في توسع هذا العالم المحيط بنا نواجه الكثير من الشخصيات الغريبه والعجيبه.
ولكل شخص نمط معين يميزه عن غيره من حيث السلبيات والايجابيات وتفاعله المباشر
واختلاطه واحتكاكه بافراد مجتمعه .
فترانا نستخرج من ظاهره واحده مواقف ساخره وباكيه وكوميديا مضحكه.
ومن الشخص الواحد تخرج لنا عدة انفعالات وليدة ألحظه .
ومن ابرز هذه الظواهر هي ألفرجه وإبطالها هم المتفرجون ...
نشاهدهم في كل مكان .
وانا منهم وانت وانتي ونحن جميعا ولا كن تختلف أبجدياتها من شخص الى اخر حسب
مالدى ذلك الشخص من مكنون حب استطلاع والقليل الكثير من ( ألـلـقـافـــه ).
صحيح بأن "الفرجة" جميلة وهواية مسليه وسهلة لدى البعض فلا عناء يتحمله المتفرجون
ولا مجهود يطلب منهم القيام به.
فالجميع منا: أفرادا متعلمين وغير متعلمين، وقيادي محنك الى متسيب عاطل قادر على التفرج وبلا أي جهد يذكر .
فلا نكاد نرى مكان يخلو من المتفرجين سواء في البيت او في الشارع او في السوق.
وفي المنتدى أيضا فهناك الكثير ممن يكتفون بالمشاهدة والتفرج بلا تعليق
بل يروق لهم مدى الحماس بين ردود الأعضاء على بعضهم البعض
يقودهم الى ذلك الرغبة في المنفعة اما لنيل غرض او معلومة ماء او حب الفضول وبعض التطفل
وهؤلاء يجتمعون تحت مظلة واحدهـ اسمها مظلة المشاهدون ( المتـفرجون ) .
وكثير من الناس تعتبر ألفرجه هوايتهم فنراهم يتفرجون على كل شيء واي شيء
بل ان بعضهم يصل به الامر الى ان يقف أمامك او على راسك او يحملق في وجهك حتى تشعر بضيق شديد منه تجده واقفا يتفرج عليك من دون سبب .
في الشارع وانت تقف سيارتك في موقف ضيق منتظرا ان تصطدم بالجدار او الرصيف او السيارة ألمجاوره ولا يرتاح حتى تطفئ سيارتك او تخبط في الجدار ( هنا فقط تكتمل لديه فصول ألمشاهده )
وتجده مهرولا نحو حادث وقع في الطريق لا ليساعد المصابين بل ينتظر قدوم سيارة ألنجده والإسعاف والتفرج على طريقة عملهم وعرقلتهم ومضايقتهم .
وتجده في المسجد ما ان ينتهي من صلاته جتى يجلس ليبحلق في وجهك ويعد عليك ركعاتك التي تصليها بعد الفرض حتى يلخبطك ولا تعرف كم صليت.
وتجده في المستشفى يستميت ليعرف ما الذي تعانيه وقد يلحق بك وانت داخل على الطبيب ليتأكد مما اخبرته.
وتجده فجئه يقف خلفك ويضع رأسه فوق كتفك ليعرف كم ستسحب من الصراف الالي !!
وتجده في كل مكان لا عمل له سوى البحلقه والتفرج والإزعاج والتطفل .
وهؤلاء لا حل لهم سواء الزجر ...... وربما يجدي وربما لايجدي فقد فطمت اعينهم على التطفل والبصبصه على كل مشهد .
غير أن الفرجة ليست كلها ممتعة، بل هناك النقيض تماما فهناك المناظر والمشاهد ألمبكيه و ألمحزنه والدامية .
وفي هذا العالم المترامي الأطراف تقف دول وشعوب ليس لها هدف سوا ألفرجه على جراح وآلام الغير
بحسره والم سرعان ما تنتهي وتتلاشى مع آخر مشهد .
ومن كان له قلب منا ربما "حوقل" أو ترحم على الشهداء والقتلى في ألم وحسرة سرعان ما ينتهيان.
وقد تؤلمنا صور المجاعات والمجازر ولاكننا في نهاية الامر لسنا سوا متفرجون ونعود بعد ذلك ولا شيء معنا سوى "زفرات" حارقة للصدور.
أعزائي أتفهمون إذن ما تقول هذه الأحرف ؟ اتتأثرون بما تسمعون ام أنتم تسمعون هذا الكلام ولا تتأثرون...لا تتغيرون.....
ام ربما هذا الكلام الذي أحكيه لكم ليس إلا مداخلة لمشهد في مسرحية..و نحن لسنا إلا متفرجين..
حسنا ..فلنبقى متفرجين..صامتون و دعونا نمثل مسرحياتنا التي نموت فيها تباعا...و نسحق فيها تباعا... فيكفينا تصفيقكم... و دموعكم ...بعد كل مشهد.
وهذا قلمي يحيكم بعد مشاهدة احرفي وكلماتي
و كل سنة و نحن متفرجون .
مواقع النشر (المفضلة)