مع بدء العام الدراسي، غالباً ما يتكاسل الطفل عن أداء واجباته المدرسية.وأمام لامبالاته، تتحوّل الفروض المدرسية الى مشكلةً يومية مرهقة تعاني منها الام والطفل على السواء.
لكل مرحلة عمرية طريقة لإنجاز الواجبات، وذلك بعد معرفة الأسباب التي تعيق مقدرة الطفل عن أداء فروضه، وذلك على الشكل التالي:
بين عمر 5 سنوات
و7 سنوات
تعتبر الواجبات المدرسية من المهام الجديدة على الطفل، فهو لم يعتد على أدائها من قبل، فضلاً عن أنه مطالب بالقيام بها بمفرده. ولذا، يلجأ كثيراً إلى أمه طلباً للمساعدة. ولتتجنبي إلحاح طفلك، يمكنك أن تجلسي بجواره أثناء أدائه لواجباته وشغل نفسك بأي عمل. فمجرد وجود الام بجانب طفلها يهدئ من نفسه ويجعلها قدوة له.
بين عمر 8 سنوات
و11 سنة
يواجه تلامذة المرحلة الابتدائية تحدياً صعباً متمثّلاً في محاولة استيعاب المناهج وأداء الواجبات المطلوبة. وكلّما تطلب الأمر زيادةً في التركيز، زاد شعورهم بالاحباط! وهنا، يجب على الأم تجنب إصدار توجيهات متكررة للطفل وهو في هذه الحالة. ولجعل طفلك يحافظ على تركيزه، اطلبي منه أن يحاول تلخيص المادة الجديدة التي استوعبها وأن يشرحها لك، فذلك يمنحه شعوراً بالمقدرة على أداء الواجب المنزلي الخاص بهذه المادة. كما أن منحه الفرصة لتوصيل ما فهمه للاخرين يقلّل من شعوره بالاحباط. ومع الوقت، سيتعلم أنه يجب عليه التحمل والصبر من أجل بلوغ مستوى دراسي مرتفع.
عندما يتجاوز عمره
12 سنة
في المرحلة المتوسطة وما بعدها، تنتاب الأطفال حالة من الارتباك بسبب الواجبات المدرسية المتزايدة، كما أن المنافسة التي يواجهها الطفل فى صفوف المدرسة قد تصيبه بالتوتر ما يحتم على الام التدخل لتقديم المساعدة لطفلها عن طريق تنظيم وقته، ونصحه بترتيب الاولويات، والبدء بمراجعة المواد السهلة التي تخلق لديه شعوراً بالإنجاز ما يعزّز من عزيمته لاداء باقي الواجبات دون كلل.
لا تقيّدي حريته
أن الطفل أثناء الاجازة الصيفية يقضي معظم وقته في اللعب ومشاهدة التلفزيون ومقابلة أصدقائه, ومع بدء السنة الدراسية يضغط والده عليه بشدة لتغيير نمط حياته، واستغلال كل الوقت من أجل تحسين مستواه الدراسي ما يجعله يعتبر هذا الضغط بمثابة تقييد لحريته، فيرفض الانصياع». وتضيف: «كلما زادت الضغوط، تعزّزت مقاومته ورفضه ما يجعل مستواه الدراسي يتدنى خصوصاً في المواد التي يحصل فيها على أكبر قدر من المساعدة، وذلك لأنه يريد إثبات استقلاليته». وتؤكد «أن التصرف المثالي، في هذا الاطار، هو تهيئة الطفل قبل بدء الدراسة بوقت كاف عن طريق مراجعة بعض المواد الدراسية التي سبق وأن درسها, وتقليل عدد ساعات مشاهدة التلفزيون, والحد من الخروج للمتنزهات والاماكن الترفيهية, وتنظيم أوقات النوم بما يتناسب مع أوقات المدرسة»، مشيرةً إلى «انه مع بدء العام الدراسي، يمكن السماح له بقضاء بعض الوقت بالطريقة التي يحبها بعد الفراغ من واجباته، وذلك كنوع من المكافأة. أمّا إذا تكاسل وبدأ مستواه في التدني فيجب حجب بعض الامتيازات عنه كعقاب ولكن بشكل مؤقت الى حين تحسين أدائه».
الشعور بالمسؤولية
ومعلوم أنه من أبرز أهداف الواجبات المنزلية هو تعليم الطفل مسؤولية إنهاء المهمة الموكلة إليه، وزيادة اعتماده على نفسه. ولذا، يجب تقديم المساعدة للطفل إذا اقتضى الامر بدون إفراط، علماً أن أداء الام أو الاخوة الواجبات نيابة عن الطفل أو مساعدته أكثر من اللازم يسلبه الاعتداد بنفسه، ويجعله اتكالياً وعديم المسؤولية، كما أنه يلعب دوراً سلبياً في خفض مستواه الدراسي. ولذا، من الأفضل شرح الأمر له وتركه يؤدي واجبه بنفسه، ثم مراجعة ما قام بإنجازه. وعندما يتخاذل الطفل عن أداء واجبه المدرسي، لا تتشاجري معه أو تتوعدي له بل ذكريه أن واجبه أمر خاص به وعليه تأديته على أكمل وجه.
ولا تنزعجي عندما يتلقى طفلك عقاباً من المعلم أو المعلمة على إهماله، فالطفل يتعلم من أخطائه.
خطوات مفيدة
> جهّزي لطفلك مكاناً خاصاً للدراسة في المنزل على أن تكون كل أدواته المدرسية قريبة منه. وإذا شعر بالملل، لا مانع من تغيير المكان لبعض الوقت.
> قبل البدء بأداء فروضه المدرسية، قدّمي لطفلك وجبة خفيفة أو كوباً من العصير، واقضي على كل الحجج التى يمكن أن يستغلها ليبرح مكانه.
> لا تبالغي في تذكير الطفل بضرورة أداء واجبه الدراسي حتى لا يكره هذه المهمة، علماً أن اعتبار هذا الامر عادة يومية يخفّف من حدة المشكلة.
> اتفقي مع طفلك على تعديل أوقات النوم ومشاهدة التلفزيون، وأخبريه أن تنظيم وقته ضروري لتحقيق أفضل مستوى دراسي.
> إذا منحت طفلك وقتاً للراحة بين الواجبات، فيجب أن لا تزيد هذه المدة عن 15 دقيقة حتى لا يتشتت ذهنه، ويتكاسل عن أداء باقي الواجبات.
> اتفقي مع طفلك على موعد يومي محدّد يقوم فيه بإنهاء واجباته المدرسية، واتركيه يختار التوقيت المناسب له، فبذلك ستضمنين أنه سيكون أكثر التزاماً.
> من الضروري أن تتابعي مع المعلمين مستوى طفلك الدراسي، مع الأخذ بملاحظاتهم عن أدائه.
> إذا قام الطفل بعمل واجباته في موعدها بشكل منظم، ينبغي أن يحظى بالتشجيع والمكافأة.
مواقع النشر (المفضلة)