ويبقى المسجد الاقصى في خطر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تقرير اسرائيلي يصف حال الحرم القدسي بالقنبلة الموقوتة دخلت مرحلة العد التنازلي
نوعم ليفنات: " يجب إزالة الحرم القدسي من الوجود وتحقيق حلم الشعب الاسرائيلي ببناء الهيكل الثالث ".
الشيخ كمال خطيب :" حمىّ بناء الهيكل تسري في الجانب الاسرائيلي ونحن أمام منعطف خطير ، فعام 2005 له مدلولات في المفكرة اليهودية الدينية ".
مع احتدام النقاش حول تنفيذ خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية " أريئيل شارون " "بالانسحاب أحادي الجانب " من قطاع غزة ، بات نشاط اليمين المتطرف لمواجهة الخطة واحباطها في ذروته ، مما جعل الأذرع الامنية الاسرائيلية وخاصة جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي " الشاباك" الذي يتابع نشاطات هذه الحركات ، يشيرون أكثر من أي وقت مضى الى أن تنفيذ عملية ارهابية في المسجد الأقصى بات أمراً محتماً ووصف تقرير صحفي إسرائيلي نشر مؤخرا أن الوضع في الحرم القدسي وصل الى حد القنبلة الموقوتة ، في حين صرح نوعم ليفنات شقيق ليمور ليفنات وزيرة التربية والتعليم بأنه مقتنع تماما الاقتناع بوجوب إزالة المسجد الأقصى عن الوجود وبناء الهيكل الثالث المزعوم مكانه، مؤكدا أن هذا هو حلم الشعب الاسرائيلي منذ ثلاثة آلاف سنة ، وزارة الخارجية الامريكية من حذرت مطلع الأسبوع رعاياها من زيارة المسجد الاقصى المبارك في هذه الأوقات ،ومن جهته حمّل الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – المؤسسة الاسرائيلية مسؤولية أي اعتداء على المسجد الاقصى مؤكداً أن كشف هذه المخططات من قبل الأجهزة الرسمية الاسرائيلية لا يعفيهم من المسؤولية .
الاعتداء على الحرم القدسي من مجموعة يهودية متطرفة مسألة وقت
نشر الصحفي الاسرائيلي أليكس فيشمان في الملحق الاسبوعي السياسي لصحيفة " يديعوت أحرونوت " تقريرا مفصلا عن العلاقة بين رفض المجموعات اليمينية الاسرائيلية لخطة " الانسحاب من غزة " وتزايد احتمال الاعتداء على المسجد الأقصى ناقلا تصريحات وتحليلات للجهات الأمنية الاسرائيلية جاء فيه :" إمكانية حدوث عملية ارهابية في الحرم القدسي اجتازت منذ زمن مرحلة التردد النظري ، المسألة الآن لم تعد مسألة حدوث العملية أو عدمه وإنما كيف ومتى .
في الأذرع الأمنية وخصوصا "الشاباك"، التي تتابع المجموعات اليمينية المتطرفة والسرية في الوسط اليهودي ، يشيرون مؤخرا بقلق الى حقيقة أن المرحلة النظرية قد أصبحت من خلفنا ".
"في السلم الذي يقيس شدة الإنذارات وجاهزيتها للتحقق تقع عملية ( الحرم) في مراحل عليا ، لم تصل الى الذروة بعد، ولا تبرر حتى الآن القيام باعتقالات ، ولكن الساعة تدق وبسرعة ، وكلما اقتربنا نحو حسم "فك الارتباط" يصبح الصعود لأعلى سلم الانذارات أكثر وتيرة وسرعة ، هناك يهود يفكرون ويخططون بجدية لكيفية تَطهير جبل الهيكل من الدنس والرجس – على زعمهم وقولهم الباطل- واشعال الشرق الاوسط في عاصفة دمرية ونار تلتهب في مواجهة العالم الاسلامي ، وكبح عملية ذلك الارتباط والتنازل عن أجزاء من ارض اسرائيل ، للجوييم " غير اليهود" – حسب اقوالهم -.
"الانتقال من مرحلة القرار بتنفيذ العملية الى مرحلة التنفيذ قصير، ليس لديهم وقت كثير ، فترة عشية اتخاذ القرار الحاسم لفك الارتباط هي الأكثر حساسية بالنسبة للأذرع الامنية ، هناك وفي تلك اللحظة سيصدر القرار عن المجموعات التآمرية التي ستخرج لتوجيه ضربتها ، هذه ستكون فرصتها الأخيرة لتغيير الوضع ، ونحن كما يذكر قد دخلنا في مرحلة العد التنازلي بالنسبة للأجهزة الاحباطية ، القنبلة الموقوتة قد بدأت تتكتك في واقع الامر ".
"عملية في الحرم ستكون جذابة ، فهي ستفترس كل الأوراق ، وتغير الوضع من أساسه ، ما لا يقل عنه جاذبية هو تصفية رئيس الحكومة ".
وأضاف التقرير :"إنذار آخر تقوم الأذرع الأمنية بالتعامل معه هو حدوث عملية على طراز باروخ غولدشتاين أي عملية دمرية في موقع اسلامي بواسطة عبوات ناسفة أو انتحاري يهودي ، في عملية من هذا القبيل توجد احتمالية كامنة لإحداث تغيير في الوضع ، ومع ذلك يتم التركيز بشكل أساسي من قبل اجهزة الاستخبارات على الهدفين الأوليين ، "جبل الهيكل" - المسجد الاقصى- وأريك شارون " .
وأضاف فيشمان يقول :"من أجل فهم ما نتحدث عنه يتوجب قراءة منشور أصدره الحاخام يهودا كرويزر رئيس مدرسة الفكرة اليهودية الدينية في أيار 2003 ، "يجب أن لا يكون هناك أدنى شك حكومة يهودية حقيقية لحركة كاخ ستتوجه بإذن الله للقضاء على جذر الشر وتزيل من جبل الهيكل الغرباء والمساجد " .
"ويرى قادة الشاباك ان لهذه التصريحات خطورة كبيرة ويقول أحدهم :" رغم أنه لا توجد لهذه الحاخامات والمجموعات المتطرفة التي تصغي اليها قيادة روحانية ولا تملك "قيادة ميدانية عملياتية" على شاكلة التنظيم السري اليهودية في مطلع الثمانينات ، فإنه توجد بينها ارتباطات وتحالفات مؤقتة وغير واضحة وتجمعهم فلسفة لا تحتوي على مصطلح اسمه " قانون اسرائيلي " أما مواقفهم من الفلسطينيين فتبنى على مبدأ ان الفلسطينيين سرقوا أرضهم " .
"وترى أجهزة الأمن أن الخطر يكمن في عمل التنظيمات السرية وتخطيطها لتنفيذ عمليات تشغل الجيش " الاسرائيلي " والفلسطينيين والعالم بأسره، وتفجير الأقصى هو أكثر العمليات التي ستجلب مثل ردة الفعل ، ولا تتجاهل الأجهزة أيضا النشاط الذي تقوم به " شبيبة الجبال " وهي احدى المجموعات الاشكالية التي برزت وتطورت في السنوات الأخيرة وتحولت الى عامل مهيمن في التهديد، أفرادها لا يتعدون ألف شخص ويسكنون في مواقع معزولة في الضفة الغربية ومن هناك ينجزون مخططاتهم نحو الفلسطنيين " .
يقول اليكس فيشمان في تقريره :"العمليات الارهابية الأكثر شهرة لسكان الجبال هي تلك التي نفذها تنظيم بات – عاين السري والذي كُشف بالصدفة في نيسان 2002 عندما أزمع اعضاؤه على تنفيذ عملية في عربة مفخخة في مدرسة فلسطينية في حي الطور في القدس ، هم انتقلوا من اطلاق النار الانتقامي على الشوارع الى تنفيذ عمليات دموية حاشدة ، وذلك لإحداث الفوضى في العلاقات بين اليهود والعرب ، عمليات بلا تمييز تعني ايضا اصابة الاطفال ، ليست لدى هؤلاء الناس حدود او خطوط حمراء هدفهم هو تغيير الوضع السياسي " ، ويضيف :"هذه المجموعات من شبيبة الجبال ، الى جانب النشطاء الكهانيين - شبه المعروفين من جانبي الخط الاخضر – هي التي تتسبب باغلبية الإنذارات بحدوث عمليات إرهابية يهودية ، ولكن اغلبية الاشخاص الاعضاء في هذه التنظيمات العنيفة لم يصلوا حتى الى المعتقل، اليهودي الوحدي في يهودا والسامرة الذي أدين مؤخرا في عضوية تنظيم ارهابي هو شاحر زليغر ، قلة قليلة ايضا أدينت ، الاثنان الاخيران هما ايتسيك باس وماتي شافو اللذان ألقي القبض عليهما مع ثماني قطع الرجاء عدم الخوض في امور سياسية في شهر حزيران 2003 ، الجهات الامنية تدعي انهما طرف جبل الجليد فقط ".
نوعم ليفنات هدم الاقصى وصية توراتية
وكدليل واضح على تزايد الاخطار المحدقة بالمسجد الاقصى وارتباط ذلك بخطة "الانسحاب" من غزة ، تصاعد وتيرة التصريحات العلنية من اعضاء المنظمات اليهودية الاستيطانية التي باتت لا تخفي مواقفها المتطرفة ، بل لا تخفي خططها لتحقيق هدفها المشؤوم بهدم المسجد الاقصى ، وبناء الهيكل الثالث المزعوم مكانه ، والصلة المباشرة والوثيقة بين الناشطين في الإطارين ، إطار معارضة الانسحاب من غزة والاعتداء على المسجد الاقصى المبارك واضح .
نوعم ليفنات شقيق الوزيرة الاسرائيلية ليمور ليفنات وزيرة التربية والتعليم ، الناشط اليميني المتطرف المعارض لخطة الانسحاب كما وصفه الصحفي الاسرائيلي يوفال قرني بأنه يأمل / يحلم بهدم الحرم القدسي ، وكان قرني قد أجرى لقاءا مطولاً مع نوعم ليفنات تطرق من خلاله الى موقفه من قضية المسجد الاقصى ، ونقل على لسانه القول بوجوب بناء الهيكل الثالث بعد هدم المسجد الاقصى ، يقول نوعم ليفنات :" حبذا لو كانت هناك ظروفاً تمكنّ من تفجير القبة الصفراء – " قبة الصخرة المشرفة " – في الحرم القدسي ورفعه الى السماء، ولكن الأمر هذا غير متوفر ، ليس من الناحية التقنية ولا من ناحية الواقع السياسي " وأضاف :" لو أن الشعب الاسرائيلي يمر بثورة "فكرية" لتوجه مسرعا نحو قبة الصخرة ورفعها الى السماء – يقصد إزالتها عن الوجود- المحرر-".
وذكر يوفال قرني في مقابلته أن نوعم ليفنات يدَعّي أنه لم يكن لينضم الى منظمة سرية يهودية تعمل على نسف المسجد الأقصى، وأضاف قرني أن لا اشكالية مبدئية عند نوعم ليفنات بهدم المسجد الاقصى ، ونقل على لسانه :" هدم الحرم القدسي ليس عمليا في الواقع السياسي اليوم ، وان سألت هل من المفترض ان تكون قبة الصخرة هناك ؟! الجواب بالتأكيد لا ، بل من الواجب وجود "الهيكل" هناك ، هذا حلم الشعب الاسرائيلي ووصية التوراة له ، والشعب الاسرائيلي يتجه بهذا الاتجاه منذ ثلاثة آلاف سنة " وأضاف نوعم أيضا :" في ذلك المكان كان "الهيكل" وسيكون هناك الهيكل الثالث ، لا مجال للشك في ذلك ، قبة الصخرة لن تكون هناك وبالتأكيد وحتما أن قبة الصخرة ستزول " وختم نوعم تصريحاته المتطرفة بالقول :" واضح ان الشعب الاسرائيلي في حالة تحول الى اكثر "هجومية" سيقوم صباح يوم ما فجأة ويقول : ماذا يعمل المكان هناك – يقصد المسجد الأقصى – هيا نبني الهيكل ، ساعتها سيجيئون بالجرافات الكبيرة – البلدوزرات – ويهدمون الاقصى - ، وإذا لم يكن باستطاعة البلدوزرات فعل ذلك ، فستقوم بذلك " الهندسة القتالية "، ولعله بذلك يشير الى هجوم جوي او صاروخي او نسف بواسطة المتفجرات للمسجد الاقصى .
حمى بناء الهيكل الثالث المزعوم
هذا وعقب الشيخ كمال خطيب على التقرير الصحفي الاسرائيلي بالقول :" واضح جدا أن كثرة تأكيدات الجهات المسؤولة والرسمية الاسرائيلية التي تشير الى احتمال وقوع اعتداء على المسجد الاقصى المبارك ويواكب هذه التأكيدات تقارير صحفية بهذه الأهمية كلها مجتمعة تشير الى الهول القادم وأن الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك سيخرج الى حيز التنفيذ" ،وأضاف :" نحن من طرفنا كإسلاميين فإننا لسنا متفاجئين بما يقولون ، لأننا كنا دائما نحذر ، ونؤكد على وجود مخططات تهدف الى المساس بالمسجد الأقصى ، فعليه أن يكون السؤال ، هل سيهدم الاقصى أم لا ، أصبح فعلا لا محل له أمام حقيقة أن الاقصى يعتدى عليه فعلاً ، ويكون السؤال متى سيحدث ذلك ".
"نحن أمام صدور هذه التصريحات من المسؤولين الاسرائيليين وتحذيرهم من هذه المخططات لن يعفي أبدا هؤلاء المسؤولين وكل المؤسسة الاسرائيلية من مسؤولية الاعتداء على المسجد الاقصى ، نعم أن معرفتهم بهذه المخططات دون العمل على وقفها سيجعلهم هم شركاء من الدرجة الأولى في الاعتداء على المسجد الاقصى المبارك ".
أما عن تصريحات نوعم ليفنات فقال الشيخ خطيب :"حقيقة سواء كان القائل هو أخ لوزيرة التربية والتعليم ليمور ليفنات ، او كان التصريح هو من تساحي هنغبي او كان التصريح من آفي ديختر فكلها مجتمعة تصب للتأكيد على حقيقة ان حمى بناء الهيكل المزعوم راحت تسري الآن في الجانب الاسرائيلي اليهودي وبالتالي نحن أمام مرحلة ومنعطف جدا خطير ، لكن كثرة هذه التصريحات يجعلنا نشعر بأن العام 2005 فعلا تاريخ له مدلولات في المفكرة اليهودية الدينية ".
دمتم بخير
تحياتى لكم
مواقع النشر (المفضلة)