ردود أفعالك تجاه مواقف حياتك سوف تغير لك مجرى حياتك، لأن عشرة في المائة منها تشكل من خلال ما يحدث لنا والباقي من الحياة يتم تحديدها من خلال ردود أفعالك. معنى هذا الكلام إذا فسرناه اننا في الواقع ليس لدينا القدرة على السيطرة على الجزء الأصغر مما يحدث لنا، فنحن لا نستطيع منع السيارة من أن تتعطل أو الطائرة من الوصول متأخرة عن موعدها، فهذه مشيئة رب العالمين، ولكن ردود أفعالنا بعد هذه المواقف نحن نحددها.

نحن لا نستطيع التحكم في القدر ولكن نستطيع السيطرة على ردة فعلنا، لذا لا تدع الآخرين يجعلوك تتصرف بحماقة، فأنت تستطيع أن تقرر ما هي ردة فعلك المناسبة التي تكسب بها الموقف، وبدل أن يتحكم فيك تجعله في صالحك، وتدرب نفسك أن تمتلكها في غضبها.

سنضرب مثالاً: إذا قال أحد الأشخاص قولاً لا يليق بك أو بعض الأشياء السيئة عن عملك، فلا تكن مثل الاسفنج، بل دع الهجوم يسيل عليك مثل الماء على الزجاج. ولا تسمح للتعليقات السلبية أن تؤثر فيك فردة الفعل الايجابية والتحكم في المواقف لن تفسد يومك، بينما ردة الفعل السلبية قد تؤدي إلى فقدانك للأصدقاء أو فصلك من العمل وتكون في حالة من العصبية والارهاق لا يعتني بك أحد فتخسر نفسك أولاً ومن ثم العالم.
وكل هذا لردة أفعال سببها عدم التحكم أو ضبط الأعصاب.. قيل لك إنك فقدت وظيفتك لماذا الغضب والانزعاج والأرق وفقدان الصحة. انك لن تسترد الوظيفة، بل استغل طاقة القلق ووقتك في ايجاد وظيفة أخرى.
تأخر اقلاع الطائرة أفسد برنامجك اليومي، لماذا تصب جام غضبك واحباطك على مضيفة الطائرة فهي ليس لديها القدرة على التحكم في موعد وصول الطائرة. استغل وقتك في القراءة أو التعرف إلى مسافر آخر، فالتوتر والغضب لن ينتج عنه إلا تعقيد أوضاعك وجعلها إلى الأسوأ.


النتيجة: ملايين من الناس يعانون من ارهاق واجهاد وغضب لا مبرر لها، والقلب والنفس يدفعان الثمن، ثمن ردود أفعالنا تجاه مواقف تحصل لنا وهي مواقف عادية ومنتظر في الحياة أن تحصل. أين الخلل؟ في سنة الكون أم في أنفسنا التي عجزت أن تتأقلم مع المواقف؟ علينا جميعاً أن نفهم ونطبق قاعدة التحكم في المواقف وتغيير مجرى تفكيرنا من السلبي إلى الايجابي، حياتك عندها ستتغير، وإذا تأملنا هذه النظرية لوجدنا فيها أخلاق الإسلام ولوجدنا بتطبيق هذه القاعدة أننا بصحة أفضل ونفسية قوية، لأننا استغللنا طاقتنا وصرفناها في الهدوء والحكمة في اتخاذ القرار المناسب في ردود أفعالنا، فمن يرد بهدوء وحكمة يهنئ نفسه من أمراض كثيرة، ومن غضب وصراخ وشتم عرض نفسه لأمراض. والدخول في متاهات المستشفيات والعلاج وهو في غنى عن هذا كله.

السر في كل ذلك التحكم في ردود أفعالك وتسخيرها في مصلحتك وليس ضدك.