مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 6

الموضوع: دروس من الهجرة النبوية

  1. #1
    مشرفه سابقه

    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    7,935
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي دروس من الهجرة النبوية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
    اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اهنئكم بمطلع العام الهجري الجديد وكل عام وانتم بالف خير وتقبل الله من الجميع صالح الاعمال
    كثير منا يطالع السيرة وعلى وجه الخصوص هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي كانت بحق نقطة التحول والميلاد لأمة الاسلام فيكتفي بقراءة الاحداث وعلى الرغم من اهميتها فاني اجد ان من المهم جدا بل يمكن ان اقول الاهم هو استخلاص الدروس والعبر منها واسقاط وقائعها على احداثنا ومعاناتنا اليوم وعلى هذا الاساس هلموا معي لنخترق اربعة عشر قرنا من عمر الزمن لنصل ونعيش يوما تاريخيا كان نقطة التحول والانطلاق لهذا الدين الجديد وناخذ منه الدروس والعبر لعلنا ننتفع بها . ادركت قريش أي خطأ وقعت به وهي ترى اعداد اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم الهاربين سرا باتجاه يثرب تزداد يوما بعد يوم ورأت ان هؤلاء من الممكن ان يهددوا مكانة قريش وزعامتها بين القبائل تلك الزعامة التي اكتسبتها من وجود بيت الله العتيق فيها وجعلت منها تمتلك الزعامة الدينية التي سرعان مااورثتها الزعامة الدنيوية فكانت المكانة الاولى لسادتها الذين امتلكوا رؤوس الاموال والثراء العريض وهم يسيرون تجارتهم صيفا وشتاء الى بلاد الشام واليمن ولم يكن شيء ليؤرق هؤلاء السادات سوى ذلك الفتى اليتيم الذي عاب دينهم وجاء بدين جديد وبعيدا عن النظر في هذا الدين وماهيته الا انهم سرعان ماناصبوه العداء حين شعروا انه يهدد مكانتهم وسيادتهم وذلك لسبب بسيط انه يساوي بين الناس لافضل بينهم الا بميزان التقوى الذي لايملك المفاضلة فيه الا رب العالمين وقرروا اخيرا انه لابد من قتله حتى لايلحق باصحابه الذين فروا الى يثرب فهو لايزال بينهم وقتله يمثل نهاية هذه المعركة الغير متكافئة التي استمرت ثلاث عشرة سنة بين القوة والطغيان والفكر والعقيدة وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد عدته للخروج من هذا البلد الذي لم يجد من اهله طوال تلك المدة الا الصد والغضب الذي يشتد من سادته ليتخذ اشكالا مختلفة من الاساءة والايذاء والتعذيب والحصار ولم تؤمن به الا فئة قليلة من الضعفاء والعبيد وبعض السادات ممن اراد الله بهم خيرا ووصلت لغة الحوار والجدال معهم الى طريق مسدود ولابد للقوة الطائشة ان تغضب ليأخذ الحقد والغل في قلوب اصحابها ابشع صوره واشكاله بالتآمر لقتل نبي الامة للتخلص من هذه الدعوة وصاحبها وهنا كان القرار بالهجرة ومع شدة هذا القرار وقسوته وما يعنيه من فراق لأحب البلاد الى الله والى قلب رسول الله والدخول في غربة جديدة هي غربة الاهل والوطن بعد ان تذوق رسول الله صلى الله عليه وسلم غربة الفكر والمعتقد وهذه سنن الهية وقدر كل داعية ومصلح يسير على منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم يحاول الاصلاح في زمن الافساد وهنا نتعلم ان المطلوب منا العمل وان التوفيق من الله فثلاث عشرة سنة لم تكن كافية ليذعن جبروت قريش لصوت الحق الذي جاء به الصادق الامين ذاك الذي عرفوه طفلا يتيما يرعى الغنم كيف يمكن للسادة والاشراف ان يتبعوه كيف يمكن لابي جهل ان يجلس بجنب عبده بلال الحبشي وهنا نتعلم ان نذعن للحق مجردا دون ان ننتظر او ننظر الى من الذي جاء به اما التكبر والغرور فانها تقود صاحبها الى الهلاك كما فعلت بابي جهل واصحابه وعلى الرغم مما يبدوا على مظهر الهجرة من فرار وانهزام وضياع للمسلمين ودينهم الا ان حقيقتها عكس ذلك فتلك القلة التي هاجرت متخفية يفر اصحابها بدينهم وارواحهم من العذاب والقهر والتنكيل سرعان ماستعود بعد سنوات قليلة الى هذه البقاع التي تفر منها وهي قوية عزيزة منيعة الجانب تفتح القلوب قبل الجدران لهذا الدين الجديد الذي فروا به ومن اجله . ونتعلم من الهجرة اتخاذ الاسباب والتوكل على الله فقد باشر النبي صلى الله عليه وسلم جميع الاسباب التي تكفل بتوفيق الله نجاح خطته التي جاءت دقيقة محكمة لم يكن للمعجزات وخوارق العادات اساس فيها فلم ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم ان تحمله الملائكة او تزوى له ارض او يركب البراق بل استاجر خبيرا بطرق الصحراء واشترى راحلته وتخير الصاحب ولم يطلع على قراره الا افرادا معدودين ممن كان له دور فيها ومبيتهم في الغار ثم ذلك الراعي الذي اسندت اليه مهمة ازالة الاثار بعد ان يمر بغنمه عليها ومسيره بعكس اتجاه ارض مهجره لتضليل المطاردين ومبيت علي في فراشه صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وهذا كله من الاسباب التي اتخذها لنجاح المهمة وهنا تتجلى حقيقة طالما غابت عن اذهان الكثير ممن لم يفهموا حقيقة الاسلام وهي ان هذا الدين هو دين العمل لامكان للاحلام فيه وان من يتتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده يرى كم كانت معاناتهم فقد احرقت الشمس وجوههم واكل الجوع اكبادهم حتى انهم ربطوا الحجارة على بطونهم من الجوع ولفوا الخرق على اقدامهم التي سالت منها دماؤهم لترسم على خارطة العمل والاخلاص آثارهم . لقد تعبوا اكثر من اعدائهم ولم ينتظروا ان تنزوي لهم ارض او تنزل الملائكة تقاتل نيابة عنهم ولم يدعوا ان محبة النبي واتباعه في مجاورة لقبره الشريف او البكاء والعويل واعتزال الناس وهاهي قبورهم