[align=center],
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم مضى وانا اذرف الكلمات...اهتياجات قلب!!
قشعريرة واشياء اخرى:
انتابتني تلك القشعريرة اللذيذة عند ضفاف الفجر فستيقظت تلك الاحاسيس على عتبات الحب لتلتقي مع بعضها على ارصفة الورقة وتتناهى الينا هذه الجمالية المخملية التواقة الى القلوب..القلوب المفعمة بكلمات المبدعين وعطاء الذواقين...فاتستفذ الفكرة ومنها الى الكلمة فالجملة فالحوار..
للاستفذاذ مكانته في الافكار ... افكار تغادر واخرى تعود والعشوائية هي سيدة الموقف والفكرة هي غائبة في حين وحاضرة في حين وكانها تهاجر وتعود فتنتابنا تلك المشاعر الغربية وكانها مشاعر عودة الغائب بعد طول انتظار..
كانت ضفاف الفجر ممتدة على عيوني حتى شعرت بتلك العروق الحمراء تشق طريقها في بياض العين كما تشق شلالات الضوء طريقها في ذلك الضيف الوديع فتنذره انه بات ضيفا غير مرحب به وعليه المغادرة فورا...
تغلغلت تلك الحروف وتكدست في ذاكرة القلم وباتت تصتف في اماكنها وكانها في عرض عسكري متناغم ومتناسق يعطي موسيقى قوية على التقاء تلك الريشة بتلك الناصعة..
هذا المطر من ذاك السحاب:
في كل مرة كانت تلك الغيوم تتكاثف في سمائي وتنذرني بان المطر حان له ان ينسال على مخيلتي فقد امتد ذلك الجفاف الى اعماق تلك المخيلة الخصبة وباتت شقوق الجفاف تملئ المكان والزمان.
تكسدت وتراكمت لم استطع ان اقف امام جبروت رغبتها في التساقط ورغبتها في اعاطئي ذلك الامتياز بالرطوبة المنعشة... تساقط المطر وملئ تلك الشقوق بمزيجه الندي فالتقت ضفاف الشقوق لتلتحم من جديد وتتلاقى على شوق الكلمة وانتعاش المخيلة وحلاوة الفكرة... يا لك من جبارة ايتها الغيمة فانت صاحبة الكلمة وصاحبة الحقيقة وصاحبة الهطول...فمن لم يتاكد ان ذلك المطر من هذا السحاب فاللضفاف المتلحمة لغة حلوة تنطقها الان...هذا المطر من ذك السحاب...هذا المطر من ذاك السحاب...هذا المطر من ذاك... هذا المطر....
الظهر الى الجدار والجدار الى اين:
ها هم المتهاوون امام جبروت القطرات يتزاحمون الى الخلف الى الجدار يتداعسون في غاية الوصول الى اماكن جدارية يلتصقون بها للحيلولة دون وقوع القطرات على رؤوسهم الفارغة المتكاة على اكتافهم دون جهد...فاللقطرات عندهم وقع الحجر..سيقفون في انانية ينتظرون!!
ترى ما تراهم ينتظرون؟.... ينتظرون ان يتوقف المطر عن الجريان ... ينتظرون ان يعبث احدهم ببعض القطرات ويحولها الى انانيته فيبتسمون ويتملقون ويقولون اننا هنا مختبئين..
يا للانانينة يداحمون بعضهم بعضا امام قطرة كل منهم اقتطع منها رزازة ليثبت وجوده الوهي وجوده المؤقت وجوده الممتد على اشلاء القطرة...
مسكين انت يا جدار...يزاحمونك على مكانك...يتكؤون على اكتافك لعلهم يزيحونك قد انملة ..فهم يزاحمون رغم كل شيء... الم يتسائلوا يوما الظهر للجدار والجدار الى اين..؟
الصديق الاسود اللميع:
عذرا يا صديقي.. اتخذت سوادا غريبا في رحلتك مع الكلمات ...اعطيت نفسك الهامش المبرر في السعي نحو سوداويتك..وقفت في طريقك وانتشلتلك لبرهة في حوار الكلمات.. اعطيتك كلماتي واعطيتني الاحباط والحزن والياس..اتصفت من دون ان تعلم بالسوداوية المفرطة القابعة في داخلك..حاولت ان ابحث عن بقعة مضيئة في داخلك بحثت وبحثت وبحثت والسواد يعشعش في ثناياك ودهاليزك المفعمة برائحة الحريق والاشتعال..تمنيت لو كان السواد غير صفة الحزن والاحباط
احببت ان يتغير اللون الاسود عن الياس القابع في حياتنا تمنيت لو كان الابيض هو اساس الانعتاق من القيم السلبية الحزينة والمتالمة..فبحثت عن تلك النقطة المضيئة التي تسكن كل منا لابد من وجودها تحت جنح الظلام تحت جنح السواد...وفجاة لاحت لي ناصعة صغيرة مكتنزة ابتسمت في لهفة سعيت اليها رغم صغرها لكن للبياض ميزة الامتداد ان وقع بين يدي رسام يعرف كيف يلفه في قلب لوحته..ولكن!!!
