي في مُدنِ القاتلينْ
    أتبتسمُ الآن؟!
    هذي الحضارةُ!
    ندفعُ من قوتنا..
    لجرائد سادتنا الذابحينْ
    ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!

    ***
    نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
    وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك
    بعضَ الكدَرْ
    فنحن نموتُ..نموتُ..نموتُ..
    ولكننا لا نموتُ...نظلُّ...
    غرائبَ من معجزات القَدَرْ
    إذاعاتُنا لا تزال تغنّي...
    ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
    وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ...
    فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
    وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
    يباهي بعولمة الذُّلِ..
    يفخر بين الشُعوبِ
    بداء الجرب
    ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
    تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
    الى الفجرِ...
    حين يجيء الخَدَرْ
    وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ...
    تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
    ولندن ـ مربط أفراسنا!
    مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
    وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
    منعنا العبورَ...
    وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"..

    ***

    نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ!
    يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ
    تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ
    يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ
    "فمعتصمُ" اليْوم باعِ السيوفَ
    "لِبيريز"...
    عَادَ وأعلَنَ أنَ السلامَ الشُجَاع
    انتصرْ
    وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ
    في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ
    و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ...
    في زنود نساء التترْ
    ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ...
    مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ

    ***

    نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
    سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
    فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
    فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر


    نقل
    ظميان غدير

  2. #2
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    1,604
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
    وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
    تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
    وتبكي مآذنُها في عيوني.
    أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
    ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
    ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
    وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

    نزار قباني ..


    نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
    وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك
    بعضَ الكدَرْ
    فنحن نموتُ..نموتُ..نموتُ..
    ولكننا لا نموتُ...نظلُّ...
    غرائبَ من معجزات القَدَرْ
    إذاعاتُنا لا تزال تغنّي...
    ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
    وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ...
    فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
    وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
    يباهي بعولمة الذُّلِ..
    يفخر بين الشُعوبِ
    بداء الجرب
    ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
    تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
    الى الفجرِ...
    حين يجيء الخَدَرْ
    وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ...
    تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
    ولندن ـ مربط أفراسنا!
    مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
    وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
    منعنا العبورَ...
    وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"..

    الدكتور / غازي القصيبي ..


    ظميان غدير .. يعطيك العافيه ..

    كم احزنني ماقرأت .. حروف كتبت بالدموع وسطرها الألم ..

    واتمنى ان يأتي اليوم الذي نزف به الخبر الى الدكتور غازي ونقول :


    لقد اعلنوها حياة العرب ..

    دمت بخير ..

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    13,511
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    إحساسي صادق

    أشكرك على مرورك وتعليقك على القصيدة

    وإن شالله يأتي يوم يعلنون فيه ولادة العرب .الجدد ...!!




    تحية لك

    ظميان غدير

المواضيع المتشابهه

  1. الدكتور غازي القصيبي في ذمة الله
    بواسطة Alameer’’.. في المنتدى الأخبار
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 17-08-2010, 06:55 AM
  2. *سيدة الاقمار ( غازي القصيبي)
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-06-2010, 04:25 AM
  3. غازي القصيبي لماذا يهاجمونك؟
    بواسطة !!الجوكـر!! في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-05-2006, 11:19 PM
  4. أغاااااااااار// غازي القصيبي
    بواسطة الريناد في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 25-04-2006, 03:10 PM
  5. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-03-2006, 01:07 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •