الملك الصادق
خادم الحرمين الشريفين
المراوغة والديبلوماسية، التي يمكن إن أردنا وضوحاً أن نسميها الكذب المغلف، هما أبرز معالم السياسة.
لكن عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الصادق، والرجل الصريح، والسياسي الشفّاف، لا يريد أن تكون سياسته ملوثة بقيم لا يقبلها. لذلك رفض الإجابة على بعض الأسئلة التي قدمها له مراسل بي بي سي، جون سمبسون الذي أجرى مع الملك حديثاً سابقاً لزيارته إلى بريطانيا.
وقد امتلأت الصحف البريطانية بالصخب، لأن الملك قال بوضوح إن دولاً كثيرة لا تواجه الإرهاب بحسم، منها بريطانيا، التي زودتها الرياض بمعلومات قبيل اعتداءات أصابت لندن!
رفض الملك أن يجيب عن سؤال عن العراق، وعن ضربة أمريكية لإيران، كما كتب جون سمبسون نفسه لموقع بي بي سي على الإنترنت، وقد استمعت إلى الحوار، الذي ختمه الملك بالتأكيد أنه استبعد أسئلة لأنه لا يمكن أن يكذب، ولذلك فضّل ألا يجيب عليها.
مئات المقابلات نستمع إليها من زعماء دول، تمتلئ بالكذب، وكم نستمع إلى كلام معسول ومنمق وبيانات مصففة ومهذبة، فيما الحقيقة على الأرض مختلفة تماماً عن الحديث الذي يدلي به الزعيم.
اختار عبدالله بن عبدالعزيز أن يرضي ضميره، فرفض المشاركة في حفلة كذب، أو الانغماس في ديبوماسية لا تعكس الحقيقة، فحذف الأسئلة، وتحدث بشفافية ووضوح أنه استبعد بعض الأسئلة.
الشعبية الجارفة التي يتمتع بها عبدالله بن عبدالعزيز، تعتمد على ما يدركه محبوه، من صفاء نيته، ورغبته الشديدة، في الخير للجميع، وصدقه، ووضوحه، وبساطته، وتواضعه.
وندعو الله أن يجزيه عنّا خيراً، وأن يرزقه من يعمل معه بصدق لتنفيذ ما يصبو إليه من أهداف سامية، ومقاصد خيره، لبلاده، ولشعبه.
تركي الدخيل - جريدة الوطن
مواقع النشر (المفضلة)