مبادئ الشعب الكوري تسهل تقبله للإسلام
الشعب الكوري يعشق المساواة والعدل ويحترم الكبير ويعطف على الصغير
يؤكد الدكتور أبو بكر كيم، رئيس اتحاد المسلمين الكوريين، أن الإسلام دخل بلاده عن طريق المؤلفات اليابانية التي كتبت عن قيمه والتعريف بمبادئه وسهولة تعاليمه ومزاياه التشريعية، وهناك رأي آخر يشير إلى أن كوريا عرفت الإسلام عن طريق الصين وبجهود فردية من الدعاة المسلمين الذين ينتمون إلى أسرة “تن تاي وا” وبخاصة الداعية “محم بون” الذي يعد الداعية الأول في كوريا.
ويرى آخرون أن الإسلام دخل كوريا عن طريق ترجمة لمعاني القرآن الكريم أعدها الدكتور كيم يونج سون، أستاذ اللغة العربية، في هانكوك والذي آمن بكل قيم ومبادئ الإسلام فأشهر إسلامه وسمى نفسه “عثمان”.
أما الكوريون أنفسهم فإنهم يرجعون تاريخ دخول الإسلام كوريا إلى منتصف القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية عندما عاد الكوريون الذين هاجروا إلى “منشوريا” في أوائل القرن العشرين والتي كانت حينذاك خاضعة للاستعمار الياباني، ويذكرون أن أول مسجد في كوريا تم بناؤه في العام ،1955 أعقبه اختيار أول إمام كوري. ولحق ذلك تنامي الجماعة الإسلامية والاعتراف بها كاتحاد للمسلمين الكوريين عام 1967م، ثم افتتاح المسجد والمركز الإسلامي في سيؤول عام 1976.
الطراز التقليدي
ويؤكد هؤلاء أن العالم الإسلامي أسهم في إنجاز مشروع أول مسجد يشيد على الطراز المعماري التقليدي، والذي افتتح عام 1976م كما يولي اهتماما بالغا بالحركة الإسلامية الكورية، وأسهم في تشييد مسجدين أحدهما في بوسان والآخر في كوانجزو بإقليم كيا نجفيدو.
تمارس الجمعيات والمنظمات الإسلامية الكورية بحيوية شديدة نشاطها ولعبت الدول العربية دورا مهما في نشر العقيدة الإسلامية وتوجيه المسلمين الجدد لاتباع المنهج الصحيح في حياتهم، وكان أول كوري فكر في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية درس التاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة، وقام بترجمة مقدمة ابن خلدون.
وقد أقرت المنظمات الإسلامية في بعض البلدان العربية هذه الترجمة، وقامت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بطبعها على نفقتها الخاصة ووزعتها على المسلمين المتحدثين باللغة الكورية. كما قام المترجم بإعداد دراسة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وترجمة الأحاديث النبوية الشريفة.
وقامت إذاعة القرآن الكريم في جدة بإذاعة برامجها باللغة الكورية يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع كما تخصص إذاعة الرياض برنامجا إسلاميا باللغة الكورية في فترة زمنية مماثلة في أيام أخرى أسبوعيا، نتيجة تزايد أعداد الجالية الكورية في المملكة العربية السعودية، وتزايد أعداد الحجاج لبيت الله الحرام من مسلمي كوريا الجنوبية.
أعلن الدكتور أبو بكر كيم، رئيس اتحاد المسلمين الكوريين، عن افتتاح مركز إسلامي جديد في مدينة جينجو وعن إقامة معرض إسلامي عام 1408ه تم تخصيص جناح فيه لكل دولة إسلامية لتعرض فيه آثارها الإسلامية والمخطوطات النادرة.
كما أعلن عن افتتاح مسجد جديد في المدينة باسم مسجد “أبو بكر الصديق” ويقوم اتحاد المسلمين الكوريين بدعوة كبار العلماء في العالم الإسلامي، لإلقاء محاضرات دينية، ثم يقوم الاتحاد بطباعة هذه المحاضرات في كتاب خاص يترجم إلى بعض اللغات الأجنبية. كما أعلنت الحكومة الكورية تبرعها بقطعة أرض لإقامة بعض المشروعات الإسلامية عليها في سيؤول العاصمة.
تحسين العلاقات
وافتتح في جامعة هانكوك عام 1965 قسم للغة العربية رغبة من الحكومة الكورية في ذلك الوقت في تحسين علاقاتها السياسية الخارجية مع دول العالم الثالث، خصوصا الدول العربية والإسلامية. وكان هناك دافع آخر وراء افتتاح هذا القسم وهو تلبية حاجات التجار الكوريين الذين وجدوا في العالم العربي والإسلامي سوقا جديدة وواسعة لصادراتهم. فنتج عن ذلك زيادة الاهتمام باللغة العربية، مما أدى إلى افتتاح أقسام جديدة للغة العربية في ثلاث جامعات أخرى، إضافة إلى جامعة هانكوك، وبهذا يصبح عدد الجامعات التي تدرس اللغة العربية أربع جامعات من أصل مائة وعشرين جامعة كورية مما يعني أن الاهتمام باللغة العربية لا يزال محدودا.
الشعب الكوري متدين بالفطرة ويعتنق 207 من الأديان والعقائد بينها السماوية والوضعية التي عرفتها حضارات وشعوب الأرض المختلفة، ولذا استطاعت الحملات التبشيرية أن تبث سمومها في فكر الشباب الكوري عن الإسلام وأصله مستغلة هذه السمة فيه. وقد تأثرت شرائح من الشعب الكوري لبعض الوقت بالدسائس والشكوك التي غرستها هذه الحملات في كوريا عن طريق التلفزيون وأفلام الفيديو وغيرهما من وسائل الإعلام مع أن الداعية مهما يكن دينه فإنه محترم لكونه أستاذا ومعلما، والأستاذ والمعلم مقدس ومحترم في عقيدة الكوري.
الشباب الكوري يعشق العلم والثقافة والدراسة، وهي مدخله إلى الإيمان إضافة إلى الأخلاق التي ورثها عن أسلافه، والشعب الكوري معروف بالتماسك واحترام الكبير، والعطف على الصغير، واحترام المرأة واحترام الأخ الأكبر. وهي تعاليم الإسلام أيضا، كما يعشق الكوري المساواة والعدل والحرية وهي كلها مبادئ جاء بها الإسلام، ومن عرف عقلية الكوري استطاع الدخول إلى قلبه وعقله بالحكمة والموعظة الحسنة.
مواقع النشر (المفضلة)