ارتبط دائما الكلام عن الشرف والستر والعفة بالنساء أكثر من الرجال، حتى أصبحنا كأننا ننسى أن العقاب واحد من الله تعالى، وان وراء كل امرأة تتساهل ولو بجزء من احترامها لنفسها رجل سمح بذلك بقصد أو غير قصد.

أين نحن اليوم منهم؟ أين منهم بعض الرجال عيونهم تسبق أرجلهم، وربما تكن زوجة احدهم على خير والتزام وهو متصابي لا يراعي أمانة ولا شرفاً، أين منهم شباب شغلهم الشاغل التعدي علي الحرمات والاعراض بالعيون والايدي والكاميرات والجوالات، ويتفاخر احدهم بعمله المخزي بين اقرانه.

ان من أقوى معاني الرجولة الشرف، فلنعزز هذه القيمة الأخلاقية عند الجميع رجالاً ونساء، فلنتبادل وننشر قصص نماذج من الجنسين يكونون قدوة لنا جميعاً، ولنرفع شعار كلما انخفض بصرك زاد قدرك وعلا شأنك، ولنتذكر جميعا أن في الاعراض قصاصاً عادلاً، واذكركم بقصة الشاب الذي سافر فأوصاه والده بتقوي الله، وبعد أيام من سفر الولد كان الأب ينظر من النافذة، وساقي الماء يدخل الماء للبيت، وابنته في ساحة البيت فما كان من الساقي الا ان ركض لأبنة الرجل وقبلها وأسرع فارا، فقال الوالد اخطىء ابني!

وبعد أيام عاد الولد فسأله الأب ماذا أذنب في نفس الساعة التي قبل الساقي فيها ابنته؟ فاندهش الولد وقال لأبيه: ما أدراك؟ فأخبره عما حصل مع أخته، فسبح الولد واستغفر وقال: والله يا أبي عملت بوصيتك لكني رأيت حسناء فلم أملك أمري فقبلتها ولم أزد. فقال الأب ما أصبح فيما بعد مثلا دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ! أتمنى أن ندرك جميعا أن ما نفعله خيراً أم شراً سيعود علينا فلنحسن.