تشهد لهم اذ لايوجد منها في المدينة الا اقل القليل فقد انتشرت في العراق والشام ومصر والمغرب ووصلت الى حدود الصين والهند والسند والاندلس وتركيا وهذا كله يدل على انهم ادركوا ان الاساس في دينهم هو التعب والنصب والعمل لهذا الدين وان صلة القربى بمحمد صلى الله عليه وسلم قائمة على ذلك وهذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤكد ذلك بقوله : والله لئن جاءت الاعاجم بعمل وجئنا من غير عمل لهم اولى بمحمد منا . ويتجلى لنا في الهجرة الخلق العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصا على ايصال الودائع والامانات التي كانت عنده لاهل مكة الى اصحابها وامره لعلي بالبقاء خلفه لاعادتها وهذا درس مهم وهو ان نتحلى بحسن الخلق الذي يقرب صاحبه ويحببه الى الناس خاصة الدعاة والمصلحين منهم فلا يمكن ان يتصور العقل ان يكون داعيا وهو صاحب خلق سيء . وتتجلى ايضا الجندية الحقة القائمة على السمع والطاعة لاوامر القيادة المؤمنة دون التفكير في عواقب الامور فها هو علي ينام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون يحيطون ببيت النبي يريدون قتله وهو لايبالي بمصيره بل ينفذ الامر فهو جندي من جنود الاسلام . ومن الهجرة نتعلم ان للدعوة اعداء وانهم يمكرون بالدعوة واصحابها لذا يجب اخذ الحيطة والحذر من جانب الدعاة . وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابو بكر الصديق رضي الله عنه وهنا نتعلم البذل في سبيل الدعوة بالنفس والمال فقد اشترى ابو بكر راحلتين ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يأبى ان يأخذها الا بالثمن ولما اصبح الثمن دينا في ذمة النبي لابي بكر هاجر معه وهنا على الجميع ان يدرك انه قد يكون للمال لسانا هو افصح من كل الالسنة وان دينارا يبذل في سبيل الدعوة هو في الميزان اثقل وفي اعين الناس اكبر من الف خطبة وان من بخل بماله كان بنفسه ابخل ولا خير فيه . وفي طريق الهجرة نشاهد سراقة بن مالك الذي كان يتتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبه اصبح بعد ان استماله النبي صلى الله عليه وسلم الى جانبه بعد ان ساخت قوائم فرسه بالارض ووعده النبي صلى الله عليه وسلم بلبس سواري كسرى لنتعلم الثقة بوعد الله تعالى وان المتتبع لبشارات النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين لدينه وامته يجد اغلبها كانت في اشد اللحظات حرجا في حياة المسلمين وهنا نتعلم ان روح الامل والتفائل بان المستقبل لهذا الدين وان هذه الامة لاتموت والخير باق فيها الى يوم القيامة وعلينا ان ننظر دائما الى الجانب المشرق وننتظر الغد ونحن نثق بوعد الله تعالى . وها هو سراقة يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ان لي ابلا وغنما في مكان كذا فاذا مررتم بها فخذ منها ماشئت ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفض وهذا هو قدر كل صاحب دعوة ان يترفع عما في ايدي الناس ويزهد فيه حتى يكون مؤثرا في الناس وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ يقول : ( وازهد عما في ايدي الناس يحبك الناس ) وعلى الدعاة والمصلحين اذا كانوا بحاجة الى المال ان يعرفوا ممن ياخذوه اذ ليس جميع الاتباع على درجة واحدة من الايمان في القضية وليسوا جميعا مستعدين لبذل المال والتضحية به بل ربما وجد من الناس من اتبعك لاجل المال والمغنم . ويمضي النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته ويمر به في الطريق بريدة الاسلمي في ركب من قومه فيعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليه الاسلام ويسلم بريدة وهنا نتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يمنعه كونه فارا بدينه والمشركين يطلبون اخباره ويبحثون عنه ليقتلوه لم يمنعه كل ذلك من عرض دعوته على رجل لقيه في الطريق وهكذا هم اصحاب الدعوات يستمرون على المبدأ ولا يحيدون عنه مهما اشتدت الظروف وقست الاحداث فهم لاينسون دعوتهم وانهم يبذلونها للجميع فقد تصادف قلبا يقبلها وآذانا تصغي لها فكن حريصا على ايصال صوتك ورسالتك الى الجميع فانت لاتعلم من سيقبلها ومن سيرفضها . وفي الطريق يمر النبي صلى الله عليه وسلم بلصين من اسلم ويعرض عليهم الاسلام فيسلمان ويسألهما عن اسميهما فيخبراه انهما المهانان ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهما : بل انتما المكرمان ، وهنا تتجلى لنا القيادة الفذة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يرفع من شأن أتباعه ويغرس فيهم القوة والايمان ليسموا بهم وتتغير تبعا لذلك افكارهم وسلوكياتهم فيصبح العبد سيدا من سادات بني مخزوم فكيف تستطيع ان ترفع من نفس تشربت الرق واعتادت على العبودية ليصبح صاحبها سيدا من السادات انه الدين الحق والنبي الحق والقيادة التي تشعر اتباعها بالعزة والسمو والرفعة . واخيرا بودي ان اشير الى انه مع عظم معجزة الاسراء والمعراج التي اخترق فيها النبي صلى الله عليه وسلم السبع الطباق ووصل الى مكان لم يصل ولن يصل اليه احد فانها تظل تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ومعجزة له تشد من ازره ليس لها اساس في قيام دولته بعكس الهجرة وهذا درس لامته صلى الله عليه وسلم من بعده وهي ان هذا الدين وان دولة الاسلام لم تقم على شيء من خوارق العادات او المعجزات حتى تكون هذه الدولة مهيئة للعودة في كل زمان ومكان متى ماتوفر لها اناس يضحون من اجلها ويعملون لتمكينها كما عمل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لاقامة دولة الاسلام ومتى ماتوفر مثل هؤلاء فلابد ان يكون هناك تمكين لهذه الدولة واقامة لصرحها .






