الملاحظ ان تعليم الطفل لغة ثانية عملية معقدة للغاية تشترك فيها جميع قواه العقلية والنفسية والعضلية والعاطفية. وهي أمر مرهق للصغار، خصوصاً أن الأطفال يتعلمون في المدارس التمهيدية اللغة العربية الفصحى والتي تختلف كلياً عن العامية التي اعتادوا التحدث بها.
وتجدر الإشارة إلى أن العالم الانكليزي مايكل ويست كان من أكثر المناهضين لتعليم الطفل لغة ثانية في سن مبكرة، وقد استند في نظريته على أسباب عدّة أبرزها:
1 لكل لغة تكييف صوتي خاص بها، ويحتاج الأطفال في مرحلة الحضانة ورياض الاطفال إلى تعلم لغتهم الأصلية، والتمكن من نطقها وتدريب عضلات اللسان والأوتار الصوتية التي لم يكتمل نموها بعد. وإذا أضيفت لغة أجنبية إلى جانب اللغة الأم فإنها سوف تعرقل النمو اللغوي للطفل أو تحدث فيه تشويهاً.
2 يجب تأجيل تعليم لغة أخرى للطفل حتى يفرغ من إتقان لغته الام علماً أن لكل لغة مهارات خاصة في النطق والتعبير والكتابة. ويصعب على الصغير إتقان هذه المهارات للغتين في نفس الوقت، علماً أن اتقان أحدهما سيكون على حساب الاخرى.
3 يحدث إرتباك للطفل من تعلم لغتين كل منهما تكتب في الاتجاه المعاكس للأخرى، فنجد الطفل يخطئ في كتابة الارقام والحروف فى كلا اللغتين.
4 آن إدخال اللغة الأجنبية في المراحل المبكرة من التعليم يزعزع ثقة الاطفال بلغتهم ويجعلهم يعتادون على بعض المفاهيم الأجنبية منذ الصغر، وقد يؤثر ذلك على ولاء الطفل لدينه ولغته وثقافته.
خطوات ضرورية
وفي الموازاة، تعتبر اللغة الأجنبية لغةً إضافيةً يلجأ إليها الافراد والمجتمع نظراً للتطور الحضاري المذهل حيث بات الانغلاق عن العالم أمراً غير مجد، وهي السبيل الامثل لتوسيع مداركهم وإثراء خبراتهم. ولكن هذه الخطوة تستوجب التالي:
> تمكين الطفل من لغته الأم، ويكون لهذه الأخيرة الأولوية. فقد وجد أن التمكن من اللغة الاصلية يزيد من قدرة الطفل على تعلم لغات أخرى بشكل أسرع وأفضل.
> التحاق الطفل في جزء من يومه الدراسي ببرنامج تعليم اللغة الانكليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات. وهذه الطريقة تعمل على تعلم الطفل اللغات الاخرى بطريقة غير مباشرة.
> يفضل أن يتلقى الطفل اللغة الأجنبية على أيدي مدرسين متخصّصين، وعدم الاعتماد على الكتب والبرامج الخاصة بتعليم اللغات. فالتواصل أمر ضروري لدراسة اللغات الأجنبية.
مواقع النشر (المفضلة)