مسلمون جدد
كلمة السر في إسلام الدكتور ولي الله يي جين يوان هي:
«بر الوالدين»، ولأول مرة يسمع عن هذه القيمة الاجتماعية الغالية، يقول ولي الله: ورثت الطب الصيني التقليدي عن أجدادي وتخرجت من كلية الطب البديل في الصين، كنت أبحث عن الحقيقة وقدر الله لي أن ألتقي بمسلم صيني وكان حريصاً على نظافة الظاهر والباطن فرأيت فيه المسلم الحقيقي، وهو من جانبه أخبرني عن الله وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأيقنت أنه رسول للناس كافة ورحمة للعالمين وليس للعرب فقط ولا للمسلمين فقط، ومع ذلك تريثت قليلاً حتى قدمت إلى الإمارات وتعرفت على الإسلام أكثر فأكثر - من خلال قسم المسلمين الجدد في دبي - وأشهرت إسلامي منذ 6 أشهر، والحمد لله تركت الأشياء المحرمة والمكروهة التي كنت معتاداً عليها مثل تناول الخمور والتدخين، وأحافظ على الصلوات ومن خلالها عرفت الطريق إلى مناجاة الله عز وجل وأصبحت أكثر حرصاً على الجنة وأحاول قدر استطاعتي أن أكون مسلماً ملتزماً.
ابنتي تجهز لي سجادة الصلاة
> محمد جانغ وي دونغ.. درس الفلسفة وتلقى في الجامعة الصينية معلومات مغلوطة عن الإسلام - باعتباره كغيره من الأديان أفيون الشعوب - وشاء الله أن يأتي جانغ إلى دبي ليكون مسلماً.. يقول محمد:أشغل منذ 3 سنوات منصب مدير العلاقات في سوق دراجون الصيني في دبي، وكانت فرصة لأستمع إلى محاضرات المرشد عبد الحكيم وأدركت أن الإسلام مختلف تماماً عما كنت أعرف، فقرأت العديد من الكتب وتريثت طويلاً حتى أيقنت أن الإسلام هو الدين الحق والحمد لله آمنت بوحدانيته وأشهرت إسلامي منذ حولي شهرين، ومن يومها أشعر أن الله معي وإذا أصابني ضر ألجأ إليه وهذا أعظم شيء في عقيدة المسلم،كما أتأثر جداً بالقرآن الكريم خلال تلاوة الإمام في الصلاة، وأحاول معرفة معاني السور القصيرة حتى أفهم ما أقرأه.
وسيشهر إسلامه في حضور «سيدتي»، وأملي في الله أن يهدي زوجتي أيضاً إلى نور الإيمان - خاصة أنني أحدثها عن الإسلام ولكني أنتظر حتى تقتنع تماماً وتدخل في دين الله بكامل إرادتها، أما صغيرتي فبمجرد أن تسمع النداء للصلاة، تبادر إلى تجهيز السجادة كي أصلي، وأعرف إخوة صينيين في مرحلة التفكر في الإسلام وأتوقع أن يشهروا إسلامهم قريباً.
شمس الدين: ميلاد جديد
قبل قدومه إلى دبي..قرأ «لي شوتو» كتاباً عن الإسلام، لكن تأثيره كان محدوداً، ولكونه مسؤول الجوازات بسوق دراجون الصيني في دبي، تعرف «لي» إلى أصدقاء مسلمين من العرب والصينيين.. وكانت مرحلة التحول إلى طريق الهداية.. يقول «لي»:أعجبتني جداً أخلاق المسلمين وسلوكياتهم واندفعت مرة لدخول المسجد فوجدت قلبي مطمئناً وقلت لنفسي: لمَ لا أكون واحداً من المسلمين، وفي اللحظة التي أعلن فيها إسلامي أسجد لله شكراً على أن هداني وجعلني «شمس الدين»، وأشكر أخي محمداً الذي كان له الفضل الكبير في هدايتي إلى الدين الحق.
عقب نطقه الشهادتين سألته «سيدتي»
< صف لنا شعورك؟
أشعر كأنني أولد من جديد.
محمد زوكي:سأدعو
عائلتي في كينيا
قدم «زوكي» إلى دبي بتأشيرة زيارة، ليعود إلى كينيا باسم»محمد زوكي».. والفضل يعود إلى زميل مسلم في موطنه كينيا.. يقول محمد:على مدى 5 أعوام.. كان زميلي المسلم يحدثني عن الإسلام ولكني لم أقتنع بكلامه، وحين قدمت إلى دبي استضافني شباب مسلمون من كينيا وتنزانيا، وحين يؤذن للصلاة يذهبون جميعاً إلى المسجد ويتركونني وحيداً فسألت نفسي: لمَ لا أكون مسلماً وأنا أعلم الكثير عن الإسلام؟ وإلى متى الإصرار على الباطل؟
عاد زملائي من المسجد ذات مرة فأخبرتهم برغبتي الصادقة في دخول الإسلام وكانت فرحتهم غامرة واصطحبوني إلى المسجد، وهناك أخبرنا إمام المسجد بضرورة القدوم إلى هنا حتى أشهر إسلامي أمام المسؤولين بقسم المسلمين الجدد بدائرة الشؤون الإسلامية في دبي.
