بيتر بول روبنز
كان بيتر بول روبنز أعظم الفنانين في عصره, درس الرسم على عدد من الفنانين الفلمنكيين ( والفلمنك بلاد شمال أوربا وبخاصة هولندا وبلجيكا ).
نشأ في مدينة أنتوب وهي بلدة وادعة خرّجت أجيالا من عمالقة الفنانين , وعرفت مدرسة أنتوب بأنها مركز إبداع ليس في بلاد الشمال وحدها بل في أوربا كلها.
وقضى سنوات عديدة ينتقل في البلاد بين أنتوب مسقط رأسه , وأنفرس والبدقية ومانتوا وروما ومدريد ولندن وباريس , وأقام في إيطاليا وحدها ثمان سنوات استوعب فيها فنون عصر النهضة الذهبي , واطلع على إبداعات دفنشي وأنجلو ورفاييل وغيرهم , وراح يحاكي ما يروقه منها , ثم عاد إلى أنتوب فعينه الأوصياء على العرش رساما خاصا للبلاط الملكي.
وكان روبنز شاب محبوبا , مهذب الطباع يتأنق في ملبسه , وهاتان الصفتان ساعدتاه على أن ينجح في عمله كسياسي , وفي سنة 1600 عندما كان في مدينة البندقية في أثناء زيارته الأولى لإيطاليا , وقع أختيار دوق مانتوا عليه ليعمل في معيته , وكانت صلته بدوق مانتوا سببا في إلقاء الضوء عليه في كل أنحاء أوربا , لا كفنان فحسب بل كرجل سياسة يبرم المعاهدات ومواثيق الصلح والصداقة بين الحاكم والشعب . وإن اشتغاله المبكر كوصيف عند مرجريت لجنة ( آمبرج ) علمه مراسم البلاط حتى إنه قوبل بترحاب في كل بلاطات أوربا .
ويختلف روبنز عن غيره من الفنانين العظام من حيث حياة الترف والتألق والشهرة التي حظي بها طوال حياته , فقد عاش حياة حافلة بين أعلى مراتب الثراء والتبجيل من رجالات عصره وقصور الحكم في كثير من العواصم الأوربية .
وفي سنة 1609 تزوج روبنز إيزابيل برانت ,
ورسم صورتها مرة بعد مرة حتى وافتها المنية سنة 1626
مواقع النشر (المفضلة)