مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 11

الموضوع: سارة بنت هاران زواج بالوحي وبشارة بالولد

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love سارة بنت هاران زواج بالوحي وبشارة بالولد

    وكانت ثانية النساء التي ذكرت في القرآن الكريم في مقام التكريم هي سارة بنت هاران زوج إبراهيم الخليل عليه السلام أبي الأنبياء. وكانت صديقة سليمة الفطرة وهدتها سلامة فطرتها إلى معرفة الله عز وجل والإيمان به. فكانت أول امرأة آمنت بإبراهيم وصدقت برسالته بعد أمه ليونا.

    وقد خرج إبراهيم من موطنه في أرض بابل بالعراق وبصحبته سارة وابن أخيه لوط بعد سنوات طويلة من الدعوة إلى الله الواحد الأحد ومحاربة الشرك والكفر وعبادة الأصنام والأوثان والكواكب. وبعد أن تعرض للتعذيب والإلقاء في النار. وحين خرج متوجها إلى أرض حوران في بلاد الشام لم يكن معه إلا قليل من المؤمنين.

    تزوج إبراهيم من سارة بنت هاران بوحي من الله عز وجل. واشتغل بالتجارة فصار عنده مال عظيم ثم تعرضت بلاد الشام للجفاف والقحط فقرر إبراهيم عليه السلام أن يشد الرحال إلى مصر لعله يجد فيها أرضا خصبة ترعى فيها أنعامه وتروج تجارته. وهناك تعرض لاختبار وفتنة قاسيين ومحنة تحولت بفضل الله تعالى إلى منحة.


    جمال باهر

    كانت سارة ذات حسن وجمال وقدّ واعتدال حتى أنه لم يكن في زمانها أجمل منها. فلما دخل بها إلى أرض مصر قيل له: يا إبراهيم إن بمصر ملكا جبارا يحب النساء. وكان من عادته إذا سمع بامرأة جميلة يتزوج بها قهرا. وكان اسم الملك طوطيس. وكان من عادة الملوك السابقة أن يسكنوا في مدينة يقال لها منوف. وكان له حراس يقيمون على الطرقات ليأخذوا العادة من المسافرين وكان إبراهيم قد وضع زوجته سارة في صندوق ليخفيها عن الملك. فلما صار إبراهيم بين أيدي الحراس وأرادوا فتح الصندوق ليروا ما فيه، ولم يقدر إبراهيم على منعهم ففتحوه فإذا بسارة في الصندوق. فحملوها إلى الملك. فقال: من هذه المرأة يا إبراهيم؟ فقال: هي أختي وعني أنها أخته في الخلقة فقال الملك: زوجني إياها. فقال: إنها متزوجة فأخذها الملك قهرا.

    فرفع الله تعالى الحجاب عن بصر إبراهيم حتى إنها لم تغب عن معاينته ليطمئن قلبه إذا رجعت إليه. فلما دنا الملك منها وأراد أن يتناولها يبست يده. ثم تاب فانطلقت يده. ثم عاد فمد يده ثانية فيبست يده ورجله فعاد. وقيل إنه تاب وعاد سبع مرات إلى أن تاب توبة صادقة. كل ذلك وإبراهيم ينظر، وقد كشف الله الحجاب عن بصره. فدعا الملك يا إبراهيم وأحضروه وكرمه وأعطاه زوجته ووهبه جارية تسمى هاجر فتزوجها إبراهيم عليه الصلاة والسلام. ثم إن إبراهيم خرج من مصر يريد الشام فأقام عند قوم بواد يقال له وادي السبع فأوسع الله عليه الرزق من المال والمواشي (بدائع الزهور في وقائع الدهور للشيخ محمد بن أحمد بن إياس، ص 68 69).

    وفي رواية أخرى أن الملك أهدى هاجر لسارة التي فرحت بها، أهدتها بدورها إلى إبراهيم عليه السلام فتزوجها فولدت له إسماعيل عليه السلام. ثم أمر الله إبراهيم عليه السلام بأن يخرج بهاجر وولدها الرضيع إلى مكة ويتركهما هناك. فامتثل إبراهيم لأمره عز وجل وخرج بهما إلى مكة حيث لا ماء ولا زرع ولا أنيس.

    وتقول بعض الروايات أيضا إن خروج إبراهيم عليه السلام بهاجر وابنه منها كان بإيعاز من سارة التي شعرت بغيرة شديدة من هاجر. فقد كانت هاجر شابة فتية ولودا بينما كانت سارة عجوزا عقيما لا تلد.

    ولكن الرواة العدول ينفون ذلك ويقولون إن سارة امرأة سليمة القلب نقية السريرة لا تدفعها غيرتها إلى مثل هذا، ولا إلى ما هو دونه مما فيه معصية لله تعالى.

    وقد أثنى الله عز وجل عليها. وبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. فكيف يتأتى منها هذا وحالها ما قد وصف الله عز وجل في قوله: “رَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ” (هود: 73).

    ولئن كانت ثمة غيرة فهي من نوع الغيرة المحمودة أو الغبطة التي تعني تمني أن يكون لدى الإنسان مثلما لدى الغير. والأبناء هم أحب ما يشتهى ويتمنى. ولقد كانت الذرية الصالحة مطلب الأنبياء، وطبيعي أن تكون مطلب زوجات الأنبياء. وكان طبيعيا أن تتمنى سارة أن يكون لها ولد من نبي الله إبراهيم عليه السلام. وكان طبيعيا أن تزداد هذه الرغبة وتتضاعف هذه الأمنية بعد أن أنجبت هاجر ولدا هو إسماعيل عليه السلام. وكانت سارة تعاني من العقم الذي منعها من أن تمارس غريزة الأمومة.

