عندما يسقط إمبراطور اسمه القلب فان هذا لا يحدث كثيرا في الحياة ، ومحظوظ من يقع في هذا الفخ أكثر من مرة وأقصد الفخ العاطفي طبعا فما أكثر مصائد الحياة وما أوفرها.
وهذا الحب الذي لا طعم للحياة بدونه يبدو ذا مزاج صعب لا يأتي بقرار إنما بفعل صدفة أو مشاكسة فيطل علينا برأسه من حيث لا نتوقع ..
يرفض هذا الكائن الخفي الرضوخ لتوقعاتنا وأمانينا مصرا علي أن قلب المرأة لؤلؤة تحتاج إلي صياد ماهر وقلب الرجل طبخة تحتاج إلي مقادير مدروسة ونفس لا يتكرر في مطبخ الفن الأنثوي.
أناقش هنا مفتاح تلك الخلطة العجائبية التي تصنع الحب في زمن لم ننتظره فيه أو بين طرفي علاقة غير منطقية ظاهريا ، فهل هناك حقا وصفة سحرية للفوز بقلوب النساء أو نظرية عملية للفوز بقلوب الرجال ؟
إن الحب لا يحسب حساب شيء حتي درجنا علي اتهامه بالعمي والحقيقة كما أراها ، أن الحب ليس بأعمي علي الإطلاق لكنه محب متسامح يتغاضي عن الأخطاء ويمنح الفرص الكثيرة قبل أن يطردنا من رحمته.
المحبة والحب لا يختلفان عن محبة الله تعالي لنا فالله غفور رحيم بنا لا يطردنا من رحمته إلا بعد أن تتراكم الخطايا بثقلها وعظمتها لتغلب بها كفة الحسنات.
نعم ليس الحب بأعمي أو غبي علي الإطلاق..بل هو منتقم جبار سرعان ما يلفظ هؤلاء الذين يعتمدون علي غرورهم ويركنون إلي أنانيتهم والي حقيقة أن المحبة عمياء لا تري أو تنتقي أو تتذوق أو تزهد وترفض.
وإذا كان المال والجمال هما مفتاح الفاشلين في التمكن من الحب والحفاظ عليه وإذا كان بدوره الاجتهاد والظرف والعطاء مفتاح الأذكياء الناجحين في اصطياده فان الاعتماد علي غباء القلوب العاشقة وحبها الأعمي هو مفتاح النصابين الدجالين بلا شك.لم لا..
فعندما لا يكون الرجل بطول نخلة أو بقامة كلب أو قطة ولا يمتلك أياً من المفاتيح السحرية فقد لا يجد سبيلا آخر سوي الإيمان بنظرية الحب الأعمي باعتباره عاجزا عن رؤية الحقيقة.
مواقع النشر (المفضلة)