ولأن عائلتي مسيحية - يقول محمد زوكي - سأبذل قصارى جهدي ليدخلوا في الإسلام وسأفعل معهم مثلما فعل زملائي معي.. أعرفهم بالإسلام وأترك لهم الاختيار.
التوحيد والصلاة
سارة جويبتر.. تعمل خبيرة تجميل في أحد الصالونات النسائية في دبي، واقترحت عليها زميلة لها قراءة كتيب معروض في صالة الانتظار وكان بعنوان»مقدمة عن الإسلام»..وكان بالفعل بداية الطريق إلى الإيمان..تقول سارة: طلبت من زميلاتي المزيد من الكتب عن الإسلام وظللت أقرأ وأتفكر في العقيدة الإسلامية لمدة شهرين، كنت أشاهد شاباً مسلماً يحافظ على صلواته ويتعامل مع الناس بخلق حسن وكنت أتمنى أن أكون مسلمة مثله. كنت أتساءل: لماذا تحدث ضجة حين يرتكب المسلم خطأً.. وحين يرتكب غير المسلم خطأً مثله أو أكبر منه نعده أمراً عادياً؟..شيئاً فشيئاً شرح الله صدري إلى الإسلام وارتاح قلبي حين أيقنت أن الله واحد لا شريك له ولا شبيه ولا نظير له، واستغرقت في الصلاة وشعرت بحلاوة مناجاة العبد ربه، وهذان الركنان (التوحيد والصلاة) هما مفتاحا الدخول في الإسلام بالنسبة لي، فقررت إشهار إسلامي قبيل رمضان حتى أتمكن من الصيام وأفوز برضوان الله ومغفرته. العجيب أن زميلتي التي دلتني على الطريق لم تسلم حتى الآن.. والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
حرمت لحم الخنزير
على نفسي وأسلمت
جنة كانلاس.. موظفة في أحد المطاعم في دبي، وأدهشها منظر زملائها الموظفين في المطعم وفي منشأة مقابلة (تعمل في المعمار) وهم يتركون أعمالهم بمجرد سماع الأذان ليؤدوا الصلاة فتساءلت عن السر وبدأت رحلتها إلى الله.. تقول جنة: طلبت من زميل لي كتباً عن الإسلام باللغة الانجليزية وترجمة معاني القرآن الكريم، وقرأت معاني القرآن كاملاً على مدى 3 سنوات وتوصلت منذ فترة إلى اقتناع بأن الإسلام هو الدين الحق ولكن حبي للحم الخنزير كان يحول بيني وبين إشهار إسلامي، فانتظرت حتى قويت عزيمتي ونزع الله حب لحم الخنزير من قلبي لأعلن الآن أنني مسلمة وأنني حرمت على نفسي ما حرم الله عليّ، وسألتزم بتعاليم الدين قدر استطاعتي.
صمت رمضان الماضي
قبل إشهار إسلامي
محمد فمادور... قرأ عن الإسلام منذ عام وصام رمضان الماضي على سبيل التجربة.. وظل يدرس العقيدة حتى اقتنع تماماً أن الإسلام هو الدين الحق.. يقول محمد:كنت كاثوليكياً ومتعلقاً جداً بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وحين قدمت إلى الإمارات منذ عامين قرأت عن الإسلام وعرفت أن المسلمين يعظمون المسيح وأدركت الفارق بين الدين الإسلامي وبين غيره من الأديان، ودرست كتباً مبسطة عن الحلال والحرام في الإسلام، حتى وصلت إلى مرحلة الاقتناع التام بضرورة إشهار إسلامي وأتمنى أن أكون نموذجاً طيباً للمسلم الملتزم.
{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} بهذه الآية بدأت هدى الكعبي حديثها عن قسم المسلمين الجدد - في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي- الذي تتولى رئاسته.. وقالت: دعوة غير المسلمين من أعظم المهام في حياة المسلم، ومن خلال السلوك الطيب والمعاملة الحسنة نلفت انتباه الآخرين إلى روعة الإسلام وجماله، وكثيرون ممن أشهروا إسلامهم بالدائرة أشاروا إلى أن معاملة رب الأسرة أو زملاء العمل كانت سبباً رئيساً في تحبيب الإسلام إليهم وإبداء رغبتهم في اعتناقه، ويأتي دورنا نحن - في قسم المسلمين الجدد - لإقناعهم بالإسلام ولتعليمهم العقيدة والأركان قبل أن يشهروا إسلامهم.