    معاناة وصبر

    وتضاعفت معاناتها مع تقدمها في السن. ولكنها كانت من الصابرين فقد عاشت حياتها مع الخليل إبراهيم عليه السلام وهي صابرة محتسبة. وجاء الوقت الذي قدره الله عز وجل لكي تنال جائزة صبرها واحتسابها. فقد أصاب إبراهيم ثراء عظيما.

    وقيل إنه كان أغنى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في المعيشة. وكان لا يأكل إلا مع الأضياف. وكان إذا أمسى المساء ولم يكن عنده ضيف مشى الميل والميلين ليجد من يأكل معه.

    وكما كان زواج سارة من إبراهيم عليه السلام بالوحي الإلهي فقد كان حملها وولادتها ببشرى حملها الوحي. وكان إبراهيم عليه السلام قد قارب المائة عام بينما سارة قاربت التسعين عاما وهي سن يستحيل فيها الحمل والولادة. ولكن إرادة الله هي الغالبة. وكان حملها وولادتها من أعاجيب قدرة الله عز وجل. وقد سجل القرآن الكريم هذه البشرى بكلمات خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وذلك في قوله عز وجل: “وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ. فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ. وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ. قَالَتْ يَا وَيْلَتَي أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ. قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ” (هود: 69 73).

    حوار مع الملائكة

    ولقد تكررت قصة زيارة وفد الملائكة لإبراهيم عليه السلام وقصة البشارة لسارة بالولد في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم مما يدل على عظم شأن هذا النبي الكريم وزوجته وعلى عظمة الجائزة التي بشرا بها. يذكر المفسرون أن الرسل الذين جاءوا إلى إبراهيم عليه السلام بالبشرى كانوا ثلاثة: جبريل وميكائيل وإسرافيل. فلما دخلوا عليه قالوا: سلاما فسلم عليهم بسلام هو أحسن من سلامهم كما يقول النحاة. وأحسن استقبالهم وقدم لهم طعاما شهيا وهو لا يعلم أنهم ملائكة.

    كانت سارة حاضرة تشهد الحوار بين نبي الله إبراهيم ووفد الملائكة وتستقبل البشرى ولم تستطع أن تمنع نفسها من الدهشة والعجب الممزوجين بفرحة طاغية. الدهشة والعجب من عجيب صنع الله والفرحة بالبشرى التي جاءت فالماء حين يهطل غزيرا على أرض عطشى تهتز وتربو وتسبح بحمد ربها. في تصوير هذه المشاعر يقول الله عز وجل “فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ. فأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ. قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ” (الذاريات: 28 -30).

    ولم تكن البشرى مقتصرة على أنها وهي في هذه السن المتقدمة سوف ترزق ولدا فحسب. بل امتدت إلى ما بعد هذا الولد (إسحاق) لتشمل ولده يعقوب وتمتد من خلالهما سلسلة الأنبياء وهكذا تزداد طمأنينتها ثم جاءتها بشرى أخرى فوق هذه البشرى وهي أن الله عز وجل سيعمهم برحمته وينعم عليهم بالمزيد من بركاته جزاء صبرهما الطويل وشكرهما الدائم (مؤمنات لهن عند الله شأن: ص 22).

    لقد كانت قصة سارة بنت هاران حافلة بالاختبارات عاطرة بالعبر والمواعظ: اختبار الدعوة والإيمان بالله الواحد الأحد وسط مناخ عام من الشرك وعبادة الكواكب والأصنام والأوثان. واختبار العقم في أوساط تعتبره معرة وسبة في وجه المرأة وابتلاء الرحيل والهجرة والتعرض لطمع ملك طاغية جبار يطمع في كل امرأة جميلة. وكان الله عز وجل معها في كل موضع فقد نصر دعوته وأعز نبيه. ونجاها من الملك الجبار. ومنّ عليها بالذرية الصالحة جزاء وفاقا على إيمانها وصلاحها وصبرها واحتسابها وصدق الله سبحانه القائل في كتابه الحكيم: “وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” (فصلت:35).

  2. #2
    غـَلطـْة ثـِقـه ..}~


    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    أختلف فيها العلماء
    المشاركات
    2,299
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي

    جـــزاك الله خير

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    3,642
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    السلام عليكم

    الله يجزاكـ خير أخوي عزوز

    علي هالموضوع وأن يجعله في ميزان حسناتكـ

    حفظك الله من كل مكرهـ

    أخوك

    لايفووووتكـ

  4. #4
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    أسالك اللهم بخير من خيرك

    الذي لا يعطيه غيرك

    ان تجعل هذا الموضوع

    فى موازين حسنات كاتبه

    جزاك الله كل خير

    ننتظر كل جديد ان شاء الله

    دمتم بخير

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    مضيع دربه

    ثمــــــور

    وعـــــــــد

    يحفظكم ربي ويجزاكم كل خير

    أشكركم من صميم قلبي

    على ما تفضلتوا وتكرمتوا به علي

    لكم ودي وتقديري

    دمتم لمن تحبون

المواضيع المتشابهه

  1. هل صارت اخر الاهتمامات ؟؟؟؟؟
    بواسطة فرح الورد في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-10-2009, 10:43 PM
  2. صور نساء هن كالورد المبلل بالندى "
    بواسطة جنون الحب في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-09-2008, 09:23 PM
  3. شنو اللي تفضله أكثر ... زواج عن حب أم زواج تقليدي ؟؟
    بواسطة dana ahmed ali في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-06-2007, 10:55 AM
  4. أم صقر صارت أبو صقر...
    بواسطة أم صقر في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 14-04-2006, 02:41 AM
  5. @لو صارت @
    بواسطة وعد في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 22-11-2005, 09:50 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •