سقاء الماء مهنة قديمة
كان السقاء يدخل الى المنازل والمقاهي والمحلات حاله كحال اهلها وذلك لتكرار وجوده في تلك الاماكن فلاحيلة بدون الماء فهو الاول وهو الاخر وهو سر وجود الانسان. فبالرغم من بساطة هذه المهنة الا انها في الوقت نفسه كانت تحتاج الى جهد عضلي كبير من قبل صاحبها حيث نزول السقاء الى الشواطىء وملىء الاواني او القرب الكبيرة ومن ثم حملها يحتاج الى قوة عضلية كبيرة ولهذا ترى اغلب السقائين يتمتعون بقوة عضلية مميزة وبصحة جيدة ان عملية تفريغ الماء في البيوت والمحلات والمقاهي والمساجد يحتاج الى توقيتات معينة فكانت غالبا ما تكون على ثلاث وجبات في الصباح وعند الظهر وفي المساء هذا ما يكون عادة في فصل الصيف اما في فصل الشتاء فيكون الامر اقل من ذلك فيتفق صاحب المحل او المنزل مع السقاء على الوقت المعين ومن ثم على الكمية ويعطيه الاجور على ذلك اما يوميا او اسبوعيا وهي عادة ما تكون اجور بسيطة فيقوم السقاء بتفريغ جوده او قربته في الاماكن المعدنية (كالحبوب والكيزان والخلانات) وفي بعض الاحيان يكلف السقاء برش الازقة والمقاهي بالماء في اوقات الحر الشديد او اثناء تنظيفها لقاء اجور بسيطة يستحصلها من اهل المحلة. ان عملية نقل الماء من الشواطىء الى اماكن استهلاكها يكون غالبا بواسطة الحمير والبغال حيث تربط القرب او الكيزان على ظهرها بصورة تجعلها محمية من السقوط او الانسكاب.
وبعد تنزيلها يقوم السقاء بحملها على كتفه حيث يلبس لذلك لباس خاص وهو عبارة عن جلد يضعه على ظهره وحزام عريض لربطه وبذلك يتجنب ويحمي من سقوط الماء على ملابسه. ان اغلب الناس يشعرون بوجود السقاء من خلال صوته المرتفع مناديا سقه الماء... سقه الماء ان بساطة مهنة السقاية وقلة اجورها جعل الناس ايام زمان يعطفون على السقاء ويكرمونه ويعتبرونه واحد من افراد عائلتهم فعندما يقبل العيد او تحل مناسبة او فرح تقوم العائلة بتحضير الهدية المناسبة له ولاولاده وغالبا ما تكون من الملابس والاحذية والاحتياجات البيتية وذلك لمساعدته على صعوبة العيش.
مواقع النشر (المفضلة)