< ما الاستراتيجية التي تتبعونها في إقناعهم؟
نقدم للأخ - أو الأخت - الذي يبدي اهتماماً بالإسلام مقارنة بين الدين الإسلامي وبين غيره من الديانات، ونعرض شرحاً وافياً عن العقيدة الصحيحة وعن الأركان والعبادات،وبعد الاقتناع تأتي مرحلة الإشهار أمام مسؤولي الدائرة.
< أيتوقف دوركم بعد أن يشهر الشخص إسلامه ويحصل على شهادة باسمه الجديد؟
لا.. بل ننظم للمسلمين الجدد ندوات ومحاضرات ودورات في العبادات والأخلاقيات والسلوكيات والمعاملات الإسلامية حتى يطبقوا الإسلام بصورة صحيحة ويكونوا نماذج طيبة تؤهلهم ليكونوا بدورهم دعاة لغيرهم في أوطانهم وبين أهليهم، ولدينا بالفعل برنامج «إعداد الدعاة من المسلمين الجدد».
< ما أكثر الجاليات دخولاً في الإسلام؟
- الفلبينية - الهندية- الصينية – السيلانية- الروسية – الإثيوبية – الأوزبكية – الكاميرون – الرومانية - الأمريكية.
< أهم ميادين الدعوة لغير المسلمين داخل الإمارات؟
نقدم محاضرات بمختلف اللغات لنزلاء المؤسسات العقابية في دبي والشارقة وأبو ظبي، إضافة إلى ملتقيات ننظمها في مجالس خاصة في دبي وفي الجمعيات والقنصليات وغيرها من تجمعات الجاليات.
< هل تختلف أساليب الدعوة من جالية لأخرى؟
نعم..تختلف طريقة الدعوة باختلاف الثقافة التي تربى عليها الشخص، والديانة التي يعتنقها وهناك مدخل لكل شخص.
< ما الأدوات والوسائل التي تستعينون بها في برامجكم؟
نوزع كتباً إسلامية بـ 30 لغة، تتضمن شروطاً وافية عن أركان الإسلام، إضافة إلى أشرطة واسطوانات بمختلف اللغات ويتم توزيعها في 35 نقطة توزيع بالأماكن العامة كالمساجد والمواقع السياحية والمطارات والموانئ والمنافذ البرية.
< كيف يتم التواصل مع أولئك الذين أشهروا إسلامهم؟
من خلال الهاتف والموبايل والرسائل النصية التي نوجه من خلالها الدعوة إلى المحاضرات والندوات، وتبقى رغبة الشخص ذاته هي الأهم في إتمام التواصل الناجح،
< وماذا عن أبناء المسلمين الجدد؟
نقدم لهم برامج دعوية وتثقيفية مثل مسابقة حفظ أجزاء من القرآن الكريم .
< كم عدد المرشدين الذين يعملون تحت رئاستك؟
سبعة..ويتحدثون الإنجليزية والفلبينية والروسية والصينية واليوغوسلافية والألبانية والفارسية والهندية والأوردية والماليبارية.
< هل يكفي هذا الكادر للقيام بأعباء الدعوة وسط جاليات كبيرة مقيمة في الإمارات؟
لا يكفي ..لذلك أعددنا خطة بمتطلبات القسم - خلال 4 سنوات مقبلة - من مرشدين وميزانية وأدوات وأجهزة ورعاة وبرامج...إلخ.
لا تقتصر جهود المرشدين في قسم المسلمين الجدد على عقد جلسة أو جلستين مع المهتمين بالإسلام من غير المسلمين، بل تستمر هذه الجلسات اذا ما استمرت رغبة غير المسلم في الاستزادة من المعرفة بالدين، وهناك - حسب ما تقول هدى الكعبي رئيسة القسم - من يحفظون القرآن ولم يدخل الإسلام في قلوبهم، ولم يقتنعوا تماماً باعتناق الإسلام. تضيف هدى:يأتينا أناس كثيرون ويحضرون المحاضرات ويشاركون في الاختبارات التي نجريها لغير المسلمين ويحصلون على أعلى الدرجات ومع ذلك لم يقرروا حتى الآن إشهار الإسلام، وربما يحتاج هؤلاء - تضيف هدى - إلى مجهود مضاعف وإلى أساليب متنوعة في الدعوة.
وحتى نحافظ على التواصل مع من لم يسلموا بعد..تنظم دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي برامج حرة، منها تعليم العربية للناطقين بالإنجليزية والصينية والمجال مفتوح حتى لمن لم يدخلوا في الإسلام بعد وبالفعل - تؤكد هدى الكعبي - تحدث الاستجابة ويشهر بعض المشاركين إسلامهم بعد فترة من انتظامهم في الدورة.
مواقع النشر (المفضلة)