وسط زحام الحياة وتلوث المدينة ووسط الأجواء المتقلبة نجد أنفسنا في حياة يغلب عليها الطابع الروتيني ويسودها الملل والكسل ويغيب عنها الجد والكلل فتغيب بذلك المعاني الجميلة التي يمكن أن نستشعرها في كل ما يحيط بنا ونجد أنفسنا قد اعتدنا علي السطحية في نظرتنا للأشياء.
لا يستطيع أحد منا إنكار أهمية الإنترنت في حياتنا اليومية علي سبيل المثال ولكن المشكلة تكمن في أننا قد اعتدنا النظر اليه بطريقة روتينية لا تجديد فيها بينما الانترنت يزود بالجديد كل ساعة بل كل دقيقة فهل فكرنا مثلا في المشاركة في منتدي لنصرة الدين ورفع راية الإسلام؟، هل فكرنا في البحث عن أشياء تمس حياتنا اليومية كالبحث عن أفضل الطرق لحياة زوجية سعيدة أو كيفية تربية النشء تربية صالحة في نطاق ديني ملائم، هل فكرنا في كيفية رفع الروح المعنوية لأنفسنا ليزيد إخلاصنا من أجل دفع عجلتنا للأمام في العمل اليومي.
ومن ناحية أخرى بعيدة المدى هل فكرنا بأن نستشعر جمال الوردة قبل أن نشمها وأن نستمتع بملمسها، بأن نستمتع بأول شهيق نأخذه في الصباح الباكر مع صوت زقزقة العصافير قبل الزفير، بأن نري في البحر عظمة الله وجلاله ورؤية عالم يختلف كلياً أو جزئياً عن العالم الذي نعيشه، هل فكرنا بالنظر في حال الأسد وطريقة حياته بعيداً عن قوته وملكه، ذهبت بتفكيرك الي العمق كلما استمتعت واستغربت لحال الدنيا التي نعيشها.
لذلك أرى أنه من الواجب علينا أن نضيف قيمة لكل عمل نقوم به ابتداء من النهاية فالننظر للنوم علي سبيل المثال، كم هو غريب أن يستلقي الانسان علي ظهره ويغمض عينيه فينتقل من حالة الي حالة ولماذا؟ بل وكيف تتم عملية الاستيقاظ ورجوع الانسان الى حالته الأولى والأبسط من ذلك تأمل كوب الماء قبل شربه فلا طعم له ولا لون ولا رائحة ومع ذلك لا يمكننا الاستغناء عنه بل ونستمتع بشربه فكيف نستمتع بشيء لا طعم فيه؟
عند التفكر والتأمل في كل الأمور من حولنا نجد حقيقة واحدة ثابتة راسخة وهي عظمة المولي عز وجل، وعندما ننظر الى قدم الانسان وإنجازاته في أي مجال كان سواء في مجال التقنية التكنولوجيا أو أي مجال آخر فإننا نتحسس عظمة الله في خلق هذا الإنسان وكيف انه أمده بالعقل الذي أوصله في نهاية المطاف الي هذا الاختراع أو الإنجاز العظيم.
مواقع النشر (المفضلة)