اهتززت بقوة الزلزال كانت يدا خفية تمتد الى كتفي وتهزني...انها يد الفتى تريد ان تقول لي شيئا..انتظر يا صديقي فاللبياض ميزة الاكفان.. تراجعت يدي بسرعة التفت حولي اغلقت السواد على البياض وقررت ان اجلس على السواد المعه لعله يغدو صديقي الاسود اللميع..
مستمع لم يخاطبه احد:
جلست استمع مطالعا تلك القوالب الجافة المتكاة على جدران الثقافة اقلب الوجوه وافحص الاصابع واجول المحابر لعل عيوني تصاب بتلك الالوان الحمراء والخضراء او الزرقاء او حتى تلك الرصاصية الجذابة ... جميعها فارغة تخاطب ذاتها بصدى الظلام وهدوء المقابر
سالت احد الحكماء وبحت له بمشكلتي... لم ارى لم اسمع فبت لا اتكلم ترى ما حل بي؟
ابتسم لي ساخرا وخاطبني وهل هم لا يتكلمون...؟
لا انهم يملؤون المكان ضجيجا وبوحا وصراخا لكني لا اسمع..فعاود الكلام وعلى شفتيه نفس الابتسامة الساخرة انك يا صاحبي مستمع لم يخاطبه احد..نقطة انتهى
مدينة المتعهدين:
الحرية الرنانة باتت لعبة بيد النافذين كبلوها وحولوها الى قانون.. نعم قوانين إما ان نكون داخلها او نكون خارجين عنها ...
وللغرابة ان اولئك المتغنين بحريتهم البيضاء باتو حراسا لرمادية الحرية التي ضنوا انهم طوروها وجعلوها اكثر بياضا واكثر نصاعة...
اعطوا للحرية صفة الحجر وباتوا يبنون الحريات على اشكال جدران وناطحات سحاب مجهزة ضد الزلازل والصواعق ووووو...
تنتابهم تلك الاختلاجات القانونية وكانهم يضعون حجر الاساس لمدينة المتعهدين فقد باتوا يتعهدون الحرية ضمن تعهدات الاسمنت المسلح والحجة هي الفراغ أي فراغ؟
للفراغ حاجة التعبئة والملئ..وللاسمنت صفة ملئ الفراغ...يا ترى هل للفراغ ايضا ميزة الوردة والشجرة والحديقة والمنتزه وفي الحدود محمية بين ناطحات السحاب؟
نعم له هذا الامتياز ايضا فالفراغ له ميزات لا محدودة...مدينة المتعهدين وناطحات السحاب.. الا بعضا من الشجر والورد في حديقة بين ناطحات السحاب؟؟ لعلنا نتنفس بعضا من الحقيقة والاحلام المتصلة بالامل..
فلت الزمان من يدي :
تداركت نفسي ونظرت الى تلك النافذة ووجدتني اقارب ذلك الجدار اقارب اولئك المتكائين على اكتافه ينتظرون لعلهم يلتقطون صورة لذلك الانسان المبدع الذي يمتطي ذلك القطار الاسرع.
يا للزمن كيف مضى وكيف امتد كيف فاتني احصائه فقدت السيطرة على قانون الاحصاء لبرهة طويلة... ادركت انني اسير امواجهم وكدت اصل جدرانهم ...كم من الوقت مضى وانا امتطي امواجهم او سفنهم رغم انني املك زمام الدفة والاتجاه..نظرت حولي ولملمت اوراقي ومسكت دفت مركبي...واخيرااهتديت لضوء المنارة الذي يلف البحار كل يوم لعله يلتقي ببعض التائهين عن الرمال الذهبية ... ترى كم من الوقت مضى وقد فلت الزمان من يدي.؟
في اعماقي ذلك الاحتياطي العميق الرقيق الممتع تلك الهموم الصغيرة التي اثقلت تلك المخيلة بالاحلام والورود وحتى الدموع التي زادت في الطنبور نغما وترنما..
ذلك الايمان ايمان الفرح الكبير..
الايمان الساطع على بحر الحب والحق والامل..ايمان الشمس والدفئ والليل ...
من ضفاف الفجر حتى ضفاف الليل كم من لحظة غادرت وكم من لحظة هربت وكم من لحظة عانقتني..
ترى كم مضى وانا اذرف الكلمات؟.
,
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)