    دمتم بخير

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    9,223
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    الرائعه / وعد

    بارك الله فيك / غاليتي

    على هذه السيره العطره والدروس الثمينه

    نفع الله بعلمك ونفع بك

    اللهم آمين

    وكل عام وانتِ بآلف خير [mark=FFFFFF] جعله الله عليك عام نجاح وفلاح [/mark]

    وتقبل الله من الجميع صالح الآعمال


    دمتي بكل الخير

  3. #3
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    ` Maze `
    المشاركات
    15,963
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    \

    وعــد

    بارك الرحمـن فيكِ
    وفي قلمكِ الرائـعـ

    الهجره النبويـه
    ملخص للأحداث الحقيقيـه
    والعبر والدروس والمحاظرات الالهيـهـ
    وهي رمز للصمود والكفـاح
    ورمز للدفاع عن كلمـه الله
    واعلاء شانهــا

    جعلنـا الله في جناتهـ

    اختكِ بالله
    همسة العسكري

    \

  4. #4
    ((مـسكيـن غ ـــَـيروك))


    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    : [َِ َِ َِ َِ] ًًٌٍٍََِِِّْ HAIL ًًٍٍَُِِّْ [ َِ َِ َِ]
    المشاركات
    810
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي


  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    بارك الله فيك غاليتى واختى الكريمه وعد جزاك الله خير ووفقك لكل خير

    دمت بصحه وسعاده

    اختك

المواضيع المتشابهه

  1. الرومانسية النبوية!
    بواسطة آيمـamyـي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-04-2008, 10:53 PM
  2. طلبتكم ... الهجرة النبويه
    بواسطة قمرة في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-01-2007, 01:16 AM
  3. الرومانسية النبوية...
    بواسطة لحظاااات غروب في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-06-2006, 02:47 PM
  4. أهمية دور الشباب في نجاح الهجرة
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 10-05-2006, 02:30 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •