.
,












.
,





جميعنا ذاق شدة برودة الأجواء خلال هذه الأيام وأيام سبقت
ذقناها ونحن في بيوتنا الدافئة وملابسنا الوافرة

لكن يبقى أن أشد من ذاقها هم أهلنا في المنطقة الشمالية
وإليكم صور من الثلوج عليهم وتحديداً عرعر





















ووسط هذه الثلوج ... كانت هناك مقاومة لها.. مقاومة باسلة للبرد
الشديد .. مقاومة تترجمها هذه الصور























في هذا المكان عاشت مشاعل وكذلك ماتت... فراشة في الربيع ذات
15 ربيعاً أصبحت في الشتاء جسد بلا روح...

عاشت مشاعل في هذه الصفائح..عاشت مشاعل في أكبر بلد مصدر للنفط
عاشت مشاعل في أكبر بلد احتياطي للنفط... ماتت مشاعل في سنة كانت
بها أعلى ميزانية في هذه البلد..ماتت مشاعل من البرد من الفقر!!

عذراً مشاعل..أننا نعتذر إليكِ ... ليس لك ذنب سوى أنكِ لست لبنانيةلو كنتِ لبنانية لسكنتي عوضاُ عن الصفائح قصوراً وعوضاً عن
ملابس ممزقة ملأتها الشقوق.. تلبسين الفراء.. أنتِ تعلمين كما أعلم
ودعيه سراً بيننا أن الأمر حين يحتوي على حروف( ل ب ن ا ن)نراهم يتسابقون في الخيرات

مشاعل..نعلم..أن كثيرين لا يعلمون من أنتِ؟..وماذا حصل لك؟
أريدك أن تسامحي الصحافة..فهي لم تنشر خبرك سوى واحدة
وفي الصفحات الخلفية!!... سامحيهم..هم هكذا.. لا يريدون إغضاب
المسؤول..ولو كان على حساب حياة مواطن... هم مبدعون في شيء
واحد فقط... التطبيل




مشاعل..لا تيتأسي..ولا تظني أن رحيلك .. كان بلا فائدة..سأخبرك
أمراً يكون لك عزاء.. أنتِ بموتك ستنقذين أمك وأبيك وأخوتك
من هذا البؤس الذي يعيشون فيه في مملكة الإنسانية

فنحن تعودنا ألا يتحرك أحد.. حتى يكون الأمر فيه وفيات

يوم الثلاثاء القادم حيث البرد سيزداد بمراحل (حسب قول الفلكيين)
سنكون مع موعد مع جرائم جديدة بحق هؤلاء الفقراء إن لم يتحرك
احد...





صبراً أهلنا في عرعر..تعودنا أن نقولها لأخواننا في فلسطين والعراق
والشيشان ولكن نقولها الآن لأخواننا في عرعر


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه" والله لو عثرت دابة بشط الفرات لخشيت أن أُسأل عنها يوم القيامة: لم لم أمهد لها الطريق؟"
رحم الله مشاعل رحمة واسعة وأدخلها فسيح جناته
وبحوله تعالى انتقلت من حياة الشقاء والبؤس إلى حياة النعيم

أخيراً

وداعاً
أيتها الفراشة وسامحينا



منقوول